يُسبّب جلطات دماغيَّة ويُدمّر الرئة والكبد ويؤدي إلى اضطرابات نفسية تُعد المخدرات من الأزمات الكبرى عند دول العالم والتي أصبحت تؤثر على حياة الشعوب، وتسعى جاهدة لمحاربتها، وذلك بالنظر إلى نطاق انتشارها، حيث طالت الحالات الاجتماعية والفئات العمرية المختلفة، وبالتالي فإن خطورتها تمس مكونات النسيج الاجتماعي برمته وضررها يصل حتى الموت والهوان، وتسعى اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ممثلة بالأمانة العامة جاهدة إلى الحد من انتشار المخدرات والمؤثرات العقلية بين أفراد المجتمع، وتكوين وعي صحي واجتماعي وثقافي وقائي رافض لتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، من خلال تحقيق التناغم والانسجام وتنسيق الجهود بين الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة في الجوانب الأمنية والوقائية والإعلامية والعلاجية والتأهيلية والعدلية والاجتماعية والتعليمية، وتضمين تلك الجهود والعمل على تعزيز المشاركة المجتمعية، ويأتي تفعيل دور الجهات ذات العلاقة من أجل تمكين المجتمع من المشاركة في جهود الوقاية والمكافحة. الوقاية هي السبيل الأمثل للتصدّي حقائق علمية وهناك بعض الحقائق العلمية عن المخدرات التي تبين أضرارها وتأثيرها على الفرد والمجتمع منها: إن إدمان المخدرات يصنّف كمرض مزمن يؤثر في المخ، كذلك يصنف الإدمان برغبة شديدة لاستخدام المواد المخدرة بغض النظر عن العواقب، أيضاً معظم الشباب يجربون المخدرات عن طريق الأصدقاء أو المعارف، وبعض الشباب هم من يطلبون المخدر بأنفسهم بدافع حب الاستطلاع، إضافةً إلى أن تعاطي المخدرات يوقع المدمن في المشاكل الأسرية والمالية، واستخدام حقن المخدرات أحد أسباب الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق الدم -مثل الإيدز-، إلى جانب أن المراهقين الذين يتلقون باستمرار رسائل توعوية عن أضرار المخدرات من والديهم هم أقل عرضة لاستخدامها بنسبة 50 % من الذين لا يعون خطرها، وأخيراً المخدرات قد تؤدي إلى الوفاة إما بسبب استخدام جرعة زائدة أو بسبب مضاعفات استخدامها، والمعرفة بأسباب الإدمان تساعد على التخلص منها. تكاتف الأسرة والمجتمع مطلوب خطر الشبو واستشعاراً لخطر المخدرات عموماً ومخدر الميثامفيتامين -المعروف باسم الشبو- كون أن مخدر الشبو المدمر للصحة الذي شاع تعاطيه في الآونة الأخيرة في مختلف دول العالم ومنها المملكة العربية السعودية ودول الخليج، والشبو هو مادَّة منشطة شديدة التأثير على الجهاز العصبي المركزي يتم تحضيرها من الأمفيتامين ولها عدد من الأسماء على حسب الموقع الجغرافي، مثل:(الشبو، الميث، الكريستال، سبيد، الثلج) ويعد اسم الشبو Shabu أشهر أسمائها حسب اللغة الفلبينية، وللشبو عدة مسميات وأشكال يُعرف بها: Powder البودرة مسحوق بلوري أبيض، عديم الرائحة، ومُرّ المذاق، قابل للذوبان في الماء أو الكحول بسهولة، أيضاً Crystal الكريستال يدخن المستخدمون قطعًا من شكل نقي من مخدر الشبو البلوري -Crystalline-methamphetamine- يسمى آيس بمعنى الثلج -ice-، كذلك Rock الصخور وهي قطع كبيرة من مخدر الشبو، وغالبًا ما توجد باللون الأصفر، ويمكن تناولها عن طريق الفم. سبب الانتشار يُعد مخدر الشبو (الميث إمفيتامين) من المخدرات المصنعة كيميائياً والتي انتشر تعاطيها في السنوات العشر الأخيرة بين متعاطي المخدرات في معظم دول العالم، وهذه المادة تتصف بأنها