تتكالب عليه مصاعب الحياة لتكون عصيّة التحمُّل على نفس بأُسرةٍ تتوسّد التفكّك والخلافات والإهمال. هو في محرابها يقطن ، واقتصاد بضيق حالٍ يقتُر، أم بذكرى حاضرة بإعتداءات تنمُّر اوتحرُّش قولاً كان أو فعلاً ، وحسّ بفشل لتدنّي ذات واكتئاب إنكُبّ عليه لتكون بيئة خصبة بيولوجياً لأبوين هم سُقيا وارتواء بنمط وصفات شخصية لها إستعداد وتأهُّب عدواني أو نرجسي..قلقة أم حساسىة ومندفعة، لتقع في غيّابة الجُبّ من التعاطي مع أصدقاء سوء بنفثات شيطانية ( خذ سلّي نفسك ، كلها تجربة وبس ، اخرج من هذا الملل اللي انتَ فيه ) أم لإثبات الهويّة خاصةً في فترة المراهقة ، لتبدأ بالتسلية والإستمتاع بتلك المُكافأة السريعة للسعادة بهرمون الدوبامين والدخول في عالم غير عالمه ينتهي بتلذّذ ونشوة يصعب إخفاقها بشدّة كونها مرتبطة بسرعة إفراز الدوبامين والتي تختلف من شخص إلى آخر وإن تلك الزيادة من الدوبامين لها تأثيرها الضار على المخ ما يجعله يتعوّد على هذا الشعور وبتلك القوة، فيوجد لديه تلك الرغبة المُلحّة القهرية والمستمرة ، بل والسعي للحصول عليها بالرغم من معرفته بأضرارها ليكون ذلك الإدمان بسيطرة فقدت زمام التحكُم ،واستحواذ عقلي وجسدي ليفقد التوازن مُتخبطاً ذات اليمين وذات الشمال جسدياً وعقلياً بتأثير هو للعيان ظاهر بشكله المُريب في حدقة عينيه، رائحته، أسنانه ،وندبات على جلده ،وتصرفات غريبة مشبوهة ،وعدوانية غيرمُعتادة بذلك التفكير الجنوني الهستيري الشكّاك ،وجسده الهزيل المُتهالك بأمراض عُضال كالفصام والجنون وتليّف الكبد والكلى ونوبات قلبية وغيرذلك من التأثير المجتمعي من جرائم وسوء أخلاق وإرهاق إقتصادي وقلّة إنتاج واستنفاد مال لتُصبح المُخدرات معضلة المُجتمع ،وليطرح السؤال نفسه: لماذا ؟ ومنّ المسؤول الأول عن تفشّي تلك الظاهرة لتُصبح معضلة مجتمع بأكمله؟ وأين هي الأُسرة المُربي الأول؟ وأين هُم الآباء من مُراقبة أبنائهُم ومُلاحظتهم للتغيُرات السلوكية لأبنائهم غير المُعتادة كانت أم نفسية؟ اين أنتُم يا آباء من تعزيز الوازع الديني والذات الإيجابية لدى أبنائكم وغرس البذرة الطيبة في تراب نفس الأبناء وسقياها بكم.. بالقدوة الحسنة ، والأهم الإحتواء الُابوي والاُسري وتشجيعهُم على إبداء الرأي والإنصات لهُم لتكون بيئة حاضنة وليس طاردة فيكون البحث عنها في أحضان المخدرات وكذلك الحرص على إشغالهم في أعمال وأندية رياضية وعدم تركهم فريسةً للفراغ ولمدخلات شيطانية فكرية كانت أم عملية. أين هو الإعلام ودوره في التثّقيف والتعريف بالمُخدرات ومخاطرها الجمّة وتعريفه لمسمّياتها كالشبو وهو أخطر المخدرات والحشيش والمُهدئات وغيرها لتكون الوقاية والحذر من الإنحدار في بئر الإدمان. فإن كان الوقوع والإنحدار ، كان دخول المتعاطي إلى المستشفيات المتخصصة، لإعطائه العلاج الدوائي والنفسي وتلك الجلسات الإرشادية ليكون إكمال البرنامج العلاجي في مرحلة التأهيل في منازل منتصف الطريق لإعادة هيكلته بصحةٍ عقلية جسدية صحيحة.