قد يحقق النزاع على أراض في كشمير ما لم تحققه سنوات من الحملة التي يشنها متمردون على الحكم الهندي ويحول الحركة الانفصالية للمسلمين الى احتجاجات شعبية عارمة تشكل حقا تحديا لحكم نيودلهي في كشمير وتهدد الاستقرار في جنوب اسيا كله . وألب النزاع المسلمين في كشمير ضد الهندوس في جامو وهما المنطقتان الرئيسيتان اللتان تشكلان ولاية جامو وكشمير وهي الولاية الوحيدة في الهند التي تقطنها غالبية مسلمة في واحد من أكبر التحديات التي تواجهها حكومة رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ منذ توليها السلطة عام .2004 وبدأ النزاع الجاري بعد ان تعهدت حكومة كشمير باعطاء اراضي غابات الى هيئة تدير معبد امارناث الذي يزوره الهندوس مما اثار غضب الكثير من المسلمين . ثم تراجعت الحكومة عن قرارها وهو ما اغضب الكثير من الهندوس في جامو الذين هاجموا شاحنات تنقل الامدادات الى وادي كشمير وقطعوا الطريق السريع الرابط بين المنطقة وباقي انحاء الهند . وقدم هذا النزاع على الارض ومقتل 21 محتجا مسلما بنيران الشرطة الهندية ذخيرة الى الانفصاليين ووحد صفوفهم وأحيا دعوات للاستقلال بعد سنوات من الهدوء النسبي في كشمير أتاح بارقة أمل أمام الهند للتوصل الى تسوية سياسية من خلال التفاوض . وقال اشوك ميهتا وهو قائد جيش متقاعد وخبير في شؤون الامن " كل هذه الازمة في مصلحة الانفصاليين . " انها نكسة كبيرة للتسوية السياسية في كشمير .عدنا الى حيث كنا منذ سنوات " . وربما يتضرر أيضا التقدم الهش في النزاع بين الهند وباكستان على كشمير وهي القضية التي خاضت الدولتان بسببها ثلاث حروب .فقد تسببت الازمة في تصاعد التوتر مع جارة الهند النووية باكستان .وتطالب كل من الدولتين بالسيادة الكاملة على كشمير وتسيطر على جزء منها .وتضخم النزاع الجاري في كشمير حتى أصبح احتجاجا واسع النطاق ضد الهند .وبعد أضخم مظاهرات تشهدها كشمير منذ عقدين يخشى البعض من ان تتحول المنطقة مجددا الى كرة قدم دبلوماسية بين الجارتين النوويتين . وعاشت كشمير في دائرة العنف منذ تفجر تمرد انفصالي ضد حكم الهند في عام 1989 قتل فيه نحو 43 ألفا لكن السنوات القليلة الماضية كانت شهدت بعض التقدم .واعتبرت الانتخابات التي جرت عام 2002 في الولاية نزيهة بدرجة كبيرة رغم مقاطعة الانفصاليين لها وما شابها من عنف .كما انخفضت هجمات الانفصاليين في السنوات القليلة الماضية .وطرح الرئيس الباكستاني برويز مشرف مقترحات سلام عام 2006 ناقشت الهند بعضها بجدية . وقال سيدهارث فاراداراجين المحرر الدبلوماسي لصحيفة هندو " اذا نظرت الى الخلف تبدو كفرصة ضائعة . " الدرس المستفاد هو ان الحكومة الهندية يجب الا تترك الاوضاع تنجرف في كشمير .هناك استياء متصاعد من ان الحكومة غير راغبة في التعامل مع المشكلة ." والحكومة الهندية التي تضع نصب عينيها انتخابات عامة عام 2009 قد تفعل هذا تماما على أمل ان تخمد الاحتجاجات من تلقاء نفسها . ويتوقع بعض المحللين سيناريو يوم القيامة بوقوع مزيد من الاحتجاجات الشعبية تؤدي الى انفصال ولاية كشمير المقسمة بالفعل بين الهندوس في جامو والاغلبية المسلمة في وادي كشمير . بينما يتوقع آخرون احتجاجات حاشدة تجبر الحكومة على تهدئة الانفصاليين ببعض المفاوضات بشأن قضايا منها تقليص الوجود العسكري وتخفيف الرقابة على الحدود . وقد يتحول التركيز الى الانتخابات المحلية التي تجري في الولاية في وقت لاحق من العام .والحكومة الاقليمية هي الان بلا زعامة وقد تكون الخطوة الاولى للتسوية السلمية في كشمير هي اجراء انتخابات حرة ونزيهة . ويقول ميهتا القائد العسكري الهندي المتقاعد " النقطة الفاصلة في كشمير قد تكون الانتخابات . " مزاعم السيادة الهندية على كشمير تعتمد على اجراء انتخابات حرة ونزيهة .لقد بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الماضية 40 في المئة ماذا لو أدت مقاطعة الانفصاليين الى مشاركة تهبط الى سبعة او ثمانية في المئة ." ويرى البعض ان هذا سيتمخض عن مشهد سياسي جديد تماما في كشمير .