إمتداداً للدور الكبيرالذي عرف عن المملكة العربية السعودية في لمّ الشمل، وتحقيق السلام العالمي، وتقّريب وجهات النظر بين الدول والرموز العربية والدولية. إنعقدت قمة جدة الثانية والثلاثين مساء يوم الجمعة قيل الماضية ، حاملةً معها أجنده عمل ومستجدّات حسّاسة، مليئة بالتوتّرات، والتحدّيات العصيبة، كان ذلك الإجتماع لإيجاد حلول والآيات ناجعة من خلال التباحث في القضايا الهامة، والمشتركة إقليمياً كانت أو دولياً. دور المملكة العربية السعودية القيادي على المستوييْن العربي والدولي، جعل منها مرجعية دولية لحل القضايا المختلفة، والجميع كان شاهداً في الآونة الأخيرة على المبادرات الدبلوماسية والسياسية السعودية في عمليات تبادل أسرى الحرب الروسية الأوكرانية، وعمليات الإجلاء لكافة الرعايا من مختلف الشعوب دون تفرقة لا لعرق أو دين من السودان الشقيق إلى المملكة، ومن ثم الى أوطانهم، وتقديم المعونات لكافة الدول المحتاجة، وحل النزاعات الدولية بالطرق المناسبة التي تحفظ العرف الدبلوماسي. كانت كلمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد سمو رئيس مجلس الوزراء واضحة، وجليّة للعالم أن المملكة العربية السعودية، أول من يدعم أي طريق للسلام والتطور، والبناء لمستقبل افضل، وأن رسالة العرب هي السلام والتنمية، وأن الدول العربية تملك كل المقوّمات لتحقّق الإنجازات. كما شدّد سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود عندما دعا إلى «ابتكار آليات جديدة لمواجهة التحدّيات التي تواجه الدول العربية. ونجحت قمة جدة في عودة سوريا إلى البيت العربي، بمشاركة فخامة الرئيس بشار الأسد بعد غياب طويل، يقدر بإثني عشر عاماً من تعليق عضويتها العربية، ليثمر أيضاً عن عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، كانت هذه أول ثمار النجاح التي نقتطفها من قمة جدة . ومن ثمار القمة ، توقيع ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إتفاقية لوقف إطلاق النار وتسّهيل تقديم مساعدات إنسانية وإغاثية لجمهورية السودان، تم أيضا تباحث لإيجاد حلول ناجعة ومناسبة لطرفي الأزمة، التي جعلت من السودان جريحاً وحزينا الأزمة التي سوف تنتهي ان شاء الله قريباً، ويعود السودان الى المكانة الطبيعية. تباحث في مختلف القضايا كدولة لبنان وفلسطين، وغيرها من القضايا العربية، وإيجاد حلول لها، وتفعيل التعاون الاقتصادي معها. كذلك إستضافة فخامة الرئيس الأوكراني زيلينسكي، لتؤكد المملكة مرة أخرى تميّزها وسيادتها، وانها غير منقادة لأي دولة إنما تعمل للسلام، ووفق سيادتها وما تراه الدبلوماسية السعودية مناسباً ودائماً ما تثبت تفوقها وتميزها ونجاحها . وقمة جدة هي أحد تلك النجاحات، التي لمّت بها الشمل، وعزّزت بها العلاقات الأخوية التي تجمعنا كشعوب عربية. أدعو الله عزّ وجلّ أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ويمدهما بالصحة والعافية وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه ويديم عليها الرخاء والإستقرار في ظل القيادة الحكيمة لحكومتنا الرشيدة.