تعد منطقة الباحة من أكثر مناطق المملكة وعورة في التضاريس فهي منطقة جبلية ساحلية صحراوية , وكانت قصة شق الطرق بالمنطقة أشبه ما تكون بقصص الخيال الذي تحول إلى واقعاً ملموساً , فالتنقل منذ زمن ليس بالبعيد كان صعباً حيث اقتصر على الطرق الترابية الوعرة التي شقها الأهالي في حينها الأمر الذي جعل مراكز ومحافظات منطقة الباحة منعزلة عن بعضها البعض فضلاً عن انعزال المنطقة عن باقي مناطق المملكة . ومنذ توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز " طيب الله ثراه " بدأت رحلة شق الطرق في المنطقة حيث حظيت كسائر مناطق المملكة باهتمام قادة هذه البلاد الطاهرة ففي عام 1374ه وبعد الزيارة التي قام بها الملك سعود " رحمه الله " للمنطقة قادماً في حينها من مدينة الطائف أمر بشق طريق الباحةالطائف وتوسعته وتحسينه بالإضافة إلى شق طرق رئيسية داخل المنطقة. ومن أوائل المشاريع التي ساهمت في ربط منطقة الباحة بالمنطقة الغربية والمنطقة الجنوبية الغربية مشروع طريق الطائف " الباحة " أبها " جازان الذي استغرق انجازه نحو عشر سنوات بطول " 779 " كيلو متر وبتكلفة إجمالية بلغت " 000ر000ر600ر1 " ريال , وقد حقق إنشاء هذا لطريق الكثير من الفوائد لتطوير إمكانيات المنطقة الجنوبية ومنها الباحة خاصة في النواحي التجارية والاقتصادية والصناعية والسياحة إلى جانب أثره الكبير في التقريب بين القرى البعيدة والهجر . وواكب ربط المنطقة بالمناطق المجاورة شبكة طرق عملاقة ربطت محافظات ومراكز المنطقة ببعضها البعض حيث حظيت المنطقة بالعديد من الطرق المعبدة الرئيسية والثانوية والفرعية وكذا الطرق الزراعية حتى شهدت المنطقة نقله حضارية في الطرق والنقل وذلك بدعم واهتمام القيادة الرشيدة منذ عهد المؤسس ومروراً بأبنائه البررة من بعده وحتى هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني " حفظهم الله " . وتبلغ أطوال الطرق التي تم تنفيذها في منطقة الباحة فضلاً عن ربطها بالمناطق المجاورة نحو " 935 " كيلو متر شملت طرق مسفلتة مفردة ومزدوجة إضافة إلى " 4186 " كيلو متر من الطرق الزراعية , وبلغت التكلفة الإجمالية للطرق المسفلتة في المنطقة قرابة " 000ر000ر900ر3 " ريال.