مأزق قوي، وحدث تاريخي قد يتابعه الوسط الرياضي باهتمام كبير خلال الفترة المقبلة، وتحديداً مع انطلاق فترة التعديلات الشتوية وهنا " أعي " تماما أن " الميركاتو " الشتوي هو تعديل فعلي " للعك " الصيفي في حال حدوث الاستقطابات والتعاقدات الفنية. فجل الأندية ستفضل السبات العميق في هذه الفترة التي تعودنا فيها سابقاً على كمية كبيرة من الصفقات، بل والحديث قبلها بالتلميحات والإشارات، وأن التعديل سيحل المعضلات وسيكون انطلاقة فعلية لتخطى الأزمات. ولكن، ومن واقع متابعة عميقة لحال كثير من أنديتنا، أعتقد أن هذا " الميركاتو" سيكون للهدوء سمة حقيقية في تفاصيله، وندرة فعلية في تراكيبه، فمعظم الأندية ستتجاهل التغيير فيه، إما لقناعاتها بالاختيارات السابقة " وهذا المبرر" وإما لعدم قدرتها على تطبيق قرار وزارة الرياضة بتحمل التبعات المالية لفك الارتباط، وعدم الصرف على هذا الأمر من ميزانية الدعم التي تقدمها الوزارة، وتحمل ذلك ذاتياً من مجلس الإدارة أو أحد الداعمين، أو من بنود الاستثمار. وبنظرة مقارنة نجد أنه لأول مرة في تاريخ " كورتنا " أن تمر عشر جولات بالتمام والكمال، ولم " يُقلْ " مدرب، بل وهناك رضا تام من قبل مسيري الأندية وقناعة بما يتم تقديمه من عمل فني " وهذا جيد إلى حد كبير"، والظاهر أيضاً أن هذه القناعات ستمدد أيضاً على اللاعبين بعد فتح فترة انتقالهم. فبعيداً عن النجاح الذي دائماً " يخرس الألسن " ويكتم " الأفواه " يظل السؤال العريض، الذي ربما ستكون إجابته " متعبة نفسيًا " للجماهير.. من سيتحمل الإخفاق وفشل القدرة على تحقيق التطلعات، أو الوصول إلى أسوأ الأمور وعدم القدرة على البقاء؟؟ هل هي القرارات، أم الخيارات، أم عدم الإيفاء بالمتطلبات؟؟ أعتقد أن ما ذهبت إليه وزارة الرياضة في قراراتها هو حماية حقيقية وفعلية لأنديتنا وسمعة رياضتنا عالمياً، بعد " كمية القضايا والهدر المالي الكبير الذي حدث سابقاً، وتحملته الدولة في الفترات السابقة؛ بسبب القرارات العشوائية في التعاقدات والإقالات وفك الارتباطات، فكان لزاماً أن تتوجه لمثل هذا القرار للحد من هذه الأمور وتعديل الأوضاع . أما إذا كانت الخيارات فأعتقد أن إدارات الأندية يجب عليها العمل لتعديل خياراتها، وأن تتحمل تبعات هذا الأمر، وعدم الوقوف عاجزة أمام الإخفاقات والتحجج بالأزمات؛ لأنه في النهاية هي من ستتحمل وعليها الإيفاء بالمتطلبات قبل الوصول إلى أصعب الأوضاع، وهي "تحمل الكيان " تبعة الأخطاء. وخصوصاً أن الفرصة مازالت متاحة قبل فوات الأوان .. وعلى الجماهير الرياضية بكافة ميولها أن يكون لديها الوعى والإلمام في نهاية المطاف، أن وزارة الرياضة كان شغلها الشاغل ومن خلال استراتيجياتها ودعمها للأندية، تطوير الأندية على جميع المستويات، وجعل عملها مؤسساتيا مقننا، وأن يكون هذا اللبنة الأساسية لتخصيصها ولن تكون بأي حال من الأحوال هي السبب بقراراتها في تردي " الأحوال " .. فمن اختار، فعليه تحمل تبعات اتخاذ " القرار ".