سلاح قاتل لا يطلق رصاصاً، لكنه أشد خطراً وفتكاً.. ب«الشبو» يدير مجرمون حربهم ضد الشباب والشابات لتدمير الأسر وتخريب المجتمع وإحالته للهوان والدمار والضياع، وشكّل «الشبو»، في السنوات الأخيرة، أخطر أنواع المخدرات وأكثرها انتشاراً لرخص سعره وسهولة الحصول عليه، وعُرف بأسماء عدة؛ منها الثلج أو الكريستال ميث، الآيس، قرقور شابو، جلاس، فلا تونج، وهو مسحوق بلوري أبيض، عديم الرائحة، يتم تعاطيه كحقنة أو تدخينه أو شمّه أو ابتلاعه. ويصنفه علماء الكيمياء أنه مادة منشطة شديدة التأثير على الجهاز العصبي المركزي والخلايا الدماغية ما يجعل متعاطيه يفقد مداركه ويدفعه إلى حالة من التوجس والشعور بالتهديد، يجلب الهلاوس السمعية والبصرية للمتعاطي وقد تقوده إلى القتل والعنف ليصبح خطراً دائماً على من حوله، كما يصاب مستخدمه بفقدان بعض أسنانه مع مشكلات جسدية؛ أبرزها فقدان الوزن الشديد وتيبّس العضلات، وقلة النوم وصعوبة التركيز والاكتئاب الدائم وثورات الغضب المبالغة وردات الفعل العنيفة وسيلان الأنف، كما يظهر المتعاطي أكبر سنّاً من عمره الحقيقي إذ يفقد جسمه الكثير من نشاطه و وظائفه. وكشف المشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس» عن أعراض الشبو التي قد تظهر على مدمن المخدرات ومنها أنه يصبح أكثر عدوانية، والتغيُّب بشكل مستمر عن المدرسة والعمل، الانعزال اجتماعياً وتتغير صداقاته، طلب المال بشكل متزايد وغير مبرر، ضعف التحصيل الدراسي وتذبذب علاقاته مع أفراد الأسرة واتسامها بالعدوانية. وبيّن «نبراس»، أن المخدرات تُعدُّ من الأزمات الكبرى في دول العالم، التي أصبحت تؤثر على حياة الشعوب؛ وذلك بالنظر إلى نطاق انتشارها؛ إذ طالت الفئات العمرية المختلفة، وباتت خطورتها تمس مكونات النسيج الاجتماعي، ليصل ضررها بالإنسان إلى الموت. هلاوس سمعية وبصرية وحذر «نبراس»، من آفة المخدرات، وما تؤدي إليه من أمراض مزمنة، تؤثر على المخ، مشيراً إلى أن بعض الشباب يقومون بتجربة المخدرات عن طريق الأصدقاء أو المعارف بدافع حب الاستطلاع؛ ما قد يوقعهم في براثن الإدمان والمشكلات الأسرية والمالية. مشيراً إلى أن استخدام حقن المخدرات أحد أسباب الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق الدم، مثل «الإيدز»، مؤكداً أن المراهقين؛ الذين يتلقون باستمرار رسائل توعوية عن أضرار المخدرات من والديهم، هم أقل عرضة لاستخدامها بنسبة 50% من الذين لا يعون مخاطر المخدرات المؤدية إلى الوفاة. وحذرت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، من خطر المخدرات عموماً، ومخدر الميثامفيتامين المعروف باسم «الشبو» خصوصاً، الذي يعدّ مادة منشطة شديدة التأثير على الجهاز العصبي المركزي. وتتسبب بزيادة مفاجئة في مستويات الدوبامين في الدماغ؛ ما يُغيِّر طريقة تفكير واستيعاب متعاطيها للأحداث من حوله؛ وهذا الأمر يجعله في حالة من التوجس والقلق والشعور بالتهديد، إضافة إلى الهلاوس السمعية والبصرية؛ ما يجعله في حالة اضطراب نفسي؛ يقوده إلى العنف والتهور في سلوكياته بشكل عام. وتتلخص أضرار «الشبو» على المدى القصير بارتفاع ضغط الدم ودرجة حرارة الجسم، وعدم انتظام ضربات القلب، وفقدان الشهية، وفرط الحركة، إلى جانب اضطرابات النوم والأرق، وجنون العظمة والهلوسة، أو اضطرابات المزاج، أو الأوهام، أو السلوك العنيف، والعديد من الأضرار الأخرى على الرئة والكبد والكلى، وشحوب وجفاف جلدي، وحكة، وهشاشة في العظام، وتشوهات وأضرار في الأسنان. كما بيَّن «نبراس»، خلال إحصائية له، الأسباب التي تدفع الأبناء لتعاطي المخدرات بأن التوبيخ الأسري يشكّل ما نسبته 40% من أسباب التعاطي، والعنف الأسري المتمثل بالضرب يشكل 32%، والتسلُّط الأسري 29%، وتعامُل الأب القاسي يُمثِّل 25%. «النيابة»: لا تساهُل في الملاحقة أعلنت النيابة العامة، أنها لن تتساهل في ملاحقة مرتكبي جرائم المخدرات أو المؤثرات العقلية بكافة أوصافها الاجرامية أينما ارتكبت طالما امتدت آثارها ونتائجها إلى إقليم المملكة، وناشدت الجميع بضرورة التعاون والإبلاغ عن المروجين والمهربين، وذلك من أجل التعامل السريع مع هؤلاء المجرمين. وأوضحت، أن المخدرات آفة خطيرة تهدد