د. جواهر بنت عبد العزيز النهاري إن يوم التأسيس الذي يصادف 22 فبراير من كل عام هو مناسبة وطنية مهمة نحتفل فيها بالمجد التليد للوطن الغالي ولدولته الأولى ومؤسسها الإمام محمد بن سعود في العام 1727م، لتتوحد بعد ذلك في مملكة ودولة سعودية قائدة ورائدة على يد الملك عبد العزيز -رحمه الله- ومن بعده أبناؤه الملوك الميامين حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولقائدنا ملهم الرؤية وبناء الأمة السعودية الجديدة سيدي سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء. ما سأتطرق إليه هو الإبداع في تصميم شعار يوم التأسيس، ولا غرو فإن المملكة مبدعة دوماً في اختيار تصاميم شعاراتها سواء الذي يجسد الرؤية أو اليوم الوطني أو يوم التأسيس، فتلك الشعارات نابعة من التراث والتاريخ والثقافة لذا فإنها تلامس قلوب المواطنين وتصبح خالدة في ذاكرتهم، فشعار يوم التأسيس يأتلف من خمسة عناصر أساسية تشكل مجتمعة لوحة تعكس تجانساً تراثياً وتاريخياً خالداً وقد صمم باحترافية ذات دلالات قوية تبرز أحداث وعظمة المناسبة، أما خطه فهو الخط التاريخي الذي صيغت به إحدى المخطوطات التاريخية للدولة السعودية الأولى. أول هذه العناصر هو العلم فخر الدول وعزتها ورمز وطنيتها وانتمائها، الراية التي ترفرف عالية خفاقة ولا تنكس، وقد تعاقبت على العلم السعودي مراحل كثيرة حتى وصل إلى صورته الحالية، أولاها في عهد الإمام محمد بن سعود حيث كان أخضر وجزءه القريب من الحامل أبيض تتوسطه كلمة التوحيد، وفي عهد الملك عبد العزيز اعتمد علم الدولة السعودية الأولى وإضافة سيف تحت كلمة التوحيد واعتماد شكل العلم الأخضر. والنخلة سيدة الأشجار ورمز العطاء بمكانتها المرموقة في التاريخ العربي والإسلامي والتي أضحت مكوناً أساسياً للهوية والثقافة السعودية، وهي تنتشر في مناطق المملكة وتجود على أهلها بتمور تنافس حلاوتها بعضها البعض، ولا يقتصر عطاؤها على التمر بل دخلت كل أجزائها في حياة المجتمع، وقد اشتهرت الدرعية بأنوع فاخرة من التمور. أما الصقر، فالعرب كانوا ولا يزالون يمارسون رياضة الصيد بالصقور ويستخدمونها بغرض الصيد والترفيه ومثلت الصقور هدايا غالية في حقبة الدولة السعودية الأولى، ثم عنصر الخيل العربي الأصيل في الجزيرة العربية ذي العلاقة المتجذرة مع إنسانها منذ القدم حيث شهدت الجزيرة العربية بدايات ترويض الخيل واستخدامه وفقاً للاكتشافات الأثرية، وقد حرص أئمة الدولة السعودية الأولى على الاقتناء والاعتناء بالخيل الأصيلة. وأخيراً السوق الذي نما نتيجة لازدهار الدولة السعودية الأولى وازدياد مصادر دخلها وكان للدرعية أسواق كبيرة بنجد والحجاز وتهامة. ختاماً لقد أبدعت العقول التي تفتقت عن شعار يوم التأسيس لينطوي على تفاصيل عميقة تحدث عن عظمة أمجاد الأجداد والتضحيات التي بذلوها لتأسيس هذا الكيان الأبي الشامخ دوماً وأبداً. J_alnahari@