ذات تأثير قوي وخطير على الخلايا الدماغية حيث تتسبب بزيادة مفاجأة في مستويات الدوبامين بالدماغ مما يغير في طريقة تفكير الإنسان وبالتالي استيعابه للأحداث من حوله، وهذا الأمر يجعله في حالة من التوجس والقلق والشعور بالتهديد بالإضافة إلى الهلاوس السمعية والبصرية التي يعيشها بعض متعاطيه، وجميع ما سبق يجعل المتعاطي في حالة من الاضطراب النفسي الذي يقوده إلى العنف والتهور في سلوكياته بشكل عام. جريمة جنائية وأثبتت الدراسات التي هدفت لفحص الارتباطات بين استخدام مخدر الشبو ومقاييس للسلوك الإجرامي أنّ استخدام مخدر الشبو له ارتباط كبير بالسلوك الإجرامي العنيف، فنحن نسمع بين الفينة والأخرى في وسائل الإعلام المحلية والدولية حالات اعتداءات مخيفة وللأسف تكون لأقرب المقربين من متعاطي الشبو، وحقيقة المادة انتشرت حديثاً في المملكة وهناك ضعف الوعي لدى الكثير من الشباب بمدى خطورة هذه المادة وسرعة تدميرها لجسم الإنسان وكذلك قدرتها على التسبب السريع بالإدمان، مما قاد البعض للجرأة على تجربتها، وهنا تبرز أهمية تكاتف أفراد الأسرة أولاً والمجتمع بشكل عام في سبيل التوعية بخطورة جميع أنواع المخدرات، ومنها الشبو. تمهيد إلى الموت ومن المعروف أن جميع أنواع المخدرات هي سموم يتم إدخالها للجسم واستمرار التعاطي قد تقود إلى الوفاة، وتعاطي الشبو يسبب الإدمان بشكل سريع وتكرار التعاطي يسبب الكثير من الأضرار لجسم الإنسان كاعتلالات القلب حيث يزيد استخدام مخدر الشبو من خطر الإصابة بأمراض القلب والتي قد تنتهي بالوفاة، وعلامات واضحة تكشف للوالدين علاقة ابنهم بتعاطي الشبو، حيث إنّ تعاطي مخدر الشبو له عدد من التأثيرات والعلامات التي تظهر على الشخص المدمن، لأن هذه المادة تؤثر بشكل قوي على الجهاز العصبي المركزي فتظهر دلائل التعاطي وتغيرات سلوكية على شكل تيقظ وقلة النوم وتغير مفاجئ في المزاج بين الهوس والاكتئاب إضافةً إلى الاندفاعية وضعف في إدراك الأحداث بشكلها الصحيح وكذلك تغير في طريقته المعتادة للكلام والحركة، كما أن من دلائل استخدامه وجود بعض الأدوات الغريبة والتي قد تستخدم لتدخين الشبو. إنّ تعاطي المُخَدِّرَات سواء كانت الشبو أو مواد أخرى تتحول من كونها خيار إلى أولويَّة رئيسة في الحياة عند المدمن، ولذلك فإنه عندما يعطي الأفراد المدمنين الأولويَّة لتعاطي المُخَدِّرَات، فإنها مسألة وقت فقط قبل أن تظهر المشكلات المتعلقة بالعمل أو الدراسة أو العلاقات الأسريَّة؛ لأن المدمن سيعطي الأولوية للتعاطي على أي أشياء أخرى مهما كانت أهميتها، وتكرار التعاطي يزيد أيضاً من الأمراض التي يسببها الشبو. انفصال عن الواقع وبشكل موجز يمكن تلخيص أضراره الصحية على المدى القصير بالمشاكل التالية: ارتفاع في ضغط الدم ودرجة حرارة الجسم، عدم انتظام وتسارع ضربات القلب، فِقْدَان الشهيَّة وفرط الحركة، اضطرابات النوم والأرق، جنون العظمة والهلوسة، أو اضطرابات المزاج، أو الأوهام، أو السلوك العنيف، كما أن استخدام مخدر الشبو يؤدي إلى العديد من الآثار الصحيَّة الضارة طويلة المدى ومنها: ضرر دائم للقلب والدماغ، ارتفاع في ضغط الدم قد يسبب الجلطات الدماغيَّة أو القلبيَّة المؤديَّة إلى الوفاة، ضرر بالرئة والكبد والكلى، القلق والاضطرابات النفسية، شحوب، جفاف جلدي وحكة، هشاشة العظام المبكرة، تشوهات وأضرار الأسنان الحادّة، تأثير المواد المخدرة على العقل يدمر كل سلوك