لم ينفرد شهر رمضان المبارك بالموائد التراثية الرمضانية الحجازية، بل كان لمائدة الإفطار في صبيحة يوم العيد نصيباً من ذلك، إذ تعددت الأصناف والأطباق الشعبية التي تميزت بها منطقة الحجاز عن سائر المدن السعودية الأخرى لتصبح طقوساً توارثتها الأجيال على مر السنين، إذ إن غالبية السيدات الحجازيات يقمن بإعدادها حنيناً إلى الماضي وعودة بالذكريات إلى أيام أمهاتهن وجداتهن. وتتصدر «الدبيازة» المائدة التي تعد من أشهر أطباق فطور يوم العيد، والتي تتكون من شرائح قمر الدين المذاب مضافاً إليه بعض المكسرات المحمصة كاللوز البجلي «الحجازي»، وحبات الصنوبر، والبندق، والكاجو وحبات القلادة، والفستق، وقطع المشمش، لتكون بعد ذلك عروس السفرة كما وصفتها السيدة فاتن أحمد، إذ تقول: «تعتبر الدبيازة من أهم الأطباق الرئيسة التي توجد على مائدة إفطار العيد التي ورثناها من أجدادنا، وتعمل السيدات على تحضيرها قبل العيد بيومين». وتشير فاتن وهي في العقد الخامس من عمرها إلى أن السيدات يتباهين بإعدادها، فكل واحدة منهن تحضرها خلال اجتماع العائلة على مائدة الإفطار، وعلى رغم بيعها في بعض المحال إلا أن غالبية السيدات يفضلن إعدادها بأنفسهن لما يجدن فيها من متعة، وتضيف: «نشتاق إلى رائحة طبخة الدبيازة كثيراً فهي تخلق جواً من المتعة والحنين إلى عيد أيام زمان». وإلى جانب الدبيازة ثمة أصناف حجازية أخرى ك «الهريسة» وفيها يطحن الحب باللحم، و«هريسة الملوخية» والتي تعد بعد تجفيفها وطحنها باللحم، و«المنزلة» وهي عبارة عن لحم معد بالطحين وطبق «الششني» وهو عبارة عن المربى الذي تعده السيدات ب «القرع». وتقول أشواق عبدالفتاح: «تعتبر المنزلة من الأطباق المهمة في يوم العيد على مائدة الإفطار والتي ورثناها عن أمهاتنا، إذ لا تقل أهمية عن الدبيازة كونها طبقاً مالحاً، فلا تخلو مائدة إفطار حجازية منها». وتزاحم هذه الأطباق الشعبية الرئيسة خلال مائدة إفطار العيد بعض الأطباق التي تلقى رواجاً طوال العام كالفول والتميس والطعمية إلى جانب أطباق الأجبان والزيتون، والعسل، والمربى، والحلوى الطحينية والشامية.