تصوير - عبدالمنعم عبدالله .. الحق الفريق النصراوي أول هزيمة بمنافسه التقليدي الهلال المتصدر وقدَّم هدية على طبق من ذهب لفريق الشباب الملاحق له وذلك بفوزه عليه بهدفين مقابل هدف في لقاء الديربي الذي جمع الفريقين عصر أمس على استاد الملك فهد الدولي بالرياض ضمن منافسات الجولة الخامسة عشرة لدوري زين للمحترفين، وقد كشف الفريق النصراوي عن نفسه بطريقة مختلفة عما كان عليه في السابق وعكس كل التوقعات التي كانت تصب لصالح الهلال المتصدر الذي تجمد رصيده عند (38) نقطة فيما رفع النصر رصيده الى (18) نقطة نقلته (مؤقتا) من المركز السابع الى الخامس. وكان النصر صاحب هدف السبق عند الدقيقة السابعة عن طريق مدافعه القادم للنجومية بقوة عبدالله القرني، وتلاه زميله المهاجم المتألق محمد السهلاوي بتسجيل الهدف الثاني في الدقيقة السبعين، فيما سجل للهلال هدفه اليتيم محمد الشلهوب من ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع. الشوط الاول استطاع الطاقم النصراوي المتجلي والمدهش عبر بدايات هذا الشوط ان يقلب كامل التوقعات ويحول حكايات الشحن الإعلامي ولغة الحذر لمصلحته وهو يبادر بإحراز هدف مبكر عند الدقيقة السابعة من خلال المدافع القادم عبدالله القرني من كرة ساقطة من خلف المدافعين يلامسها لتتهادى على يسار الدعيع. ولم يكتف النصراويون بمتعة الهدف المبكر.. وظلوا هكذا يمارسون انضباطهم التكتيكي بحسام غالي وعباس وتحركات حقيقية من لدن السهلاوي الذي ظهر عبر هذه الحصة بشكل مختلف وجريئا بالتسديد المباشر من كل الاتجاهات واضاع الككم الوافر من الفرص المفتوحة امام الشباك الزرقاء. في حين شن الهلال هجماته عن طريق العمق من خلال ياسر القحطاني بدعم من الشلهوب ورادوي ولكنه لم يستطع الوصول للشباك النصراوية وسط احكامات رقابية دفاعية يقظة وصريحة من لدن عبدالغني والذي فرم الكثير من تلك المحاولات. ورغم الرغبة الهلالية الجامحة في الوصول لورقة التعادل الا ان الكتيبة النصراوية ظلت تمارس معطياتها الهجومية المركزة والخطرة وامداد الرائع محمد السهلاوي بالكم الكبير من الكرات داخل الصندوق الهلالي وأضاع منها ثلاث فرص متلاحقة عبر الدقائق 38 و40 و42. وأبدع الخبير في المرمى الازرق محمد الدعيع في التعامل معها والتصدي لها وإبعادها عن مرماه بكل براعة. وحضر الهلاليون كثيرا في الوقت بدل الضائع وسجلوا خطورتهم الصريحة امام مرمى العنزي ولكنها لم تفلح في هز الشباك الصفراء في ظل التسارع في التسديدات العشوائية من القحطاني وولهامسون والتي ذهبت ادراج الرياح. ومع هذا التفوق النتائجي والميداني للطاقم النصراوي المتجلي وارتباك هلالي صريح في التنظيم والانتشار وعدم القدرة على اختراق التكتل الدفاعي الاصفر انتهت مراسم هذه الحصة بتقدم النصر بهدف ثمين مقابل لا شيء للهلال. الشوط الثاني أصر الهلاليون منذ مستهل هذا الشوط على تكريس الضغط الهجومي والوصول بالكرات الطويلة للمواقع النصراوية وأهدر القحطاني واحدة من أهم الفرص السانحة وأعقبه الشلهوب الذي ارسل كرته العنيفة من خارج الصندوق النصراوي لتعتلي قوائم المرمى إلى خارج الميدان وكذلك فعل عبدالله الزوري وهو يتلقى كرته العرضية من ويلهامسون وسددها بطريقة عشوائية وتمكن العنزي عبدالله من تحويلها. وواصل الهلاليون اندفاعاتهم الأمامية بدعم من الرباعي ويلهامسون ورادي والشلهوب وتياجو نيفيز ولكنها كانت تتعطل امام براعة الخط الدفاعي النصراوي الذي تصدى لكامل هذه التطلعات الزرقاء بالابعاد والانقاذ. بالمقابل لم يحضر الخط الهجومي النصراوي بتجليات الحصة الأولى وسجل غياباً واضحاً في تحركاته وبناء هجماته التي زرعت القلق أمام المرمى الهلالي وظلت الكتيبة الصفراء تُكرس كثافتها الدفاعية والحد من انطلاقات وتسديدات الخط الامامي الهلالي الخطر، ونجح عبدالله العنزي الحارس النصراوي في انقاذ مرماه والتصدي لوابل التسديدات العنيفة والمباشرة من قبل نيفيز والشلهوب وويلي. الهدف النصراوي الثاني ومن هجمة نصراوية سريعة وخاطفة من الجبهة اليمنى يرسل احمد عباس عكسية داخل الصندوق الهلالي على رأس النجم محمد السهلاوي الذي أطلقها داخل عمق الشباك الزرقاء عند الدقيقة السبعين مسجلاً هدف النصر الثاني. وفي أعقاب احراز الهدف التعزيزي النصراوي حضرت التدخلات الفنية لمدربي الفريقين املا في تغيير الإيقاع الأدائي فيما تبقى من الوقت وكان خروج احمد عباس والسهلاوي في الاتجاه النصراوي ودخول البديلين ريان بلال واحمد المبارك. وكذلك فعل الجانب الهلالي بتعزيز خطه الهجومي بنواف العابد وعيسى المحياني وخروج البرازيلي نيفيز والسويدي ويلهامسون. ورغم تعاطي هذه الاوراق الفنية العناصرية.. الا ان الواقع الميداني ظل يتجه نحو التكثيف الدفاعي النصراوي الصريح والاعتماد على الانطلاقات السريعة والمرتدة والتي اهدر سعد الحارثي خلالها العديد من الفرص المفتوحة امام مرمى الدعيع. وكذلك ظهر الهلاليون بتكريس ضغطهم الهجومي العشوائي والذي طغى عليه الاحتفاظ كثيرا بالكرة وتعاطي التمريرات الخاطئة واكبها احكام دفاعي صارم قبل الخطوط الخلفية والتي نجحت في الإجهاز على تحركات القحطاني والمحياني وبقية خط الوسط الهلالي المتقدم والذي تعطل وفشل في الوصول لمرمى المتألق عبدالله العنزي. هدف الهلال اليتيم وفي الوقت بدل الضائع يحتسب حكم اللقاء ركلة جزائية لمصلحة المحياني بعد اعاقته من عبده برناوي والذي تلقى البطاقة الحمراء، وتقدم لها الشلهوب وسددها في عمق الشباك الصفراء وبهكذا هدف وحيد للفريق الهلالي انتهت مراسم هذا الدربي العاصمي بفوز نصراوي مستحق بهدفين لهدف ليرتفع الرصيد النقطي لفارس نجد إلى 18 نقطة فيما يبقى الهلاليون في الصدارة بنقاطهم ال "38".