اليوم الخميس هو الثالث من شهر يناير من عام 2013م، وفي هذا اليوم ستبدأ فترة انتقالات اللاعبين الشتوية بعد أن ظلت كثير من الأندية تنتظر موعد فتح باب تسجيل اللاعبين، من أجل تدعيم صفوفها بلاعبين فيما تبقى من منافسات هذا الموسم، على الرغم من الضائقة المالية الكبيرة التي تمر بها جميع الأندية السعودية، بالإضافة إلى أن الكثير من الأندية تبرم عقودا مع لاعبين بمبالغ طائلة، تعاني من شح الموارد المالية، بالإضافة إلى تلك التعاقدات تسببت في تراكم ديون كثيرة على خزائن تلك الأندية، فبالتالي سيزداد وضع الأندية المالي سوءا ، في ظل تعاقدات لا تفي بحاجات أندية دوري زين من الناحية الفنية، فهل تعاقدات الأندية في هذه الفترة تقوم على أساس حاجة الأندية الفنية، أم أنها عبارة عن اختيارات إدارات الأندية، دون وجود أي تنسيق مسبق مع الأجهزة الفنية فيها، وهل لهذه التعاقدات جدوى فنية تنعكس على الفرق المتنافسة فيما تبقى من منافسات الموسم، إذا ما عرفنا أنه لم يتبق إلا 10 جولات من دوري زين للمحترفين، ومباراتا نصف نهائي كأس ولي العهد، وبطولة كأس الملك، ودوري أبطال آسيا لأندية الشباب والأهلي والهلال والاتفاق. «عكاظ» طرحت هذه القضية أمام أهل الاختصاص فخرجت بهذه المحصلة: مدني رحيمي: تسهم في تصحيح الأخطاء رأى المحلل الرياضي الدكتور مدني رحيمي أن الأندية من أبسط حقوقها أن تدعم صفوفها خلال فترة الانتقالات الشتوية، خاصة إذا لم توفق تلك الأندية بلاعبين مميزين خلال فترة الانتقالات الصيفية، لذلك يجب على مسؤولي تلك الأندية بالتشاور مع الأجهزة الفنية البحث عن لاعبين يستطيعون صناعة الفارق خلال الفترة المتبقية من هذا الموسم، وتابع: بعض الأندية لم توفق في تعاقداتها خلال الفترة الماضية، ومن الضروري أن يتم تصحيح تلك الأخطاء التي حدثت أثناء عملية الاختيار في الفترة الأولى، ولكن يجب أن تكون الاختيارات وفق حاجة الفريق الفنية، وأن لا تكون التعاقدات المقبلة من أجل الاستعراض المالي بين إدارات الأندية، حيث من الأفضل أن يتم التعاقد مع لاعبين يخدمون خطة المدرب وتكتيك الفريق، بدلا من بحث الأندية عن أسماء نجوم قد لا تقدم المستوى المأمول منها، ولا تخدم خطة مدرب الفريق، لذلك ينبغي أن تكون تعاقدات الأندية خلال الفترة المقبلة متوازنة وبعيدة كل البعد عن الإثارة الإعلامية التي تصاحب أحياناً بعض انتقالات اللاعبين. علي كميخ: التعاقدات بلا فائدة من جانبه، أكد المدرب الوطني علي كميخ على أن غالبية الأندية التي تتعاقد خلال هذه الفترة تكون تعاقداتها دون أي فائدة فنية للفريق، حيث يجب على جميع الأندية أن لا تبرم أي تعاقدات جديدة إلا في حالة إصابة أحد لاعبيها فقط، أما مسألة التغيير خلال منتصف الموسم، أعتقد أنه أمر غير مجد من الناحية الفنية، وتابع: لم يتبق إلا جولات قليلة وينتهي الموسم الكروي، لذلك من الأفضل على جميع الأندية عدم المجازفة خلال الفترة الحالية، وتكبيد خزائن الأندية ديونا كبيرة، دون أن يتحقق الحد الأدنى من الفائدة الفنية، فعلى سبيل المثال لاعب الأهلي الأرجنتيني دييغو موراليس من الأفضل الإبقاء عليه، ودعمه خلال المرحلة المقبلة، حتى يعود أكثر توهجاً بعد فترة التوقف الحالية، أما أن يتم التعاقد مع لاعب جديد على الفريق وعلى المنطقة، فهذا سيجعل أمر انسجامه مع الفريق من عدمه مفتوحاً على كل الاحتمالات، لذلك من وجهة نظر الشخصية أرى أن على جميع الأندية الاكتفاء بلاعبيها الحاليين، وعدم الدخول في تعاقدات غير مجدية من الناحية الفنية للأندية. غرم العمري: الخيارات محدودة من جهته، أوضح وكيل أعمال اللاعبين غرم العمري أن فترة الانتقالات الشتوية غير مجدية بشكل كبير للأندية من حيث الحصول على لاعبين مميزين؛ لأن غالبية اللاعبين الذين ينتقلون في هذه الفترة إما أن تكون مستوياتهم منخفضة مع أنديتهم، ولا ترغب بقاءهم فيها، أو أنهم على خلافات مع أنديتهم ويبحثون عن عروض أخرى، لذلك أعتقد أن على الأندية التريث طويلا قبل أن تحسم أي تعاقد خلال هذه الفترة، خصوصا أن عدد الجولات المتبقية من دوري زين السعودي 10 جولات فقط، وتابع: الأندية الجماهيرية هي من تبرم عقودا خلال هذه الفترة، لكن بعض أندية الوسط والمؤخرة، من الأفضل لها أن لا تهدر أموالا في أشباه لاعبين خلال هذه الفترة، وتابع: على الأندية أن تعي جيداً أن هناك الكثير