تحت رعاية وحضور حضرة صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه أقيم صباح الاربعاء الماضي افتتاح فعاليات المؤتمر السنوي الثامن لمؤسسة الفكر العربي فكر الكويت التكامل الاقتصادي العربي (شركاء من أجل الرخاء) بقاعة الراية. هذا ووصل موكب سموه رعاه الله الى مكان الحفل حيث استقبل بكل حفاوة وترحيب من قبل رئيس مؤسسة الفكر العربي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وأمين عام مؤسسة الفكر العربي سليمان عبدالمنعم والقائمين على المؤتمر. وقد شهد الحفل سمو ولي العهد الكويتي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ورئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم محمد الخرافي ومعالي كبار الشيوخ وسمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح وكبار المسؤولين بدولة الكويت الشقيقة. هذا وبدأ الحفل بالسلام الوطني الكويتي وتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى أمين عام مؤسسة الفكر العربي سليمان عبدالمنعم كلمة بهذه المناسبة شكر فيها دولة الكويت على استضافتها لاعمال المؤتمر مشيدا بدور حكومة دولة الكويت الرائد في دعم الثقافة العربية على كافة الاصعدة. بعدها القى رئيس مؤسسة الفكر العربي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل كلمة بهذه المناسبة، شكر فيها دولة الكويت حكومة وشعباً على مواقفها الداعمة لمؤسسة الفكر العربي منذ نشأتها، بل والتشجيع على قيامها حين كانت المؤسسة مجرد فكرة تراوح في محضنها. وقال الفيصل: ولا غرو فالكويت لم تكتف باشعال قناديل الثقافة منذ وقت مبكر على ساحتها فحسب بل عملت على تسريع عجلتها وتطويرها على كل الساحة العربية ودعمتها بأكثر من وجه. وأضاف: لقد بلغت عناية العالم -كما هو معروف- بالشأن الاقتصادي اليوم ذروتها خاصة بعد الأزمة الراهنة التي طالت الجميع بنسب متفاوتة وأحالت نظريات الاقتصاد وتطبيقاتها الى التحقيق والمراجعة من جديد، وتحولت كبريات الدول من موقع المنافسة الحادة فيما بينها الى حال من التفاهم وتنسيق هذه المنافسة بما يحقق لهم «التعافي الاقتصادي» حسب التعبير الدارج الآن في دول العالم، وقد استجابت الدائرة العربية الرسمية للسياق فاستضافت دولة الكويت أول قمة اقتصادية عربية مطلع هذا العام تناولت بالتفصيل كل الشؤون الاقتصادية والتنموية والاجتماعية العربية وخلصت الى مجموعة من التوصيات الجيدة التزم القادة العرب بتفعيلها كل على ساحته، كما تستعد القاهرة لاستضافة الدورة الثانية من القمة الاقتصادية العربية ربيع العام 2011 حيث من المتوقع أن يتجه جدول أعمالها الى المراجعة وتحديث الرؤى على ضوء ما تم انجازه والمستجدات المحلية والعالمية. كما قال سموه: وفي سياق حرصها على احياء ثقافة التلاحم بين القطاعين الرسمي والأهلي -على المستوى العربي - للدخول الى ساحة التنمية وتحدياتها مجتمعين تطرح مؤسسة الفكر العربي اليوم «التكامل الاقتصادي العربي.. شركاء من أجل الرخاء» عنوانا موحيا لمؤتمرها السنوي (فكر 8) على أمل أن يشكل همزة الوصل بين القمتين العربيتين لتحقيق صالح الأمة، بين أيدينا اليوم قضية مصيرية يرتهن عليها تحقيق الحلم المشروع للأمة العربية على مرجعية ارثها في صناعة الحضارة الانسانية ومقوماتها المتكاملة الآنية بأن يكون لها موقع ملائم في حضارة عالمنا المعاصر. وختم الأمير خالد الفيصل كلمته بقوله: والمسؤولية التاريخية لمؤتمركم الحصيف تضفي على حواراته الحيدة والعلمية والشفافية حيث تحرص المؤسسة على توفير المناخ لهذا الأداء وهو السبيل الوحيد للتشخيص الصحيح والعلاج الناجز. بعدها تم تقديم هدية تذكارية لصاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رعاه الله بهذه المناسبة من رئيس مؤسسة فكر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل. من جهة اخرى أطلق الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي، في مؤتمر صحافي التقرير العربي الثاني للتنمية الثقافية، بحضور وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي د.