سليم، فجميع المواد المخدرة تأثر على العقل وتجعل الإنسان غير قادر على الحكم على الأشياء بشكلها الصحيح حيث تؤثر عند وصولها للدماغ على الموصلات العصبية وتتسبب في الفهم الخاطئ للأشياء التي يراها أو يسمعها وكذلك في قدراته على التفكير والاستيعاب، وبالتالي يصبح المتعاطي للشبو منفصلاً عن الواقع ويتصرف وفقاً لما يفهمه هو، مما يجعله شديد الخطورة، وكثير من الحالات أقدمت على أفعال عدوانية ظناً منهم أن الآخرين يضمرون لهم الشر. شديدة الخطورة ويجب أن نستشعر الدور التوعوي للأسرة والفرد والمجتمع بخطورة الشبو، فهي مادة شديدة الخطورة وأصبحنا نشاهد آثاره الخطيرة من خلال بعض الحوادث العنيفة والوحشية التي قام بها متعاطوه في مجتمعنا وحتى في بعض المجتمعات العربية، دورنا جميعاً ينبغي أن يكون في التكاتف في توعية أبنائنا والمحيطين بنا بخطورة هذه المادة وجميع المواد المخدرة، والحرص على خفض العوامل التي تقود للتعاطي كضعف التواصل بين أفراد الأسرة، وكذلك الوقوف بجدية مع أي حالات تعاطٍ قد تظهر بين أحد الأفراد والعمل على إيجاد الحلول العلاجية لها باستشارة المختصين. النتيجة مدمرة وعلى الرغم من الفروق بين مخدر الشبو والمواد المخدرة الأخرى لكن لها نتيجة واحدة مدمرة، هناك جزء من مخدر الشبو مشابه في تركيبه الهيكلي مع الأمفيتامين؛ حيث إنه مضاف إليه جذر ميثيل، وهذا قد جعل المركب سريع الوصول إلى المخ، وأكثر خطرًا على الخلايا العصبيَّة، ويختلف تمامًا عن الكوكايين، ومع أنّ هذه المنشطات لها سلوك مماثل، ولها التأثيرات الفسيولوجيَّة نفسها، فإنه توجد بعض الاختلافات الرئيسة في الآليات الأساسيَّة لكيفيَّة عملها، وعلى العكس من الكوكايين -الذي يتم إزالته بسرعة من الجسم واستقلاله كاملًا تقريبًا- فإنّ مخدر الشبو لديه مدة أطول من الكوكايين في التأثير، وتبقى نسبة أكبر منه دون تغيير في الجسم، لذلك يبقى مخدر الشبو في الدماغ لمدة أطول، مما يؤدي في النهاية إلى آثار لمدة طويلة، ومع أنَّ كلًّا من مخدر الشبو والكوكايين يزيدان من مستويات الدوبامين، فإن مخدر الشبو في الدراسات التي أجريت على الحيوانات يؤدي إلى مستويات أعلى بكثير من الدوبامين، هذه الكميات الكبيرة من الدوبامين يمكن أن تغير طريقة عمل الدماغ، ويمكن أن تقود للبحث عن المخدر مرارًا وتكرارًا، ويختلف مخدر الشبو عن الأمفيتامين عند تناول جرعات مماثلة من المادتين بأنّ مخدر الشبو يدخل بكميات أكبر بكثير إلى الدماغ، مما يجعله أكثر تأثيراً وضرراً من الأمفيتامين. إخفاء التعاطي ومن أبرز العلامات السلوكيَّة المرتبطة باستخدام مادة الشبو: جعل تعاطي الشبو من أولى أوليَّاته اليوميَّة، ومحاولة إخفاء تعاطي الشبو في المرحلة الأولى من التعاطي على قدر الاستطاعة، وعدم الاهتمام بما يعتقده الآخرون عنه، وذلك لأن تعاطي الشبو أصبح أولى أولوياته، والارتفاع في مستوى الاندماج الذاتي للمدمن، وإزاحة جل العلاقات والالتزامات المهمة، وفي أكثر الأوقات لن يرغب أولياء الأمور في توجيه الاتهامات بالذين يشتبه بأنهم يستخدمون مخدر الشبو بدون أن يكون لديهم بعض الأدلة، ونتيجة لذلك فقد يقرر أولياء الأمور وأفراد العائلة البحث عن الأدوات المتعلقة بمخدر الشبو، فتجد أنه في بعض الحالات يمكن العثور على المواد المُخَدِّرَة، وفي حالات أخرى يمكن العثور على الأدوات المستخدمة للتعاطي فقط، إلاّ أن الأدوات اليدويَّة وحدها دليل مقنع جدًّا، ومن