دييغو بيريز .. صمام أمان والقلب الشجاع للاورجويانيين

يعتبر لاعب الوسط دييغو بيريز صمام امان المنتخب الاوروغوياني الذي يخوض اليوم الجمعة الدور ربع النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في جنوب افريقيا، أمام غانا على ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبورغ.بإلقاء نظرة على عينه المصابة والغرز الثلاث في حاجبه، يبدو ان دييغو بيريز لاعب خط وسط دفاعي مقاتل يعطي الاولوية للفعالية على الفنيات على غرار اسلوب لعب منتخب بلاده البعيد عن الفرجة لكنه واقعي بشكل مخيف في كأس العالم 2010.ولا يعطي بيريز، لاعب وسط موناكو الفرنسي، الانطباع بقتاليته من خلال بنيته الجسدية (78ر1 م و80 كلغ) كما انه لا يمتع الجمهور بسلاسته التقنية، لكن قدرته على التحمل والتفوق في المواجهات الثنائية يزعج كثيرا خصومه.واعترف المكسيكيون بالدور الكبير الذي يلعبه بيريز في وسط الملعب. خرج من الملعب بوجه وقميص ملطخين في الشوط الاول من مواجهتهما الحاسمة في الجولة الثالثة الاخيرة من منافسات المجموعة الاولى ضمن الدور الاول (1-صفر) قبل ان يعود بضمادة على وجهه ليواصل مضايقة "الازتيكس" بقوة أكثر من التي استهل بها المباراة، وهو عاد من استراحة الشوطين مع ثلاث غرز في جفنه.في المباراة التالية، ركض لاعبو كوريا الجنوبية في مختلف انحاء الملعب لكنهم عانوا الامرين من اجل تخطي بيريز الملقب ب"ايل روسو" بسبب شعره الاشقر الذي قصه قبل البطولة.واطلقت صحيفة "الباييس" الاوروغويانية لقب "السيد شجاعة" على بيريز ومنحته 9 نقاط من اصل 10 بعد الفوز الثمين الذي حققه المنتخب على كوريا الجنوبية (2-1) في الدور ثمن النهائي.ويقول بيريز الذي نادرا ما يساند الهجوم ويرتكب اخطاء كثيرة لكنه لم يحصل على اي انذار في المباريات الاربع الاولى: "في الدقائق ال15 الاخيرة، بذلنا جهودا كبيرة من اجل خلق فرص للتسجيل، لم يكن امامنا حل سوى ذلك، كنا متعبين للغاية واحتجنا الى مخزون اضافي لتخطي سرعة الكوريين"، مضيفا "عانينا كثيرا وقتها لاننا لم نكن في قمة لياقتنا البدنية، يتعين علينا اخذ ذلك بعين الاعتبار اذا اردنا بلوغ الدور نصف النهائي".ويعتمد المنتخب الاوروغوياني كثيرا على الهجمات المرتدة حيث يسمح للمنافسين بالسيطرة على مجريات المباراة من خلال اعتماده على كتلة دفاعية صلبة لم تستسلم سوى لهدف كوريا الجنوبية حتى الان في البطولة، لكن في المقابل، كانت فعالية مهاجميها حاسمة خصوصا الثنائي دييغو فورلان (هدفان) ولويس سواريز (3 اهداف). ويعتبر بيريز (30 عاما) لاعبا اساسيا في الخطة الدفاعية التي يعتمد عليها ممثل اميركا الجنوبية الذي تأهل الى العرس العالمي عبر بوابة الدور الفاصل على حساب كوستاريكا. وعلى الرغم من ان بيريز يخوض نهائيات كأس العالم للمرة الاولى في مسيرته الكروية، فانه يعتبر واحدا من اللاعبين الاكثر خبرة في المجموعة الحالية حيث لعب 54 مباراة دولية دون ان ينجح في هز الشباك ولو لمرة واحدة. يدرك بيريز جيدا ان مونديال جنوب افريقيا هو الاخير في مسيرته الكروية ولذلك فهو يبذل كل ما في وسعه من اجل المساهمة في ذهاب منتخب بلاده بعيدا في البطولة واستمرار مغامرته وحلم تكرار انجاز منتخبي عامي 1930 و1950 المتوجين باللقبين العالميين.بدأ بيريز مسيرته الكروية عن 19 عاما مع فريق مسقط رأسه ديفونسور مونتيفيديو، ولم يتأخر في فرض نفسه اساسيا في صفوفه في موسمه الثاني معه وعمره 20 عاما. تألقه قاده الى صفوف الفريق الثاني للعاصمة الاوروغويانية بينارول لكنه لم يلعب سوى 13 مباراة سجل خلالها هدفين.خطفه ديدييه ديشان عام 2004 عندما كان يشرف على تدريب موناكو ولم يتأخر ايضا في فرض نفسه اساسيا حتى يومنا هذا بخوضه 181 مباراة سجل خلالها هدفين فقط.