ترتبط حياة الفرد بمشاعره ارتباطاً وثيقاً وكذلك شخصيته التي تظهر عليه ما هي إلا مجموعة من المشاعر التي تكونت لديه بعد مروره بمواقف في مراحل حياته ومما لا شك فيه ان بعض المشكلات تخلق لدى الفرد أثراً طويل المدى عليه فيجد ذاته لم تعد كالسابق وليس ذاته فحسب بل مشاعره أيضاً. ان المرور بالمشكلات والاخفاقات امر طبيعي جداً حيث انه من خلال مروره بهذه الظروف النفسية والاجتماعية تتكون لديه شخصيه متزنة داخلياً وخارجياً وهذا الاتزان هو ثمرة الاوقات الصعبة والمؤلمة حيث يصبح تدريجياً اكثر إدراكاً واعمق تفكيراً وأعلى حرصاً واشد حذراً من الوقوع في كل ما يتسبب له زعزعة في استقراره. ولكن ماذا لو اتخذ الفرد وسائل تطهر اتزانه في مجتمعه بالرغم من انه ليس متزناً داخلياً؟ قد يميل البعض الى اتخاذ السعادة والقرار بالتظاهر بها كوسيلة لإخفاء احزانه وآلامه والتظاهر بشخصية قوية وثابتة محاولاً تجاهل ذاته المتآكلة من احزانه واخفاقاته. وعدم القدرة على تقبل الخسارة احد اهم الاسباب التي تجعل الفرد متظاهراً بالسعادة والراحة النفسية ظناً منه انه بهذه الطريقه قد يتماثل للشفاء من داخله ولكن يجب عليه تقبل الخسارة حتى يشفى من مشكلاته واحزانه وهذا لا يتم الا من خلال عدة مراحل يجبر ذاته على المرور بها. ومن المهم عليه ان يعترف بالمشكلة التي يعاني منها او مشاعره تجاهها، وعدم تجاهل هذه المشاعر السلبية لأن تجاهلها يجعل تأثيرها اقوى ويعطي لذاته مساحة كافية بشجاعة لمعالجة الوضع داخلياً وخارجياً حتى لا يتفاقم الوضع النفسي لديه والعمل على خلق السعادة المتزنة لذاته.