هل صحيح بأن انعدام الثقة بين الناس تخلق دائما لحظات الشك والحيرة.. وتولد الغيرة وعدم الصدق بينهم. وهل انعكاس ثقافة الحوار غير الحضاري بين الاسرة الواحدة المكونة من الزوجين والأبناء او بين الافراد في نفس المجتمع تقود الى ولادة افكار غير انسانية او ثقافية داخل حياتهم وفي منازلهم الآمنة. ما يدفعهم لاستخدام وسائل واجهزة تتعارض مع مبادئنا وقيمنا واخلاقنا التي تمنع بعضنا من استخدامها بل ورفضها بشدة، الا وهي (اجهزة المراقبة السمعية والبصرية) داخل اوخارج منازلنا. التساؤلات كثيرة.. والاتهامات التي تطال البعض وتظلم البعض الآخر اكثر.. لكن الاجابات عليها موجودة عند الذين استضفناهم للرد على تلك الاسئلة. * في هذا التحقيق رصدنا اراء عدد من الزوجات حول ظاهرة استخدام اجهزة المراقبة والتنصت داخل بيوتهن، وعلى الجانب الآخر ماذا يقول الازواج في تلك التقنية التي باتت تهدد حياتهم وتقلق منامهم ليلا ونهارا.. والأهم من ذلك ماذا يقول اهل الرأي في هذه القضية. تقول اشجان علي ان استخدام اجهزة المراقبة والتجسس داخل المنزل عموما من الامور الدخيلة على مجتمعاتنا ولا نقبل بوجودها"، وقالت "اذا لجأ لها بعض الازواج فهي نتيجة عدم الشعور بالراحة، والانفصال بينهما افضل من السعي وراء اخطاء كل منهما". وأكدت ان المجتمع مسلم يرفض التجسس والتنصت على الناس بكل وسائله سواء عن طريق اجهزة دقيقة ومتنوعة او دونها حتى قبل ظهورها، مشددة على ضرورة حل مشاكل الاسرة بالطرق السلمية دون اللجوء الى مثل هذه الوسائل التي لا بد ان توضع عليها رقابة من جهات متخصصة في الدولة لتحمي المجتمع من المشاكل التي سيقع بها الكثير وربما تصل الى حد الخطر والظلم نتيجة عدم فهم الموضوع جيدا، مشيرة كذلك الى عدم ضرورة استخدامها في مراقبة الخدم او مراقبة المنزل اثناء السفر. اما العنود العبدلي فترى انه لا ضرورة لان تكون لتلك الاجهزة لها مكان في المجتمع كالاسرة بين الازواج او بين الاهل وابنائهم فهذا امر مرفوض تماما، ولا بد من وجود الثقة المتبادلة بينهم، باعتبارها افضل الحلول لاي مشاكل تحدث بين افراد الاسرة". واضافت ان " من يلجأ الى هذا الامر مع اسرته او الناس، هو في نظري مريض نفسيا، ولا بد من معاقبة كل من تسول له نفسه ان يتجسس على الناس باي طريقة، وان يكون هناك قانون يحمي الناس من التعدي على حرياتهم"، مؤكدة على ضرورة تنشئة الابناء على الحوار الصريح، وعلى ثقة الاب، والام فيهم، ولا شك ان هذا افضل الحلول، بدلا من استخدام اجهزة تنصت تولد الحقد والكراهية، وربما تكون سببا رئيسيا في تدمير اسرة في حالة اكتشاف وجودها هذا هو سر وجود كثير من المشاكل داخل المنازل الزوجية. في حين اضافت نورة الغامدي (هذا الامر خطير وقد يجلب مشاكل كثيرة) ولو اضطررت لاستخدامه سيكون فقط لمراقبة الخدم، او لمراقبة المنزل اثناء السفر كنوع من الامن والحماية التي ترغب بها الاسرة، اما ان اشتري جهازا لمراقبة زوجي مثلا، فهذا امر مستحيل ولست بحاجة لهذا الامر لانه اذا شعرت بسلوك غريب في زوجي فسأواجهه لمعرفة الاسباب التي دفعت به الى هذا الامر دون الحاجة للتجسس عليه. واستغربت نورة كثيرا من لهفة بعض النساء الى معرفة كل شيء عن ازواجهن من خلال التجسس على مكالمات الزوج وغيرها من الوسائل المتنوعة.