افتتحت صالة وصل للأعمال الفنية والتراثية أولى أعمالها وعروضها من خلال عرض مجموعة من أجمل الصور للفنانة الفوتوغرافية الأميرة ريما الفيصل، تحت عنوان أحوال النور الذي يعبر عن فلسفة إسلامية من خلال رصد لحظات التدبر والتأمل في أحوال الحياة التي يعيشها الإنسان، من خلال عرض مجموعة من الصور الرمادية من كل أنحاء العالم. وعن فكرة المعرض قالت الأميرة ريما الفيصل في لقائها مع "البلاد": "جاءت فكرة المعرض من خلال الفلسفة الإسلامية في الفنون، وتدور حول استعمال النور. أما من الحجب، أو من الإظهار وغيرها، فجميعها تأتي من فكرة أن الله نور السموات والأرض، وطريقة تعبير الإنسان بالإحساس بربه والإحساس بالأنوار الخفية والظاهرة، ولذلك اخترت أن أطلق على المعرض اسم أحوال النور حيث كل أعمالي تدور حول التجلي الإلهي في الكون في العبد وعلاقة العبد بربه، وعلاقته بالطبيعة والمحيط حوله. ومن جانب آخر نجد كلمة الفوتوغرافية تعني في الأصل الكتابة بالنور، وأحوال النور تظهر أحوال الإنسان، وكيف يتأرجح بين الظل والنور في حياته كلها، ولذلك سنجد أن الإضاءة الرمادية هي التي استخدمها في أثناء التصوير تدل على حياتنا التي نتأرجح بها. وتعتبر أيضا نظرة استعيد من خلالها كل مسيرتي في التصوير الفوتوغرافي على مدى أكثر من 3 عقود". وأضافت الأميرة ريما: "قرار إقامة المعرض جاءت بعد تشجيع أحد الأصدقاء المصورين من العراق، الذي شجعني على تجميع كل الصور وعرضها للجمهور في معرض واحد، أو نشرها في كتاب، وبالفعل منذ ثلاث سنوات عملنا سويّاً، وقمنا بتجميع أكثر من 6 آلاف صورة، ثم اخترت منها 2000 صورة، وبدأنا في اختيار الصور التي سنقوم بعرضها، وبالتعاون من حمزة صيرفي الذي أخبرني بإقامة معرض (وصل)، وأنه إمكاني عرض مجموعة أعمالي من الصور في هذا المعرض، وفي الحقيقة كان تعاوناً مثمراً. والرسالة التي أقدمها من خلال جميع أعمالي هي تدبر الإنسان في كل ما يحيط به". ومضت قائلة: "الخطوة القادمة ستكون عبارة عن إصدار كتاب يحمل اسم أحوال النور يتضمن 400 صورة. وسأقدم أيضاً كتاباً عن أحوال المملكة والحياة بها في الوقت الحالي بصور مختلفة، وستكون بالألوان لأول مرة بعد 30 سنة من تصويري بالأبيض والأسود". ومن جهته، قال الدكتور رمزي الزهراني أستاذ الجغرافيا في جامعة أم القرى سابقاً، وأحد الحضور في المعرض: "بالتأكيد سعدت جداً بوجودي في هذا المعرض المميز، فهو مختلف عن المألوف، حيث يتبنى فكرة الأبيض والأسود، ويتمحور حول النور، بالإضافة إلى مسماه اللافت للانتباه، كما أن كل صورة تحتاج إلى لحظات طويلة للتأمل، حتى يستنتج المشاهد محتواها ودلالاتها، ويعتبر هذا النوع من التوجه الفني نَوْعاً من التميز والإبداع، وممتن لدعوة الأميرة لحضور المعرض، وممتن جداً لهذا المجهود الرائع من الحرفية والمهنية". فيما عبر المصور الفوتغرافي عادل القريشي عن إعجابه بالمعرض، قائلاً: "يعتبر معرض أحوال النور أحد الأعمال الفنية التي يتضح أن هناك جهداً عظيماً وجباراً تم إنجازه من خلال الصور المعروضة، وتستحق أن تعرض هذه الأعمال بهذه الكمية في مساحة كبيرة. ومن وجهة نظري أرى أنه لتستمر وتزدهر مثل هذه الأنواع من المعارض والفنون، لا بد أن يكون هناك تشجيع من الجمهور، فكلما زاد وعي وثقافة الجمهور لهذا النوع من الفنون في مجال التصوير كلما زادت المعارض، مثل الفن التشكيلي الذي يعتبر الأقدم، وله قاعدة جماهيرية كبيرة، لذلك أصبح هناك اهتمام ملحوظ لدى المجتمع بالتشكيل والتصوير".