المحتمل جدًّا أن تكون علامة على الإدمان، وأنها تستخدم من قبل ذويهم في الوقت الحالي. وسحب مخدر الشبو هي العمليَّة التي يتكيف فيها الدماغ والجسم بالعمل بدون مخدر الشبو بعد مدة من الاستخدام والتعاطي، ويصاحب انسحاب مخدر الشبو من الجسم حالة شديدة من الاستنفاد والاكتئاب قد تؤدي بالشخص إلى الانتكاس بعد محاولته الإقلاع بوقت قصير، وتعد الأعراض الانسحابيَّة أحد معايير التشخيص التي يستخدمها الأطباء لتحديد ما إذا كان المريض المتعاطي يعاني من اضطراب استخدام المنشطات، ويتعرض مُتعاطو الشبو إلى العديد من الأعراض المُختلفة عند بداية مرحلة الانسحاب، والتي تبدأ في الأغلب بعد مرور مدة مقدارها من 24 إلى 72 ساعة من وقت توقف المُتعاطي عن تناول مخدر الشبو، ومن ثم يبدأ في مواجهة عدد من الأعراض النفسيَّة والجسديَّة. استمعوا لأبنائكم وتبقى الوقاية هي السبيل الأمثل للتصدّي لآفة تعاطي الشبو وإدمانه، فالمشاركة الإيجابيَّة للشباب وتقويَّة العلاقات مع أسرهم في بيوتهم ومدارسهم ومجتمعاتهم، مما يخلق بيئة صحيَّة وآمنة للجميع، ويجب على أولياء الأمور الاستماع لأبنائهم وبناتهم وإزالة الحواجز لمساعدتهم على طلب المعونة متى دعتهم الحاجة إلى ذلك، كما يجب على أولياء الأمور أن يكونوا قدوة حسنة لما لهم من أثر على سلوك وأفعال النشء، أيضاً التواصل والتحدث مع الأبناء حول أخطار تعاطي المخدرات وإساءة استعمالها؛ بحسب ما يناسب كل مرحلة عمرية، والاستماع الجيد عند تحدث الأبناء عن ضغط أصدقائهم عليهم بأي نوع من الانحرافات ومنها استخدام المخدرات، ودعم جهودهم لمقاومة ذلك، إلى جانب القدوة الحسنة، يجب على الآباء والأمهات أن يتجنبوا إدمان المخدرات والكحول ليكونوا قدوة حسنة لأبنائهم؛ حيث إن الأبناء من الآباء والأمهات الذين يتعاطون المخدرات معرضون بشكل أكبر لخطر الإدمان، وكذلك تقوية العلاقة، فالعلاقة القوية المستقرة بين الآباء ذاتهم وبين أبنائهم تقلل من أخطار استخدام الأبناء للمخدرات. إحصائيات مهمة ومعرفة الإحصائيات يبين حجم مشكلة التعاطي مما يساهم في الوقاية، حيث تُعد حالة الفصام من الاضطرابات النفسية وترتفع إلى 30 % عند تعاطي المواد المخدرة أو الإدمان عليها، ويزداد خطر الإصابة بأمراض القلب وسرطان الرئة عند المدخنين إلى 25 - 30 % بسبب تأثير مادة التبغ على صحة الجسم، وتعاطي المخدرات عبر الحقن يرفع من نسبة الإصابة بالأمراض المعدية مثل الإيدز والتهاب الكبد، كذلك حماية الأبناء تبدأ من الوعي الأسري حيث أشارت الدراسات إلى أن الأكثر عرضة لتعاطي المخدرات من هم في سن المراهقة، إلى جانب أن 61 % ممن يتعاطون المخدرات كانت بدايتهم أنها تجربة لمرة واحدة فقط فأصبحت تجربة متكررة لا منتهية، كذلك قرابة 33 % من حالات التعاطي بين الأبناء كانت بسبب وجود المشاكل بين الوالدين، و42 % من حالات التعاطي كانت تعيش في أوساط أسرية لا تراقب سلوك الأبناء، و51 % من حالات التعاطي كانت بسبب عدم متابعة الأسرة لأبنائها وأين ينفقون الأموال، إضافةً أن هناك أسباباً أسرية خطيرة تدفع الأبناء لتعاطي المخدرات: 40 % التوبيخ الأسري، و32 % العنف الأسري المتمثل بالضرب، و29 % التسلط الأسري، و25 % تعامل الأب القاسي. كميات من الشبو تم ضبطها قبل وصولها إلى الشباب أضرار جسمية ونفسية بانتظار المتعاطي الشبو ذو تأثير قوي وخطير على الخلايا الدماغية تعاطي الشبو جريمة ومتعاطيه قد يرتكب الجرائم