آرني غريمستاد مصور فوتوغرافي نروجي، من مواليد 1966، مغرم بإضفاء مؤثرات خاصة على لقطاته لتتخذ طابع القِدم. درجات بُنّية أحياناً ورمادية في أحيان أخرى، ولا مانع أيضاً من بعض «التشققات» التي تعطي انطباعاً بقِدم الصورة. ملامح ملائكية، أهداب يسكنها الوسَن، وحالة متحفّزة للصورة... بعض ميزات الوجوه التي ينتقيها غريمستاد بعناية لدور البطولة في أعماله. حسناوات غريمستاد يظهرن في صوره أشبه بنجمات السينما في ثلاثينات القرن الماضي. فتيات وسيدات بملامح وجلسات أرستقراطية، على خلفية محايدة، تبدو قاتمة في غالبية الأحيان. جميلات في أردية مخملية بيضاء ورمادية، تشرق أجسادهن وملامحهن بضوء خافت، وتحيط بهن هالة من السحر والغموض دائماً. يعود ولع غريمستاد بالصور القديمة إلى منتصف الثمانينات تقريباً، وتميز إنتاجه منذ ذلك الحين بخيال خلاب مختلف وبحنين إلى الماضي. الأجواء الخيالية التي تميز أعمال غريمستاد، نجدها في أعمال الفنانة الأرجنتينية باربرا بزينا (1980)، غير أن الفارق بينهما هو أن صور بزينا تغوص أكثر في تفاصيل الطبيعة وتمزج، بإحساس متناغم، بين البشر والأرض بعناصرها المتعددة. تُزاوِج بزينا بين العنصرين في هيئة مبتكرة، ففي مشاهدها الفوتوغرافية ثمة وجوه تغوص بين الأعشاب، وأجساد تختلط بذرات التربة أو الصخور. الإنسان في لوحات باربرا بزينا أشبه بالشجرة أو النبتة المولودة من رحم الأرض. خلفياتها قريبة من المؤثرات التي يستخدمها غريمستاد، ما يضفي على أجواء الصورة لدى كل منهما غموضاً ما ورومانسية. يعرض كل من غريمستاد وبزينا أعماله ضمن «مهرجان الجزيرة للفوتوغرافيا» المقام في مركز الجزيرة للفنون في القاهرة، ويستمر إلى نهاية الشهر الجاري، بمشاركة 13 فناناً من 10 دول. وعلى هامش المهرجان يعرض الفنان المصري أيمن لطفي مجموعة من أعماله الفوتوغرافية في عرض منفرد بعنوان «المزدوج»، تيمناً بفكرة فلسفية تدور حول معنى القناع واضطرار الإنسان في حياته لوضع الأقنعة ليخفي بها ماهيته الحقيقية، إما خداعاً أو خوفاً أو طمعاً في رضا الآخر، حتى يصبح من الصعب العيش من دونه. يتضمن معرض لطفي 45 صورة فوتوغرافية، عالج بعضها بالحذف والإضافة، بواسطة برامج الغرافيك. ويُعدّ مهرجان الجزيرة، كما يقول منظموه، ليكون نواة لأول بينالي للتصوير الفوتوغرافي ترعاه وزارة الثقافة المصرية.