أمن المجتمع والصحة، ويجب على الجميع التصدي لها، خاصة أنها تستهدف شباب المملكة وجميع المتواجدين على أراضيها. وأكدت «أن عقوبة الجاني تشدد إذا استغل في ارتكاب جريمته أحداً ممن يتولى تربيتهم أو ممن له سلطة فعلية عليه أو استخدم في ذلك قاصراً، أو قدم لقاصر مخدراً أو باعه إياه أو دفعه إلى تعاطيه بأي وسيلة من وسائل الترغيب أو الترهيب». وأضافت أنه وفق المادة رقم 38 من نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، يتم تشديد العقوبة على الجاني، وذلك في حالة استغلاله، في ارتكاب الجريمة، أحداً ممن يتولى تربيتهم أو من الأشخاص الذين له سلطة عليهم بشكل فعلي، أو في حالة استخدام قاصر في تلك الجرائم. وبينت النيابة العامة، أن المسؤولية الجنائية المترتبة على ارتكاب الأضرار الجسيمة للمخدرات والمؤثرات العقلية تقع على عاتق متناولها وكل من شارك في تناولها أو تعاطيها. وقالت: إن الحماية الجزائية تنهض تجاه حماية الأفراد والمجتمع من الأضرار الجسيمة للمخدرات والمؤثرات العقلية، وتنعقد المُساءلة في هذا الشأن لكل من شارك في تداولها أو تعاطيها بأية طريقة كانت، ولا يؤثر في قيام المسؤولية الجنائية تجاه متناولها تعاطي هذه المواد أو إدمانها. وأضافت، ان مادة الشبو المحظورة والمؤثرة عقلياً تعرف باسم الميثامفيتامين وهي من المواد المؤثرة عقلياً المُدرجة في الفئة (ب) من الجدول الثاني المرافق بنظام مكافحة المخدرات والمخدرات العقلية، والتي تضم المؤثرات العقلية المدرجة في الجدول الثاني لاتفاقية الأممالمتحدة لعام 1971م، والتي تُعرف بالقائمة الخضراء وتُصدر عن الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات. ونبهت، على أنه يعاقب بالسجن كل من يتردد على مكان معد لتعاطي المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية، وذلك أثناء تعاطيها مع علمه بما يجري في ذلك المكان وإن لم يثبت تعاطيه. 15 سنة للمروّج أول مرة المحامي والمستشار القانوني احمد المالكي، أكد أن المشرع عمل على تشديد حكم مروج المخدرات لأول مرة، وذلك في سعيه لردع ومنع المروج من ارتكاب جريمة الترويج، وتم تشديد حكم مروج المخدرات لأول مرة أو في حال تكرار الترويج؛ لأن مروج المخدرات لا يضر نفسه فقط بل كذلك كل من حوله. وبحسب المادة رقم (37) و(38) من نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية فإن حكم مروج المخدرات لأول مرة في السعودية هو السجن لمدة تصل إلى خمسة عشر عاماً. وفي حال تكرار المروج لفعل الترويج يتم تشديد العقوبة ويمكن أن تصل إلى القتل، وفي حال كان المروج موظفاً عاماً أو كان من رجال مكافحة المخدرات فتكون عقوبته مشددة وتصل إلى عقوبة السجن مدة خمسة وعشرين عاماً، وفي بعض الأحيان من الممكن أن تصل عقوبة الترويج إلى القتل تعزيراً في حالات معينة. لا تعالجوهم في المنازل تشمل أعراض تعاطي الشبو فقدان الوزن والشهية، واتساع حدقة العين، وعدم النوم لفترات طويلة، وكذلك حدوث حركة لا إرادية بالوجه، ونوبات غضب حادة، والتقلب المزاجي، والهلوسة السمعية والبصرية، وتسوس الأسنان الشديد وتساقطها، وارتفاع معدل التنفس وضربات القلب، وحكة الجلد، وجفاف الفم وشحوب الجلد، وارتكاب سلوكيات وأخلاقيات شائنة، واقتراف جرائم مروعة. ومعظم متعاطي الشبو قد يمرون بتجربة الانتحار، إلى جانب حالات الهياج والعدوانية الشديدة، ما قد تتسبب في ارتكاب جرائم قتل. وطبقاً لمختصين، فإن مدة انسحاب الشبو من جسم المتعاطي تصل ما بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، فيما تصل مدة علاج إدمان الشبو من 3 إلى 6 أشهر على حسب حالة المريض وتقبله العلاج. وحول إمكانية علاج إدمان الشبو في المنزل، لا ينصح المختصون بذلك نظراً لخطورة المدمن وعدم جاهزية المنزل لهذا الأمر، خاصة أنه قد تصدر من المتعاطي ردات فعل عنيفة وقد يضر نفسه ومن حوله، لذا يجب الاستعانة بذوي الاختصاص والخبرة، فعملية علاج الإدمان لها العديد من الشروط؛ منها توفر رقابة مُستمرة على المريض من الفريق الطبي، وتوفر دعم نفسي من خلال مُتخصص في الطب النفسي، وتوفر مكان مُناسب للعلاج بدون آلات حادة أو أي شيء قد يستخدمه المريض في إيذاء نفسه أو غيره به.