نكاد في هذه الأيام أن نودّع عامنا الهجري ونستعد لاستقبال عامنا الجديد وقد أكرمنا الله في أيامنا السابقة بالكثير من الخير والأفراح والذكريات الجميلة التي ستبقى في ضمائرنا نسعد بها وكلما عادت بنا في خيالنا تعاودنا ابتسامة ويشعّ في نفوسنا فرح التجربة وطرافة الموقف. وكم من المواقف الجميلة التي تستحق أن تذكر تلك التي تمر بالإنسان في سنوات طفولته أو دراسته أو غربته أو رحلاته للعمل أو السياحة. ومن ذكرياتي الجميلة الأخيرة في عيد الأضحى المبارك هي اجتماع العائلة والأبناء والأحفاد في إفطار العيد وسهراته واحتفالاته التي تنظّمها الأمهات ويلهو خلالها الصغار والكبار الذين يجمعهم طعام العيد وحلوياته وملابسه وأناشيده. وفي وسط كل هذا المهرجان الموسمي الذي ينشغل به الجميع ، أجدني أهتم تلقائياً إهتمام المشتاق الى طبق "الدبيازة" الذي تعودناه ضمن أطباق العيد المميزة عن غيره وكثيراً ما أصرح في عفوية إن طعم العيد عندي يختصره طعم طبق الدبيازة التي تصنع أساساً من القمر الدين والتي نراها من العيد للعيد وهذا ما يزيد الشوق لها. وأذكر وقد كنت خلال عملي بالخارج ، أن جاء شعبان ورمضان علينا وأنا في مانيلا حيث إحدى المحطات التي عملت بها من سنوات ، وكان في زيارتي لأيام أحد الزملاء الذي تكرّم بسؤالي إن كان ينقصني شئ من لوازم رمضان أو العيد فشكرته بأن كل شيء متوفر ولكنه أصر قائلاً : سأرسل لك كرتون قمرالدين فشكرته قائلاً :لا داعي فهو موجود هنا ولكن يصنعونه من شرائح المنقا وليس من المشمش. فأجاب ساخراً : يا أخي هذا منقة الدين وليس قمر الدين .