موضي الحمود، وأمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي، وعدد من رؤساء تحرير الصحف العربية الراعية للتقرير، وحشد من الإعلاميين العرب. استهل أمين عام مؤسسة الفكر العربي د.سليمان عبدالمنعم، المؤتمر بكلمة أكد فيها أهمية تزامن فعالية إطلاق التقرير مع المؤتمر السنوي العام للمؤسسة، برعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وأوضح عبدالمنعم أن الملهم الأول لهذا التقرير هو الأمير خالد الفيصل رئيس المؤسسة الذي تعامل مع المشروع بعقل رجل الإدارة وروح المثقف، داعياً للعمل في إطار الوعي الناضج والمسؤول. وشدد على أهمية دور الإعلام الذي واكب على مدى شهرين التحضير لإطلاق التقرير من واقع إيمانه بالمسؤولية الثقافية والإعلامية، وكان شريكاً فعلياً للمؤسسة في نجاح مشروعاتها الثقافية الهادفة. وتحدثت وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي د.موضي الحمود فرحبت بإطلاق التقرير العربي من دولة الكويت الحاضنة للثقافة على الدوام، وشددت على الدور الرائد الذي تلعبه مؤسسة الفكر العربي في الحياة الثقافية العربية. وأشادت الحمود بنتائج التقرير العربي الذي يرصد الحراك الثقافي في وطننا، ويقدم المعالجات للكثير من الأزمات التي يعانيها هذا القطاع. أما رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون بدر الرفاعي، فقال في كلمة وصف فيها التقرير العربي الثاني بالجريء والشجاع الذي شخّص المشكلات بطريقة علمية غير مسبوقة، وتضمن أسئلة عميقة وإشارات ذكية خصوصاً فيما يتعلق بالمعلوماتية باعتبارها رافعة للتنمية، الأمر الذي يدل على وعي هام بأهمية المعلوماتية في مجتمعاتنا، معتبراً أن أهم ما في التقرير أنه غير مجامل، وهو قدم الواقع الثقافي في الدول العربية على حقيقته. ثقة بالإنسان العربي وألقى الأمير خالد الفيصل كلمة أكد فيها على ثقته بالإنسان العربي وإمكاناته. وقال: أنا متفائل بقدرات الإنسان العربي عندما يعطى الفرصة التي تساعده على إظهار إبداعه وأفكاره. وركز على أهمية التقرير العربي للتنمية الثقافية، الذي يقدّم معلومات علمية ومعلومات دقيقة تفيد أصحاب القرار والأكاديميين والمثقفين والمواطنين العرب عموماً، مشيراً إلى أن التقرير الأول كانت نتائجه مشجعة جدا، وهو أثار اهتمام الحكومات العربية والمثقفين والمفكرين العرب، لافتاً إلى أن التقرير الثاني يقدم الجديد والمختلف من المعطيات التي تسهم في إطلاع المثقف والقارئ العربي عموماً على واقع مجتمعاتنا وعقد المقارنات والمقاربات ما بين هذه المجتمعات والدول الأخرى. وشدّد الأمير خالد الفيصل على دور الإعلام في مشروع النهضة العربية الذي تعتبر مؤسسة الفكر العربي أحد روافده، ودعا الإعلام العربي إلى ممارسة النقد وعدم المجاملة فيما يتعلق بمحتوى التقرير الثاني. وأشار الأمير خالد الفيصل إلى أن المؤسسة هي بصدد إعادة تقييم إنجازاتها العام المقبل في الذكرى العاشرة لتأسيسها، وهي أطلقت قبل فترة مبادرة لتشجيع الكتابة والقراءة وخصّصت جائزة تبلغ مئة ألف دولار لأهم كتاب عربي، وهناك اتصالات جارية لبلورة الفكرة التي أطلقناها في مؤتمر حركة التأليف والنشر في العالم العربي الذي عقدته المؤسسة في بيروت، وهي الدعوة إلى عقد قمة ثقافية عربية.