وقالت: اذا لم تكن تشعر الزوجة بالراحة مع زوجها، فإن الانفصال افضل من ان تعيش وهي في تفكير دائم وشك وغيرة مما يتسبب بالعديد من المشاكل بينها وبين زوجها. هذه كانت آراء النساء لكن ما هو رأي ازواجهن في رأيهن: يشير حسن زيدان بلا مبالاة: لا ارى اي مشكلة في استخدام بعض الانواع من الاجهزة التي تساعدنا في الوصول الى هدف معين وواضح، فمثلا قد نرغب في مراقبة الخدم في المنزل، وكيفية تصرفهم مع الابناء خصوصا في حال تواجدنا خارج المنزل في بعض الاوقات. واضاف: "كما يحق للاب مراقبة من يشاء من افراد اسرته اذا شعر بوجود خلل في المنزل او شعر ان هناك امرا غير طبيعي، مشيرا الى ان بيع هذه الاجهزة علنا في الصحف هو امر اعتيادي، لان شراءها يرجع الى الشخص نفسه وهي حرية شخصية، لكن بشرط ان لا يتمادى بها الانسان، وان لا تصبح هواية او شذوذا وتتعدى الحدود المسموح بها. الزوج علي القرني يرفض فكرة استخدام هذه التكنولوجيا بصورة خاطئة وغير شرعية، لانه كما يقول: هو امر غير مقبول تماما، واعتقد ان الشخص الذي يلجأ الى هذا العمل، ويقوم بالتجسس على الناس او مراقبة اهلة يعاني من مشكلة، وبالتأكيد هو مليء بالعيوب التي تجعله يعتقد العيب في من حوله". واضاف مرة اخرى ورافضا بشدة لا اؤيد ان يتم بيع هذه الاجهزة دون حسيب او رقيب عليها، وهذا الموضوع يذكرني بمسلسل "خالتي قماشة" الذي تم اخذه بصورة فكاهية ولكن لا نتمنى ان تكون فعلا حقيقية موجودة في المجتمع. وزاد "لكن ان كانت لدواع امنية وجهات معينة تستخدمها فهذا امر مختلف". وقال رجب عابد ان اجهزة التنصت على الناس لها عدة اوجه من ناحية الاستخدام، فإذا تم استخدامها بصورة ايجابية كمراقبة المنزل والشركات لحمايتها مثلا من السرقات فهي تعتبر ايجابية، وكذلك اذا استخدمت في المدارس فهذا امر ذو فائدة، حيث تستطيع ادارة المدرسة ان تتصرف بالطريقة الصحيحة من خلالها في بعض المواقف التي تحتاج العودة الى رؤية ما تم تصويره مثلا. واضاف: (اما اذا استخدمت بصورة غير شرعية من قبل بعض الافراد فهذا الامر يعتبر سلبيا جدا واعتقد ان البعض يرغب من خلالها بالابتزاز او التهديد). مشيرا ان هذه الاجهزة متواجدة في الاسواق وتجلبها جهات كثيرة، الا ان الناس لا تلجأ اليها لما فيها من سلبيات، كما ان ديننا الحنيف يرفضها جملة وتفصيلا، والافضل اللجوء للطرق الشرعية، والمصارحة، والثقة المتبادلة بين افراد الاسرة الواحدة.ودعا الى وجود جهات رقابية على ما يتم بيعه من هذه الاجهزة، مشددا على ضرورة لا تقع بأيدي مرضى نفسيين او مختلين عقليا لانها ستساهم في نشر فضائح لا يحق لاحد الاطلاع عليها. وقال متمنيا: اتمنى ان يطلع من يقوم ببيع او بشراء تلك الاجهزة ان يقرأ الناحية الدينية لتلك القضية حتى يتعظ جيدا من خطورتها، لكنني اؤيد ذلك اذا استخدمت هذه الاجهزة ككاميرات تصوير في المرافق العامة، والمدارس، ولحماية الممتلكات، فهذا امر جيد وايضا لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، اما عكس ذلك فاراه غير شرعي، ولا بد ان يعاقب عليه القانون". ويختم آراء الازواج شكري عبيد بقوله: المجتمع لم يتعود على وجود هذه الأجهزة ولم ينتبه لها الا من خلال الاعلام، وفي البرامج والافلام الاجنبية التي تعطي ايحاء انها نوع من الذكاء في استخدام التكنولوجيا الحديثة، بينما هي في الحقيقة لا تناسب مجتمعاتنا المحافظة. متطلعا ان تكون هذه الاجهزة جيدة لو استخدمت في مكانها المناسب في بعض الجهات الحكومية كوزارة الداخلية ووزارة التربية وغيرها مما يستوجب الاستعانة بتلك الاجهزة لحفظ الامن، ولمعرفة الجناة والمجرمين ولمراقبة العمل ولحماية الممتلكات وغيرها من الاهداف التي تساهم في حفظ الامن ونشره، اما غير ذلك من الاهداف فأراها تجلب الكثير من السلبيات معها لذلك هي لها جانبان سلبي وإيجابي.