حملت الحكومة اليمنية مليشيا الحوثي الانقلابية مسؤولية عدم تمديد الهدنة الأممية والتداعيات الخطيرة لذلك على أمن واستقرار البلاد، إذ اعتبر رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، أن المليشيا أبعد ما تكون عن كونها شريكا في السلام، مشيرا إلى أنها لم تتعامل مع الهدنة كفرصة للتخفيف من المعاناة الإنسانية، موضحا أن الجماعة المسلحة اعتبرت الهدنة معركة سياسية وفرض إرادات وتجاهلا تاما لمعاناة الشعب اليمني وفرصة للابتزاز، وقدمت نفسها كأداة خارجية تضع المصالح الإيرانية فوق اعتبارات مصالح الشعب اليمني. وقال العليمي، إن الحوثيين رفضوا هدنة تضمن وقف إطلاق النار ودفع رواتب الموظفين المدنيين في مناطق سيطرتهم مع توسيع لرحلات من مطار صنعاء وضمان تدفق للمشتقات النفطية، فيما دعا رئيس الحكومة اليمنية، معين عبدالملك، المجتمع الدولي إلى موقف قوي وواضح في إدانة عرقلة الميليشيا لمساعي السلام، غداة إعلانها رفض مقترح أممي لتوسيع وتمديد الهدنة الإنسانية. وقال رئيس الحكومة اليمنية، إن سياسة الاسترضاء لا تعزز فرص السلام، ولا تدفع الحوثيين إلا إلى مزيد من التعنت، مضيفا: "لقد سمعنا صوت المجتمع الدولي الواضح في دعوته للسلام، وتجاوبنا بكل إخلاص وصدق مع تلك الدعوة، وننتظر أن نسمع نفس القوة والوضوح في إدانة عرقلة الحوثيين ورفضهم للسلام"، مؤكدا أن السلام ليس مجرد رغبة ولكن شروط موضوعية تتخلق داخل السياسة والتاريخ عبر مرجعيات وقوة القانون، ووضوح الموقف الإنساني والتضامن. وأشار عبدالملك إلى أن السلام الذي ينشده اليمنيون يعني بوضوح وقف الحرب والاستبداد والممارسات التمييزية الاستعلائية، مذكرا باستمرار هدر الحوثيين لفرص إحلال السلام في البلاد قائلا: "في كل مرة تتشكل فيها فرصة للسلام تختار ميليشيا الحوثي ومن ورائها النظام الإيراني هدرها، مفضلة خيار الحرب، في محطات مختلفة منذ 2004 مرورا ب 2014 ومحادثات الكويت وستوكهولم وتمديد الهدنة"، مبينا أن المليشيا تختار الحرب وترى في كل مسعى صادق للسلام دلائل ضعف، وفي كل جهد دولي فرصة للابتزاز والنهب". في السياق ذاته، أكد وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، أن الحكومة اليمنية لم تفاجأ برفض الحوثيين تمديد الهدنة، مؤكدا أن المليشيا عرقلت مساعي تمديد الهدنة، ولم تغلب مصالح الشعب اليمني. وتابع: "لم ندخر جهدا للتخفيف من معاناة الشعب اليمني. قدمنا تنازلات لتمديد الهدنة للمصلحة، فالحكومة قدمت تنازلات كثيرة لتمديد الهدنة رغم التعنت الحوثي، وتعاملت بشكل إيجابي مع المقترح الأممي لتمديد الهدنة". وأضاف أن الحوثيين جمعوا أكثر من 200 مليار ريال يمني خلال الهدنة، مشيرا إلى أن الميليشيا لم تلتزم بالهدنة ورفضت فتح الطرق، وخرقت الهدنة وأوقعت ضحايا مدنيين. واستطرد قائلا: "كلما اقتربنا من انفراجة يعرقلونها.. الحكومة بذلت كافة الجهود لتمديد الهدنة". من جهته أعرب الاتحاد الأوروبي، أمس، عن خيبة أمله الشديدة نتيجة عدم التوصل إلى اتفاق بشأن تمديد الهدنة في اليمن، داعيا مليشيات الحوثي إلى إظهار التزام حقيقي بالسلام في اليمن، كما أكد أن رفض المليشيا لاقتراح تمديد الهدنة في اليمن خطأ استراتيجي. يأتي ذلك بعدما عبر المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ عن أسفه لعدم التوصل إلى اتفاق على تمديد الهدنة بعد انتهاء سريانها أمس الأول، داعيا الأطراف إلى الحفاظ على الهدوء والامتناع عن أي أعمال قد تؤدي إلى تصعيد العنف. ودعا غروندبرغ في بيان، الأطراف اليمنية إلى الحفاظ على الهدوء والامتناع عن أي شكل من أشكال الاستفزازات أو الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد العنف، معبرا عن امتنانه لما وصفه بالانخراط "البناء" من كلا الجانبين على مستوى القيادة خلال الأسابيع الماضية، مثمنا موقف الحكومة اليمنية للتعاطي مع مقترحه "بشكل إيجابي"، كما أكد أنه سيستمر في العمل مع كلا الجانبين سعيا لإيجاد حلول، وسيواصل جهوده الحثيثة للانخراط مع الأطراف بغية التوصل على وجه السرعة إلى اتفاق بشأن كيفية المضي قدما.