أكد المختص في مجال تغذية الإنسان الأخصائي طلال عبد العزيز الفريح، أن المنتجات الغذائية السعودية شقت طريقها في السوق المحلية والعربية، وطرحت نفسها منافساً واعداً في الأسواق العالمية، مبيّناً أن الحصول على ثقة المستهلك ليس بالأمر السهل، لأن تعزيز المنتج السعودي لن يتم إلا من خلال منظومة متكاملة تبدأ من المزرعة ووصولاً إلى المصنع. وقال ل"البلاد": "هنا يأتي دور التشريعات والأنظمة الخاصة بالمواصفات واللوائح الفنية والتحديث المستمر لها، ومواءمتها مع أرقى المواصفات الإقليمية والدولية، فالمنتج السعودي اليوم لا يظهر إلا بأعلى المعايير من حيث السلامة والجودة، بمعنى أن المنتج السعودي يوجَد في الأسواق العالمية كمنتج آمن وبالجودة المطلوبة"، لافتاً إلى أن أنظمة الرقابة والتفتيش على المنتجات ساهمت بشكل فعال لضمان المطابقة، وتعزيز تنافسية المنتجات السعودية، ورفع كفاءة الإنتاج ومستوى وجودة المنتجات وتطبيق أفضل الممارسات. وأشار إلى أن إطلاق بعض المبادرات مثل برنامج "صنع في السعودية" كان لها دور مهم في وصول المنتج السعودي إلى بعض الدول. ونوه الفريح إلى أنه وفقاً لدراسة بصمة العلامة التجارية التي أجرتها شركة كنتار الإعلامية لأبحاث السوق، والتي تستطلع آراء المستهلكين إزاء الشركات المختلفة حول العالم، تصدرت المنتجات السعودية قائمة العلامات التجارية الأكثر اختياراً من قبل المستهلكين في المملكة لعام 2022م، متفوقة على منتجات عالمية، ما يؤكد ثقة المستهلك. ويرى في الوقت ذاته أن الحاجة قائمة للتحديث المستمر، والعمل على تطوير المنتجات، لتقديم أفضل قيمة للمستهلكين. وأضاف: "أتذكر تعليق أحد الأصدقاء الأمريكيين وهو بصحبتي في أحد المتاجر الغذائية في مدينة الرياض، حيث أمسك بإحدى المنتجات، وأشار بأصبعه على تاريخ الإنتاج والانتهاء، وقال لي إنكم تهتمون بأدق التفاصيل.. هذا أمر رائع، لم أره في منتجاتنا الأمريكية". وحول حصول الكثير من المنتجات الغذائية السعودية على شهادة الجودة العالمية الأيزو، وأثر هذا على منافسة المنتجات المحلية للمستوردة، قال الفريح: الأساس في المنتجات الغذائية هو أن يصل المنتج للمستهلك سليم وآمن، ويفي بمتطلباته، وهذا لا يمكن أن يتم إلا بوجود أنظمة أو إدارة للتحكم في سلامة الأغذية داخل المصانع، وحصول المنشأة على علامة الجودة لمنتجاتها دليل على تطبيقها أفضل المعايير الدولية والمحلية التي تعمل على رفع جودة المنتجات وكفاءة خطوط الإنتاج، مما يعزز ثقة المستهلك والقدرة التنافسية، ويزيد مؤشرات الأمان والسلامة في المجتمع، مؤكداً أن المنتجات السعودية الحاصلة على شهادات جودة عالمية أصبحت بنفس مستوى المنتجات المستوردة الحاصلة على شهادات جودة من حيث إنها جميعها مطابقة للمواصفات العالمية. وأشار إلى أنه في حال وجد عيباً في المنتج الغذائي، سيضمن المستهلك بأن الشركة الحاصلة على شهادات الجودة العالمية الأيزو ستتخذ إجراءات صارمة لضمان تقليل العيوب إلى أقل المستويات في المستقبل. ولفت النظر إلى أن ما يميز المنتج السعودي عن المنتج المستورد أنه يعبر عن العراقة الخليجية والعربية من حيث المواد الطبيعية والنكهات، مبيّناً أن التركيز على ثقة المستهلكين أكثر من الأرباح، فنجد اعتزام بعض الشركات بالجودة والابتكار وتوسعة محفظة منتجاتها وابتكار منتجات لم تكن موجودة في الأسواق الغذائية كمحلي بودرة التمر والمعمول ودبس التمر وزبدة التمر وغيرها، والتي من المتوقع أن تحقق نجاحات كبيرة في الأسواق العالمية. وأضاف: إذا نظرنا إلى حجم المنافسة بين المنتجات السعودية والمستوردة، فالكفة تميل لصالح المحلية من حيث المصداقية وجودة المكونات ووفرة الإنتاج والسعر المناسب، والأهم من هذا كله هو ضمان منتجات غذائية غير مغشوشة.