وسط اهتمام بالغ على كافة الأصعدة ، تنعقد غدا الجمعة أعمال القمة العربية في دورتها ال 32 التي تستضيفها المملكة العربية السعودية برصيد ثري من الإرادة الراسخة، والنجاحات المميزة لجهودها المخلصة لتوّحيد صف الأمة وتعزيز تضامنها ، في مواجهة التحديات الكبيرة والمتغيرات التي يشهدها العالم ، وذلك إنطلاقا من مكانتها الكبيرة ونهجها الخيّر، وامتدادا لدورها القيادي على المستوى الإقليمي والدولي، وحرص قيادتها الرشيدة-حفظها الله- على تعزيز التواصل مع قادة الدول العربية وتنسيق المواقف حيال الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك. قائمة النجاحات السعودية كبيرة وممتدّة باحتضانها قمماً تاريخية على كافة الأصعدة العربية والإسلامية والعالمية ، في محطات عديدة اقترنت نتائجها بالاهتمام والتقدير للقيادة الحكيمة ، أيدها الله ، حيث ترنو أنظار الأمة والعالم بالكثير من الآمال والتطلعات صوب المملكة العربية السعودية ، لحكمة قيادتها ورشاد وتوازن سياستها ، الداعمة دائما للسلم والاستقرار والبناء والتعاون وتعظيم المصالح المشتركة لحاضر ومستقبل الشعوب ، والحرص على معالجة القضايا بالحوار. وليس الأمس ببعيد حيث قمة العُلا بنتائجها التاريخية في تدشين مرحلة جديدة من التعاون ، واستضافة المملكة خلال العام الماضي "قمة جدة للأمن والتنمية"، بمشاركة الولاياتالمتحدة ، و"القمة العربية الصينية للتعاون والتنمية". وعلى ضوء المستجدات والتطورات ، تُعقد الدورة ال32 للقمة العربية في ظروف استثنائية تمر بها المنطقة والعالم من أزمات وصراعات إقليمية ودولية تحتم على الدول العربية إيجاد آليات تستطيع من خلالها مواجهة التحديات المشتركة وتعزز الأمن والاستقرار الإقليمي وتحقق الرفاه لدولها وشعوبها، مما يستوجب تطوير آليات التنسيق السياسي تحت مظلة جامعة الدول العربية، وتعزيز التعاون الاقتصادي ودفع عجلة التنمية في مختلف المجالات التي تمس المواطن العربي بشكل مباشر. ترحيب وتعاون لقد رحب مجلس الوزراء في جلسته الأسبوعية (الثلاثاء) برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بأصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول الأعضاء في مجلس جامعة الدول العربية للمشاركة في اجتماع الدورة الثانية والثلاثين على مستوى القمة غدا الجمعة ، انطلاقاً من حرصها على ديمومة التعاون المشترك على جميع الأصعدة، راجياً المولى عز وجل أن يكلّل أعمال هذه القمة بالتوفيق والنجاح. كما شدّد سمو وزير الخارجية ، على أن عالمنا اليوم يمر بتحديات وصعوبات عديدة تجعلنا أمام مفترق طرق، تحتم علينا الوقوف صفاً واحداً، وبذل المزيد من الجهد لتعزيز العمل العربي المشترك من أجل مواجهتها، وإيجاد الحلول المناسبة لها، لتصبح منطقتنا آمنة مستقرة، تنعم بالخير والرفاه ، مجدّدا تطلع المملكة للعمل مع الأشقاء العرب لتعزيز واستقرار أمن الدول العربية، وحشد الجهود والإمكانات للمضي قدماً في مسار التنمية والازدهار لبناء مستقبل تنعم به الأجيال القادمة، داعياً العلي القدير بأن تحقق قمة جدة التطلعات المرجوة منها. سوريا وإيران تكمن أهمية القمة في كونها تُعقد في ظل مستجدات الأحداث التي تشهدها المنطقة والعالم، ودعم قيادة المملكة-أيدها الله- للجهود الرامية إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة، ومن ذلك الاتفاق الذي وقعته المملكة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية لاستئناف العلاقات بين البلدين برعاية جمهورية الصين الشعبية والجهود والمبادرات القائمة لإيجاد حل سياسي شامل للأزمات في السودان وسوريا واليمن. فقد قامت المملكة بدور محوري في دعم الجهود الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية ينهي كافة تداعياتها ويحافظ على وحدتها وأمنها واستقرارها، ويعيدها إلى محيطها العربي، وقد أثمرت هذه الجهود في زيادة الوعي بأهمية أن يكون هناك دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة في سوريا حيث تبنى وزراء الخارجية العرب قرار عودة سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية ، كما قررت المملكة استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في الجمهورية العربية السورية. وتكمن أهمية عودة سوريا إلى محيطها العربي ، في الإسراع بإنهاء الأزمة في الداخل السوري، والإسهام في عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وتعزيز الجهود القائمة لمكافحة الإرهاب والقضاء على تنظيماته المهددة لأمن سوريا وللدول العربية ، وأهميتها كذلك في وقف عمليات تهريب المخدرات والاتجار بها، وتمكين مؤسسات الدولة من الحفاظ على سيادتها على أراضيها وإنهاء التدخلات الخارجية. السودان وفلسطين دأبت المملكة على استشعار دورها القيادي على المستوى العربي والدولي في التعامل مع أزمات المنطقة وعلى رأسها أزمة السودان، حيث استجابت للطلبات المقدمة من الدول الشقيقة والصديقة لإجلاء رعاياها في جمهورية السودان و نفذت علميات إجلاء بحري وجوي لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، واستضافت مباحثات بين طرفي الصراع في السودان بتنسيق مشترك مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لتثبيت وقف إطلاق النار، كما قدمت بتوجيه من القيادة الرشيدة –حفظها الله- مساعدات متنوعة (إغاثية وإنسانية وطبية) بقيمة 100 مليون دولار أمريكي مع تنظيم حملة شعبية عبر منصة "ساهم". وبالنسبة لقضية العرب المركزية ، يسهم انعقاد الدورة ال 32 للقمة العربية في المملكة في تأكيد الموقف العربي الثابت تجاه ادانة الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقوّض حل الأزمة الفلسطينية، وفرص تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين الذي يجسّد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدسالشرقية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.