اشتعلت أزمة الثقة بين الحرس الثوري الإيراني ووزارة الاستخبارات على خلفية حادثة استهداف منشأة نطنز النووية، إذ تبادل الطرفان الاتهامات بالتقصير الأمني، مع تهديد باعتقالات واسعة من المؤسستين، ما يشير إلى تفكك نظام الملالي وتفاقم الخلافات داخله، ما ينبئ بمزيد من الانهيار في ظل الغضب الشعبي العارم على ممارسات النظام، والسعي لإسقاطه. وطبقا لتقرير "راديو فردا" الأمريكي، فإن أزمة ثقة بين الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات تزداد يوما بعد آخر، على خلفية حادثة استهداف منشأة نطنز النووية، في ظل تبادل اتهامات بالتقصير الأمني بين المؤسستين، مشيرا إلى ضعف الأجهزة الأمنية وإلى وجود فجوة في التنسيق بينها، كما نوّه بأن واقعة اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده زادت من حدة الخلاف بين الجانبين، ما أدى لارتفاع وتيرة تبادل الاتهامات بينهما، حتى وصل الأمر للتهديد باعتقال عناصر من كلتا المؤسستين. ويعاني نظام الملالي من التصدعات والتفكك في الآونة الأخيرة، ويتلقى الضربة تلو الأخرى، بينما يحاول زعزعة استقرار المنطقة لشغل العالم عن أزماته الداخلية، وهو ما يؤكده حديث مدير مكتب العلاقات العامة السابق برئاسة الجمهورية الإيرانية أمير مقدم، الذي قال إن نائب قائد فيلق القدس للحرس الثوري والقائد السابق لقوة الباسيج العميد محمد حجازي، الذي أعلنت إيران وفاته بسبب أزمة قلبية كان أعلى قائد للحرس الثوري الإيراني في دعم الحوثيين في اليمن، في تأكيد على أن طهران تمتلك قرار المليشيا الحوثية. وقال مقدم: "كان حجازي أعلى قائد للحرس الثوري الإيراني لدعم الحوثيين في اليمن، وكان يسافر إلى اليمن وفنزويلا، وكان عنصرًا مهمًا في برنامج الصواريخ والأنشطة الإرهابية"، معترفا بأنه قاد بشكل خاص مشاريع ضد السعودية والإمارات، ليؤكد بشكل قاطع أن لا هم لإيران سوى زعزعة أمن المنطقة. وتضاربت الأنباء حول وفاة حجازي، حيث أصدرت دائرة العلاقات العامة في الحرس الثوري بياناً قالت فيه إن سبب الوفاة كان نوبة قلبية، بينما كتب محمد مهدي همت نجل محمد إبراهيم همت القائد الإيراني السابق بالحرس عبر "تويتر" أن "رحيل حجازي لم يكن بنوبة قلبية على الإطلاق"، ما يشير إلى إمكانية تصفيته في ظل الخلافات بين أجنحة النظام، خصوصا وأن حجازي عرف أنه خبير صواريخ كان يشرف على تسليح ميليشيات "حزب الله" اللبناني، ومن الداعمين البارزين لميليشيات الحشد الشعبي الموالية لطهران في العراق، وكذلك ميليشيات الحوثي في اليمن.