في مناسبة تاريخية ، افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، وبحضور سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وليّ العهد، رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله – ، أعمال السنة الثالثة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى ، والمضامين العميقة للخطاب الملكي بشأن السياسة الداخلية والخارجية ، وهو تقليد عريق يؤكد ما تتمتع به المملكة من ركائز راسخة وتطلعات طموحة وعظيمة في ثمارها من الإنجازات، وسياستها المشهود لها بالاتزان ودورها المؤثرة على كافة الأصعدة. كما تؤكد هذه المناسبة دقة منظومة أداء الدولة بقيادتها الرشيدة، وتجسد الرعاية السامية لنهج الشورى والدعم الكامل للمجلس وإنجازاته التشريعية والرقابية والدبلوماسية البرلمانية. الخطاب الملكي بشموليته أكد على ثوابت ومنطلقات المملكة ، وفي مقدمتها أن دستور المملكة هو كتاب الله تعالى وسنة نبيّه – صلى الله عليه وسلم – ممّا يعزز مبدأ الشورى كمنهجٍ إسلامي تتخذه قولًا وفصلًا وعملًا في سياساتها وبرامجها وقرارتها وستظل متمسكة بهذا المبدأ، والاهتمام المتواصل بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما بأعلى وأرقى ما تكون الرعاية ، وهو ما أكّد عليه خادم الحرمين الشريفين ، ببذل كلِّ الجهود من أجل الاستمرار في شرف هذه المسؤولية التي أعز بها الله تعالى هذا البلد الطيب في نهجه ورسالته ومقاصده.
تنمية شاملة على صعيد التنمية ، أكد الملك المفدى على النهج التنموي وآفاقه الطموحة وماحققه من إنجازات ومكتسبات عظيمة للحاضر ورصيد للأجيال من أبناء وبنات الوطن ، وخطوات نهضة نوعية شاملة ومستدامة، محورها الإنسان ، وتقدم نموذجا ملهما برؤية المملكة 2030 ، والإرادة المتقدة في الإنجاز في كل مجال على امتداد الوطن ، الذي يسجل اليوم ريادة ونموا غير مسبوق رغم تحديات الأزمات الاقتصادية الكبرى التي يواجهها العالم. التفاصيل كثيرة على خارطة الانجاز التنموي ، الموثقة عمليا ببصمات الازدهار والمزيد من الرفعة للوطن ومكانته وصدارته في العديد من المؤشرات العالمية ، وتعزيز الرخاء والعيش الكريم للموطنين والمواطنات ، وتعظيم دورهم باعتبارهم الثروة الأهم وعماد نهضته بشواهدها ومساراتها النوعية لبناء مستقبل مميز تستحقه المملكة ، وتترجم الاهتمام الدائم من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظها الله – ومن ذلك دعم الخطط التي تكفل استمرار التملّك السكني للمواطنين وحصولهم على رعاية صحية متميزة وزيادة مشاركة أبناء الوطن في سوق العمل.
سياسة رصينة على الصعيد الخارجي ، أكد الخطاب الملكي الكريم ، على مكانة المملكة ودورها المحوري على الصعيدين السياسي والاقتصادي وموقعها الإستراتيجي الذي جعلها قلب العالم النابض بالمواقف المشرّفة والسياسة الحكيمة في دعم استقرار الاقتصاد العالمي وما يواجهه العالم من تحديات صحية وبيئية وفي مقدمتها التغيّر المناخي، ومواكبة مستجداته بمبادرات رائدة إقليميا ودوليا ، وتسعى دائما إلى حشد جهود العلم في هذا الاتجاه لأجل مستقبل أفضل للبشرية. أيضا تحرص المملكة على الاستقرار العالمي ودعواتها المتجددة في كافة المحافل بأهمية تطبيق مبادئ ميثاق الأممالمتحدة والقوانين الدولية ، وتؤكد على ذلك بمواقف عملية متوازنة وسياسة رصينة بصماتها مضيئة على كافة الأصعدة. فقد أكد خطاب خادم الحرمين الشريفين على موقف المملكة الداعم لجميع الجهود الدولية إلى إنهاء الحروب والصراعات بالحلول السلمية ، لترسيخ الأمن وتحقيق التنمية والازدهار والرخاء لشعوب العالم كافة، في نهج راسخ يميز سياسة المملكة ودورها الإيجابي وصولًا إلى عالم أكثر سلمية وعدالة وتطبيق مبادئ ميثاق الأممالمتحدة وتحقيق مستقبلٍ واعدٍ للشعوب والأجيال القادمة. كما سجل الخطاب الملكي العديد من مواقف المملكة تجاه القضايا الدولية الراهنة التي تؤكّد الثّقل السياسي للسعودية على الساحتين الإقليمية والدولية ، ونصرة قضايا الأمة ، والدور الإنساني الرائد بذلا ودعما وإغاثة لكثبر من دول العالم ، وجهودها الموصولة التي تعول عليها الأممالمتحدة في دعم البرامج الإنسانية الأممية. على ضوء ذلك ، جاء تأكيد مجلس الشورى بأن الخطاب الملكي الذي افتتح به الملك المفدى -أيّده الله- أعمال السنة الثالثة من الدورة الثامنة للمجلس سيكون مشعلاً يستنير به المجلس، وخارطةَ طريقٍ يسير عليها في مناقشة الموضوعات، وبحث القضايا تحت قبة المجلس بوصفه شريكًا مهمًا يسهم في بناء وتنمية الوطن ويشارك في صنع القرارات الوطنية التي تلبي طموحات القيادة وتطلعات أبناء هذا الوطن المعطاء ، ولاتزال الأصداء الواسعة تتوالى داخل الوطن وخارجه ، تفاعلا مع ماتضمنه الخطاب الملكي الوافي من رسائل، وتقديرا للرؤية السديدة للقيادة الحكيمة.