بينما تشتد حدة الصراع بين روسياوأوكرانيا، وتزداد وتيرة القصف، اعتبرت بريطانيا أن سقوط صواريخ روسية على أراض تابعة لدول الناتو أمر غير مستبعد، مؤكدة أنه الحلف سيرد على موسكو في هذه الحالة. وقال وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد أمس (الاثنين)، وفقا لشبكة "بي بي سي" إنه ليس مستحيلا سقوط صواريخ روسية في أراضي الأطلسي، لكنه اعتبر في الوقت عينه أنه أمر غير مرجح بشكل كبير. إلا أنه شدد على أنه في حال حصل وضع مشابه فالحلف سيرد، مضيفا أن الغرب أوضح ذلك لموسكو جلياً، حتى قبل بدء النزاع. وكررت بريطانيا مواقفها السابقة الداعمة لأوكرانيا، ضد العملية العسكرية الروسية. وأكد متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أن بلاده ستستمر في إرسال المزيد من الأسلحة الدفاعية والقدرات القتالية للحكومة الأوكرانية. وتأتي هذه التصريحات بعد تعرض قاعدة تدريب عسكرية أوكرانية بالقرب من بولندا لهجوم هو الأول من نوعه، لجهة قربه من حدود دولة منضوية ضمن الناتو، ما دفع وارسو إلى إيفاد جنود نحو الحدود القريبة من قاعدة يافوريف التي استهدفت، فيما أوضح حاكم مدينة لفيف القريبة من مكان القاعدة غرب البلاد، أن روسيا أطلقت 30 صاروخا، مؤكدا مقتل 35 شخصا وإصابة 60 آخرين في القصف الجوي. وشدد الكرملين في وقت سابق في رسالة إلى دول الناتو الداعمة لكييف، على أن إرسال أسلحة نوعية أو حظر الطيران فوق الأجواء الأوكرانية، أو حتى الانخراط بأي شكل ميداني في النزاع القائم بين روسياوأوكرانيا، سيعتبر بمثابة تصرف عدائي، بما يبرر بالتالي حق الروس بالدفاع عن بلدهم، وأكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن لدى روسيا ما يكفي من السلاح من أجل إتمام عملياتها العسكرية في أوكرانيا، مؤكدا أنها لم تطلب مساعدة الصين. وشدد على أن بلاده لم تطلب بأي شكل من الأشكال مساعدات عسكرية من بكين. وفي أقوى اعتراف علني حتى الآن من موسكو بأن الأمور لا تسير وفقاً للخطة الموضوعة، أشار واحد من أوثق حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إلى أن العملية العسكرية في أوكرانيا لا تسير بالسرعة التي أرادها الكرملين، فيما أكد البيت الأبيض في بيان أمس أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أكدا في اتصال هاتفي على التزامهما بمحاسبة روسيا بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا. وأضاف البيت الأبيض أن الرئيسين أكدا أيضا على دعم حكومة أوكرانيا وشعبها. من جهته، أكد وزير الدفاع الإيطالي لوزنزو غويريني، أن فرض منطقة حظر طيران في أجواء أوكرانيا سيعني إرسال طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) وبالتالي دخول الحرب ضد روسيا، وهو "حل غير ممكن". إلى ذلك، أطل الرئيس الأوكراني، فولدومير زيلينسكي بمقطع مصور جديد من قلب كييف ليؤكد أن الحرب مستمرة، معتبراً أنها معركة وجودية لبلاده. إلا أنه أشار في الوقت عينه إلى أن كييف تنتظر نتائج المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني. وقال في الفيديو الذي بث على مواقع التواصل الخاصة بالرئاسة الأوكرانية: "حربنا مع روسيا وجودية"، مؤكدا أنها مستمرة وأن القوات الروسية لن تستسلم.