فاروق جويدة صوت "شعري" صدم في زهوة انطلاقه "الحداثة" برفضها له .. وقالوا إنه صوت "نزاري" في مفردته وفي نعته وفي تهويماته، لكنه ظل ممسكاً بلغته "الشاعرة" تلك اللغة العذبة التي تخاطب في الانسان وجدانه وعاطفته بل تستفز فيه وطنيته عندما قال : ماذا تبقى من أرض الانبياء لاشيء غير النجمة السوداء ترتفع في السماء لاشيء غير مواكب القتلى وأنات النساء لنقرأه في هذه القصيدة "طاوعني قلبي" لندخل الى عالمه الشعري المذاب في بحر من الوجد . عادت أيامك في خجل تتسلل في الليل وتبكي خلف الجدران الطفل العائد أعرفه يندفع ويمسك في صدري يشعل في قلبي النيران هدأت أيامك من زمن ونسيتك يوما لا أدري طاوعني قلبي.. في النسيان عطرك ما زال على وجهي قد عشت زمانا أذكره وقضيت زمانا أنكره والليلة يأتي يحملني يجتاح حصوني.. كالبركان اشتقتك لحظة.. عطرك قد عاد يحاصرني أهرب.. و العطر يطاردني وأعود إليه أطارده يهرب في صمت الطرقات أقترب إليه أعانقه امرأة غيرك تحمله يصبح كرماد الأموات عطرك طاردني أزمانا أهرب.. أو يهرب.. وكلانا يجري مصلوب الخطوات اشتقتك لحظة.. و أنا من زمن خاصمني نبض الأشواق فالنبض الحائر في قلبي أصبح أحزانا تحملني وتطوف سحابا.. في الآفاق أحلامي صارت أشعاراً ودماء تنزف في أوراق تنكرني حينا.. أنكرها وتعود دموعا في الأحداق قد كنت حزينا.. يوم نسيتك.. يوم دفنتك في الأعماق قد رحل العمر وأنسانا صفح العشاق.. لا أكذب إن قلت بأني اشتقتك لحظة.. بل أكذب إن قلت بأني ما زلت أحبك مثل الأمس فاليأس قطار يلقينا لدروب اليأس والليلة عدت ولا أدري لما جئت الآن أحيانا نذكر موتانا.. و أنا كفنتك في قلبي.. في ليلة عرس والليلة عدت طافت أيامك في خجل تعبث في القلب بلا استئذان لا أكذب إن قلت بأني اشتقتك لحظة.. لكني لا أعرف قلبي هل يشتاقك بعد الآن؟!