من اللاعبين الذين ينتظرون فترة الانتقالات الشتوية من أجل الانتقال من أنديتهم، ولكن يجب أن تكون اختيارات الأندية دقيقة ووفق حاجاتها الفنية، أما مسألة البحث عن لاعبين للتعاقد معهم خلال هذه الفترة من باب إرضاء الجماهير فهذه كارثة تحمل خزائن مزيداً من الديون التي أثقلت كاهل تلك الأندية، جراء تلك التعاقدات العشوائية، وغير القائمة على أسس ومعايير فنية، إنما تقوم بها إدارات الأندية دون الرجوع إلى حاجة الفريق الفنية. بندر محسن: للتعاقدات الضرورية فقط من جانبه، أبان المدرب الوطني بندر محسن أن الانتقالات الشتوية تطل علينا في كل موسم رياضي وهي موضوعة في روزنامة الفيفا فهذه الفترة الوحيدة التي يسمح فيها بقيد اللاعبين بعد انتهاء الفترة الأولى قبل انطلاق البطولات، وبالتالي الاحتياج لها أمر كبير من قبل كل الأندية. ويختلف تعامل الأندية معها ما بين مستفيد بتغيير لاعبين وجلب آخرين ومعالجة ما لديه من سلبيات وأخطاء وتصحيح مسار فريقه الفني تحديدا، بينما نجد أن هناك أندية أخرى تغير فقط من أجل التغيير وتهدئة الاحتقانات الجماهيرية وتعتبرها إبرة مخدرة لجماهيرهم ولا يستفيد النادي من تلك الانتقالات على الصعيد الفني، وبين هذه وتلك أرى إنه يجب التعامل مع الانتقالات الشتوية في المقام الأول أنها بمثابة المخرج من مأزق معين وألا تكون هذه الفترة ورقة لابد من استخدامها بل إنها للضرورة فقط فيما لو احتاج الفريق لتبديل لاعب أو الدعم بلاعب آخر فإن الانتقالات الشتوية ستكون هي الحل والمخرج؛ لأن المفترض على كل ناد أن يختار لاعبيه بموضوعية ووفق الاحتياجات الفنية منذ بداية الموسم الرياضي لكي يسير الفريق بشكل جيد ويحافظ على استقراره الفني على مستوى الأفراد؛ لأنه ليس من الجيد تغيير جلد الفريق في منتصف الموسم بتغيير اللاعبين المحترفين كما سيحدث لدى بعض الأندية التي ستغير من اثنين إلى ثلاثة من أجانب الفريق الأربعة وتدعم الفريق بثلاثة أو أربعة لاعبين محليين؛ لأن هذه الأندية ستعاني كثيرا من عدم التجانس والتفاهم بين عناصر الفريق وبالتالي ينعكس ذلك على الأداء الفني ومستوى الفريق بشكل عام، وأضاف: هناك أندية تتعامل من فترة الانتقالات الشتوية بمنطقية وواقعية وتستفيد من تلك الفترة في تحسين الأداء ومعالجة الأخطاء والارتقاء بفريقها إلى الأفضل وينعكس ذلك التعامل على نتائج الفريق بصورة سريعة، لذلك يجب على الأندية قبل التفكير في تغيير أو جلب لاعبين في الفترة الشتوية أن تكون قد قيمت أداء اللاعبين الذين تم التعاقد معهم في الفترة الأولى، ووقفت على نقاط القوة والضعف في فريقها ولامست احتياجات الفريق بشكل واقعي ومنطقي وبالتالي جاء قرار التغيير ثم تأتي المرحلة الثانية بعد قرار التغيير، ألا وهي الاختيار المناسب وهذه النقطة أهم بكثير من سابقتها؛ لأن اللاعبين المتواجدين على قائمة الانتقال في هذه الفترة لن يكونوا في مستوياتهم الفنية على مستوى كبير فقد يكون اللاعب موضوعا على قائمة الانتقال من قبل إدارة ناديه أو أنه عائد من إصابة أو أن ناديه يمر بضائقة مالية ويسعى للاستفادة من قيمة انتقال أو إعارة أو غير ذلك من الأسباب التي تجعلنا على يقين أنه لن يكون أفضل من سابقيه إلا فيما ندر أو أن يكون عقد اللاعب قد انتهى قبيل هذه الفترة وهذا أيضا من النادر جدا، وتابع: إذا حقيقة الانتقالات الشتوية هي عبارة عن حالة طوارئ تساعد الفرق في الخروج من بعض المآزق التي تؤرق الأندية وكلما كان النادي مثاليا في التعامل مع هذه الفترة بحسن الاختيار وصواب قرار التغيير والاستفادة إلى أقصى درجة من تلك الفترة كان المردود جيدا على الصعيد الفني والنتائجي، وكلما حضرت العشوائية في قرار التغيير والاختيار كانت تلك الفترة وبالا على الفريق، فمعظم أنديتنا وللأسف تغير لاعبيها من أجل التغيير فقط لأنها تداري أخطاءها التي حدثت في بداية الموسم حينما جلبوا أشباه لاعبين ثم ظهروا أمام الجماهير بشكل دون الطموحات، إذا فالخطأ مركب وتراكمي، لذلك أرى إنه يجب على الأندية متابعة اللاعبين قبل فترة الانتقالات الشتوية بفترة كافية وعدم الاعتماد على المسوقين أو السماسرة والاستفادة من تقنيات الفيفا في معرفة أدق التفاصيل عن اللاعبين وعدم الاكتفاء بمشاهدة اللقطات وقراءة السيرة الذاتية بل التجربة الميدانية واشتراط الفحص الطبي قبل التوقيع النهائي.