وسط ظروف إنسانية متدهورة وتحت الحصار الخانق، دقّت الأممالمتحدة ناقوس الخطر من جديد محذرة من كارثة وشيكة في قطاع غزة، حيث يعيش نحو مليوني شخص، معظمهم من النازحين، دون أي مصدر دخل أو غذاء، بينما يستمر إغلاق المعابر ويُمنع دخول المساعدات الحيوية. ففي سلسلة بيانات صدرت خلال الساعات الماضية، حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من "الخطر المتزايد" الذي يهدد سكان القطاع المحاصر نتيجة التناقص الحاد في المخزون الغذائي. وأكد البرنامج أن مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة باتوا مهددين بالمجاعة، في ظل غياب أي مورد اقتصادي، وتدهور الأمن الغذائي إلى مستويات غير مسبوقة. وأشار البرنامج إلى أن الوضع بلغ مرحلة حرجة بسبب الانقطاع التام لوصول الإمدادات الغذائية، نتيجة استمرار إغلاق المعابر الحدودية، ما يمنع دخول الشحنات الإنسانية الضرورية. وأضاف أن هناك حاجة ماسّة إلى تدفق فوري، منتظم، وغير منقطع للغذاء لتفادي الانهيار الكامل في النظام الغذائي داخل غزة. ووفق ما ورد في البيانات الأممية، فإن سكان غزة يواجهون "ظروفًا كارثية" في جميع جوانب الحياة، من نقص في الماء والدواء إلى غياب الكهرباء والمأوى، فضلًا عن الجوع الذي يزداد تفشيًا مع مرور الوقت. وأكد البرنامج أن هذا الانهيار المتسارع قد يقود إلى أزمة إنسانية غير قابلة للاحتواء ما لم يُسمح بدخول المساعدات فورًا. وفي سياق متصل، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أنها تدير حاليًا 115 مركز إيواء في مختلف أنحاء القطاع، تأوي فيها أكثر من 90 ألف نازح، وسط ظروف معيشية صعبة تتفاقم يومًا بعد يوم. وقالت الوكالة، في بيان عبر منصة "إكس"، إن هذه الأعداد المتزايدة من النازحين جاءت نتيجة القصف المستمر والحصار المتواصل، ما جعل الوصول إلى الغذاء والدواء والمياه النظيفة شبه مستحيل في كثير من المناطق. وقدّرت الأممالمتحدة أن نحو 420 ألف شخص قد نزحوا مجددًا منذ انهيار وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن هؤلاء يعيشون أوضاعًا إنسانية لا تُحتمل في ظل انعدام الأمن الغذائي وتدهور البنية التحتية.