أظهرت نتائج اولية لانتخابات حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء أن السياسي الفلسطيني المسجون مروان البرغوثي انتخب لشغل مركز في قيادة الحركة. ويقضي البرغوثي عقوبة السجن مدى الحياة في إسرائيل بسبب تهم بتدبير قتل إسرائيليين. وينفي البرغوثي التهم. والبرغوثي شخصية مفوهة تتمتع بشعبية كبيرة وكان ينظر إليه في السابق على أنه خليفة للرئيس الراحل ياسر عرفات. وبعد فرز أكثر من 90 في المئة من الأصوات أظهرت النتائج الأولية لاختيار اللجنة المركزية المؤلفة من 18 عضوا ان حركة فتح انتخبت هيئة تنفيذية عليا جديدة فقد فيها بعض أعضاء "الحرس القديم" مواقعهم. وكان الرئيس عباس قال ان حركة فتح التي تعقد اول مؤتمر لها منذ 20 عاما يجب ان تظهر للناخبين أن هذه بداية انطلاقة جديدة. وأظهرت النتائج أنه من بين عشرة اعضاء من "الحرس القديم" يسعون إلى اعادة انتخابهم نجح اقل من نصفهم. تسعى الحركة التي تزعمها الرئيس الراحل ياسر عرفات على مدى 40 عاما الى التخلص من سمعتها فيما يتعلق بالفساد والمحسوبية وهو الامر الذي أدى الى خسارتها المفاجئة في الانتخابات التي جرت عام 2006 لصالح منافستها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تعارض السلام مع اسرائيل. وسيطرت حماس على غزة بعد مواجهة دموية مع قوات فتح بعد عام من ذلك التاريخ مما ادى الى انقسام حركة الاستقلال الفلسطينية. بدأ مؤتمر فتح يوم الثلاثاء الماضي بحضور نحو 2000 مندوب في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية. وجرت أغلب جلساته خلف أبواب مغلقة. وجدد المؤتمر اختيار الرئيس عباس (74 عاما) قائدا للحركة بالاجماع في تصويت جرى برفع الايدي كان من الصعب خلاله معرفة ما إذا كان أحد قد صوت ضده. غير أن منتقدي عباس يقولون إنه ضعيف وإن المؤتمر وهو الأول لفتح منذ 20 عاما والأول الذي يعقد على أرض فلسطينية ربما لا يعزز وضعه. وفتح هي الحركة السياسية الفلسطينية الرئيسية وهي مستعدة للتفاوض من أجل اتفاق سلام مع إسرائيل. غير أنها تكافح للتغلب على تراجع شعبيتها. ولا يوجد نائب أو خليفة طبيعي للرئيس الفلسطيني. ومن بين الشخصيات التي يثور حولها الجدل والتي فازت بعضوية اللجنة المركزية محمد دحلان المبغوض من جانب أنصار حماس بسبب إجراءات صارمة قادها ضد الحركة عندما كان على رأس جهاز الأمن الوقائي الذي كانت تهيمن عليه فتح في قطاع غزة في التسعينات. وتسيطر فتح على الضفة الغربية التي تفصلها عن غزة التي تهيمن عليها حماس اراض تخضع لسيطرة اسرائيل. وستكون الضفة الغربية وقطاع غزة دولة فلسطينية مستقبلا في اتفاق سلام مع اسرائيل غير انهما الان يحكمهما خصوم متنافسون.