تؤكد صاحبة السمو الملكي الأميرة ريم بنت محمد الفيصل أن الفن الفوتوغرافي في المملكة ما زال في أول الطريق. جانب من معرض الأميرة ريم الفيصل «هيكل النور» وتوضح سموها، في ردها على سؤال ل(اليوم) حول نظرتها للمشهد الفوتوغرافي في المملكة، أن هناك من يخلط بين التميز التقني والفن في التصوير الفوتوغرافي، مشيرة إلى أن «الصورة الفنية تلعب فيها التقنية ما نسبته عشرة في المائة فقط، أما الباقي فيدخل فيه حس الفنان ورؤيته الفلسفية والفنية». وتقول سمو الأميرة إن «الصورة قد تكون في غاية الجودة من الناحية التقنية ولكنها تفتقد التعبير الفني». وحظي معرض سمو الأميرة ريم الفيصل «هيكل النور»، الذي أقيم مؤخراً بالرياض، بإعجاب من المهتمين بالفنون البصرية، لما جسدته الأعمال المعروضة من رؤى فلسفية إسلامية، من خلال عدسة سمو الأميرة ونظرتها، حيث قدمت صوراً عن حياة المسلمين، رصدت عبرها حالات ومشاعر إنسانية في مناطق مختلفة من العالم. الفن يلمس اللامرئي وما فوق الطبيعة، ويحاول أن يجسد الفكر والإحساس، لذا لا أستطيع أن اختزل ماذا تعني لي الصورة. وعن الرسالة التي تود إيصالها عبر المعرض، تقول سمو الأميرة: «رسالتى لم تختلف منذ أول معرض لي.. رسالتي هي دعوة للتأمل في الخلق والخليقة لمعرفة جمال وجلال الخالق عز وجل.. الفن بالنسبة لي مرتبط بالروحانية وبدونها فلا معنى له». ويرى متابعون لمسيرة سمو الأميرة الفنية اهتمامها في توظيف وإبراز الجانب الروحي للشعوب في أعمالها الضوئية. وفي هذا الصدد توضح سمو الأميرة أن «الفن للفن فكر هدام وأناني كأي فكر يتعلق بالإنسان»، مشيرة إلى أن «هناك ما يرفعنا من الجزئية الحيوانية ليضعنا في الحال الذي أراده الله جل جلاله لنا عندما قال «وكرمنا بني آدم»، ونبينا دائما ما كان يحثنا على التخلي من الدونية ويحفزنا للارتفاع بمشاعرنا وأعمالنا لما هو أزكى وأنبل»، مؤكدة أن للفن «دورا فعالا في الرقي بالمجتمع وتوجيهه لمكارم الأخلاق، كما قد يكون له دور معاكس». ويختلف كثيرون في تحديد معنى دقيق للصورة، فمنهم من يرى أنها توثيق للحظة والزمن ولغة عالمية لا تحتاج لمترجم، وآخرون يرون أنها تعني التفرد بالتقاط زاوية مبتكرة أو تصوير موضوع مألوف بطريقة غير مألوفة. ومن جانبها ترى الأميرة ريم الفيصل أن «الصورة كغيرها من الوسائل الفنية، ما يفسر منها هو القليل والباقي يغمره الغموض». وتقول إن «الفن يلمس اللامرئي وما فوق الطبيعة، ويحاول أن يجسد الفكر والإحساس، لذا لا أستطيع أن اختزل ماذا تعني لي الصورة. كيف نصف بالكلمات ما يتجاوز قدرة الكلام على الوصف. في تصوري أن التحليل الفني والنقد في العصر الحديث حط من العمل الفني أكثر منه إفادته». وعن استخدامها الأبيض والأسود في أعمالها، تقول سمو الأميرة: «في الحقيقة أن الأسود يجمع كل الألوان فيه. أما لي فهي وسيلة لتحفيز المتلقي ليحلق في عالم هو فوق الطبيعة، فالحياة التي تحيط بنا مليئة بالألوان، وعملي يرمز لعالم الفلسفة وما فوق الطبيعة».