قلل الناقد والمصوّر أثير السادة من الاحتفاء الذي رافق تجربة (المستحيل الأزرق) للشاعر البحريني قاسم حدّاد والمصور السعودي صالح العزّاز وقال إن " الاحتفاء " كان سيّد الموقف في التعليقات والقراءات النقدية التي تناولت التجربة. وأضاف السادة أن تلك الكتابات جاءت لتحتفي أكثر من أن تختبر هذه العلاقة الإشكالية بين الجنسين الإبداعين، وحمل هذا الاحتفاء الكثير من التباينات على مستوى توصيف التجربة، وعزا السادة سبب غلبة الاحتفاء إلى المكانة المبهرة للشاعر والمصور. وتناولت المحاضرة التي ألقاها السادة مساء الاثنين الماضي في المقهى الثقافي بنادي المنطقة الشرقية الأدبي عدداً من الدراسات التي بحثت في مزاوجة النص بالصورة ومن أهمها دراسة رولان بارت حول الصورة الصحفية من خلال التعليق المدوّن في ذيلها مشيراً إلى أنه يرى أن المزاوجة تؤدي إلى إدراك آخر للصورة من خلال حالة لفظية. وفي جانب آخر من محاضرته تطرق الساده إلى بحث الكاتبة ليليان لوفيل التي درست علاقة الصورة بالنص السردي وتوصلت إلى أن للصورة قدرة على ما إضفاء ما أسمته ب"الإدراك المضاعف" للنص. وعرّج الساده على دراسة أخرى للكاتب سيلكي هورسكوتي بعنوان (تضاريس النص) درس فيها الكاتب نوعين من مزاوجة النص السردي بالصورة بدا في أولاها حضور الصورة هامشيا فيما بدا في القسم الآخر من الأعمال الأدبية حضوراً عضوياً يؤثر في بناء السرد ويؤسس لشراكة في الخطاب التخييلي للسرد. وأكد السادة خلال محاضرته على أنه مشغول بالبحث عن الأسئلة عن البعد الوظيفي والجمالي الذي تنتهي إليه الأجناس الإبداعية في لحظة تشابكها. وانتقل السادة إلى إلقاء الضوء على عدد من التجارب الإبداعية العالمية والعربية التي خاضت تجربة المزاوجة وكان من بينها تجربة الشاعر والمسرحي العالمي بريخت في إصداره الذي لم يحظ بشهرة أعماله الأخرى (War primer)، والذي سعى من خلاله إلى توظيف قصاصات صور فوتوغرافية من الصحف التي تقدم تغطية للحرب في صناعة حالة شعرية تماثل منهجه النقدي والتحريضي في المسرح وتحاكي اتجاهه الماركسي في نقد الحروب الغربية. وخلص السادة في نهاية محاضرته إلى التركيز على تجربة الشاعر البحريني قاسم حداد مع المصور السعودي صالح العزاز حيث رأى أنها امتحان للشعر أكثر منه للصورة حيث رأى أن" الصورة تختال في حضورها التام مستقلة عن شروط الشعر، فيما يجهد الشعر لملاحقة الصورة، والتحايل على شروطها لإنتاج قصيدة لا تدعي انقطاعها عن الصورة إلا أنها تلمح إلى قدرتها على التأثير فيها، وذلك عبر استحضار معان خبيئة تارة، واستعارات تتحدى صرامة الواقع في بناء الأشياء داخل الصورة تارة أخرى". وفيما أثارت محاضرة السادة التي قدّم لها القاص عبدالله النصر تساؤلات وجدلا واسعاً بين الحضور، أكّد عدد من الحضور على أهمية الورقة التي قدّما السادة والإشكالات الناشئة عن مزاوجة الشعر والصورة إلا أنهم اختلفوا في تقييم أثر المزاوجة سلباً وإيجاباً على الشعر كما في تجربة قاسم حدّاد.