بمسؤولية كبيرة عظيمة الأهداف والأثر محلياً وإقليمياً وعالمياً، أكدت المملكة دورها الرائد في حشد الجهود الدولية لمعالجة التغير المناخي بمبادرات غير مسبوقة، ومواجهة تهديداته المتزايدة المهددة لسلامة كوكب الأرض وسكان المعمورة ، رغم سنوات من سعي العالم لتنفيذ اتفاقية باريس بشأن ذلك. هذه الريادة ترجمها عملياً سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ، بإطلاق الحزمة الأولى من المبادرات النوعية في المملكة ، بحضور عدد من قادة الرأي والمتخصصين العالميين في مجال الاستدامة، لتكون هذه الانطلاقة خارطة طريق لحماية البيئة ومواجهة تحديات التغيُّر المناخي، التي من شأنها الإسهام في تحقيق المستهدفات الطموحة لمبادرة السعودية الخضراء ، ومن ثم بدء المرحلة الأولى من مبادرات التشجير بزراعة أكثر من 450 مليون شجرة، وإعادة تأهيل 8 ملايين هكتار من الأراضي المتدهورة، وتخصيص أراضٍ محمية جديدة، ليصبح إجمالي المناطق المحمية في المملكة أكثر من 20 في المائة من إجمالي مساحتها ، وخطوات مهمة منها تأسيس مركز عالمي للاستدامة السياحية، وتأسيس مؤسسة غير ربحية لاستكشاف البحار والمحيطات ، واستهداف المملكة الوصول للحياد الصفري من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون، بما يتوافق مع خطط المملكة التنموية، وتمكين تنوُعها الاقتصادي، ويحفظ دور المملكة الريادي في تعزيز أمن واستقرار أسواق الطاقة العالمية، في ظل نضج وتوفر التقنيات اللازمة لإدارة وتخفيض الانبعاثات. وفي الوقت الذي يلتقي فيه العالم على هذا الهدف الأهم في حماية الأرض والإنسان من التغيرات المناخية ، تسارع المملكة الخطى في استراتيجيتها للاستدامة البيئية المعززة للاستدامة التنموية والاقتصادية انطلاقا من العاصمة ، بإطلاق سمو ولي العهد ، حفظه الله ، استراتيجية استدامة الرياض لتحويلها إلى واحدة من أكثر المدن استدامة عالمياً ، من خلال أكثر من 68 مبادرة طموحة للاستدامة ، مما يؤكد أن النمو الاقتصادي الطموح لمدينة الرياض وللوطن لن يأتي على حساب البيئة والاستدامة وجودة الحياة.