أبدى الإعلامي الرياضي عثمأن أبو بكر مالي ثقته بتجاوز الاتحاد أزمته الحالية إلى مكأنه الطبيعي كعميد ومؤسس للكرة والرياضة السعودية، مؤكداً بأن إدارة النادي قدمت عملاً كبيراً في هذا الشأن إلى جأنب الجهاز الفني وبدعم من الجماهير الاتحادية، وأوضح بأن «العميد» قادر على تقديم نتائج مميزة في كأس خادم الحرمين الشريفين ودوري أبطال آسيا، إلا أنه سيركز على الدوري للهروب من مؤخرة الترتيب. وبرأ أبو بكر مالي الإعلام الرياضي من مسؤولية زيادة الاحتقان في الوسط الرياضي موضحاً بأن لجأن اتحاد القدم بقراراتها تتحمل مسؤولية ذلك، وأشار إلى أن البرامج الرياضية فيها «الغث والسمين» وأن الأسماء التي تظهر بسبب علاقاتها ستختفي لعدم قدرتها على إثبات الوجود. واعترض على عودة الحكم المحلي للمنافسات، مؤكداً بأنه كان يتعين على المسؤولين إعادته تدريجياً. جاء ذلك خلال حوار أجرته معه «دنيا الرياضة» *جولات قليلة تفصلنا عن نهاية الدوري، أين ترى الاتحاد بعد 11 جولة؟ * أراه سيعود بحول الله وقوته إلى وضعية الاستعداد ليأخذ مكانه الطبيعي والمعتاد كفريق كبير وعميد ومؤسس للكرة والرياضة السعودية. o هل هو قادر على الهروب من شبح الهبوط؟ * عمل كبير يتم من قبل إدارة النادي، وتحدٍ قوي قبل به مدرب الفريق، ودعم واسع من جماهيره العريضة الفريدة ولن يضيع الله لهم جهودهم بإذنه تعالى. *الكثير ينتقد المدرب بيليتش بطريقة لعبه والاعتماد على ثلاثة محاور، كيف ترى ذلك وما تقييمك لعمله؟ * بيليتش مدرب شجاع وإلا لما قبل المهمة التي جاء من أجلها، والانتقادات التي توجه له طبيعية جداً وتحدث مع كل مدرب، من المحبين والإعلام والجماهير للرغبة في أن يكون الفريق في أحسن حال، وفي وضعية بيليتش لا يريد جمهور الاتحاد أن يخسر أي نقطة من حرصهم الشديد ورغبتهم في سرعة الخروج من تحت مظلة الهبوط، لكن القرار الفني في النهاية للمدرب وله مبرراته. *كيف ترى تعاطي الإعلام الاتحادي مع الأزمة التي يمر بها النادي؟ * هناك تباين نوعاً ما في التعاطي، فهناك ما هو عاطفي وما هو متسرع وما هو بين بين، والأكثرية من منظور إعلامي وانتمائي في نفس الوقت، وزنا أقبله. *كيف تقيم التعاقدات التي أبرمتها الإدارة الاتحادية في الميركاتو الشتوي؟ اجتهدت الإدارة قدر الإمكان، لكنها لم تفِ بالقدر المطلوب ولم تأتِ تعاقداتها بحجم تطلعات الجماهير ولا في مستوى ما بشرت به، كأن ينقصها (تكة) لتحقق وعودها، تتمثل في التعاقد مع صأنع ألعاب حركي وهي بشرت بذلك (بطريقة أو أخرى) وبدأت المفاوضات ولكنها توقفت ولم تتم وهناك من يلمح إلى أن ذلك بفعل فاعل. * ماذا تقصد بفعل فاعل؟ o بعض الاتحاديين يربطون بين توقف المفاوضات أو عدم إتمامها إلى اجتماع جدة الشهير والذي بعده لم تتعاقد الإدارة مع أي لاعب. o في الأعوام الأخيرة هنالك أنقسام جماهيري في الاتحاد، وإطلاق بعض الألقاب على بعضهم، هل مازالت مستمرة أم انتهت من وجهة نظرك؟ o لم تنتهِ ولن تنتهي بهذه السهولة، لأن من اطلقوا تلك الألقاب ومن يستفيدون منها موجودون وهم اتحاديون فلا تستبعد أن يعودوا إليها مع كل موضوع أو فرصة تسنح بين فترة وأخرى. * هل ترى بأن الفريق قادر على تحقيق كأس خادم الحرمين الشريفين في ظل هذه الظروف؟ o نعم قادر ولا شك، وقد حققها في الموسمين الماضيين وهو في وضعية أضعف عناصرياً، والكأس الغالية طموح كل الفرق، لكن الأولوية للاتحاديين هذا الموسم إنقاذ فريقهم من الغرق قبل التفكير في أي انجاز. *سيخوض الاتحاد دوري أبطال آسيا بعد أسابيع قليلة، كيف سيدخل البطولة الآسيوية وهو مهدد بالهبوط؟ -سيدخل بلقبه الكبير العظيم بطل كأس خادم الحرمين الشريفين، وبإرثه الضخم في البطولة فهو سيدها على مستوى القارة. * هنالك من يحمل الإعلام مسؤولية كل صغيرة وكبيرة خصوصاً الإخفاقات والاحتقأنات الموجودة في وسطنا الرياضي، هل تتفق معه أم لك رأي آخر؟ o للإعلام دور في كل ما يحدث في الساحة الرياضية، فلا يستطيع أحد أن ينكر أن الإعلام الرياضي قوي ومؤثر، لكنه ليس المسؤول عن الاحتقان أو الإخفاق الذي يحدث، وإنما اللجان الرسمية هي التي تتحمل بالدرجة الأولى، فهي التي تصدر القرارات، وهي التي تصّدر تبعات ذلك من إخفاق أو رفض أو احتقان، فغالبا الإعلام في هذه المواقف ناقل وردة فعل. * الطرح في بعض البرامج الرياضية سلبي وغير مفيد بشهادة المتابعين، لكن في المقابل أعلى نسبة مشاهدة نجدها في تلك البرامج، بماذا تفسر ذلك؟ o لا أتفق على التعميم بهذا الشكل بل إن الطرح فيه "الغث والسمين" وعلى المتابع أن يأخذ المفيد ويترك ما سواه، أما ارتفاع نسبة المشاهدة في البرامج الرياضية، فيعود لأمور كثيرة من أهمها جرأة الطرح، وارتفاع سقف الحرية والشفافية وأيضاً تنوع الآراء والضيوف غالباً وفي أكثر البرامج. *برأيك هل دفع ذلك مسؤولي البرامج إلى منح تلك الأسماء المثيرة للجدل بطرحها مساحة أكبر ممن يتكلمون بمنطق وعقلانية؟ ولماذا؟ o الذين يتكلمون بمنطق وعقلانية موجودون في البرامج الرياضية، ربما يضيع بعضهم وسط الضجيج، وهو عيب أغلبية برامجنا، وهناك من يرفض من أصحاب الواقعية والعقلانية الظهور في بعض البرامج خوفاً أن ينجرف أو يصبح من أولئك الذين يتسم حوارهم بنظرية "خذوهم بالصوت". *العلاقات والصداقات هل تلعب دوراً في وجود أسماء معينة على الساحة وتغييب آخرين؟ أم أن الموجودين الآن هم النخبة؟ * نعم.. ولا، ما أعتقده العلاقات ربما لها دور في استقطاب بعض الأسماء إلى برامج وقنوات، عندما تكون مستحقة وقادرة فتستمر وربما تجد عروضاً أفضل فتنتقل، والصداقات وحتى الميول ربما تسهم في ظهور أو حضور أسماء مقربة، لكنها لا تستطيع أن تمنحها الأقناع ولا الاستمرارية وفي كل مجال هناك (الغث والسمين). *كيف نصنع جيلاً إعلامياً مميزاً، لا يخلط بين ميوله وعمله، ويفرق جيداً بين الإثارة المقبولة والمرفوضة؟ * ذلك يحدث إذا جاءت صناعته وتدريبه على المهنية وعدم الخلط بين الميول والواقعية، وفي كل الأحوال مثل هذه النظرة ستظل موجوده وقائمة وتلاحق الإعلاميين دوماً، ولن تذهب إلا إذا جعلت المتلقي يقبل كل ما يتعلق بناديه دون النظر إلى صاحبه مصدراً ورسالة ووسيلة. *هل أنت مع إعلان الإعلامي لميوله؟ أم ترى بأنه يجب أن يكون محايداً؟ لست مع إعلان الميول بطريقة التباهي والانتشاء والبحث عن الانتشار، ذلك يحوله من إعلامي واقعي (مهني) إلى إعلامي مدرج (مشجع)، والفرق بينهما كبير، وأرى أن الإعلامي الذي لا يخفي ميوله (قوي) لأنه سيكون مع نفسه في تحدٍ (مهني) ومع الآخرين أيضاً. *ما أصعب موقف مر عليك خلال مشوارك الإعلامي؟ * مواقف كثيرة جداً، أصعبها عندما أجريت حواراً مع مسؤول رياضي كبير، ثم عند تفريغ شريط التسجيل وجدته فارغاً لم يسجل شيئاً ويستحيل أن أجد تلك الفرصة مرة أخرى لإعادة الحوار، والحمد لله كنت أسجل نقاطاً أثناء الحوار، فساعدني ذلك مع الأسئلة المكتوبة على كتابة الحوار كاملاً، ونشر في صفحتين في جريدة (الملاعب) ووجد قبولاً وإشادة من المسؤول البارز شخصياً. *لو طلب منك المسؤولون تقديم "وصفة" لتطوير اتحاد القدم، فما الوصفة؟ -استطيع المشاركة في تقديم ما يطور الجانب الإعلامي وجانب العلاقات العامة، فذلك تخصصي ودراساتي وتجاربي، أما تطوير الاتحاد بالكامل فهو يحتاج خبراء أكثر مني دراية.. *ووصفة أخرى لتطوير منتخبنا وإعادته لأمجاده السابقة؟ * قبل ثلاثة أسابيع كتبت مقالاً في (الحزيرة) بعد الإخفاق الآسيوي الأخير عنونته ب "دولاب الغبار" في الإخفاق الآسيوي، وطالبت فيه اتحاد الكرة بفتح دولاب (التقارير الفنية والإدارية) التي ترفع بعد كل إخفاق لو فعل ذلك سيجد حتماً (روشتة) جاهزة لتطوير المنتخب بل كل المنتخبات الوطنية. *كيف ترى قرار اتحاد القدم بعدم تجديد عقد بيتزي؟ إجمالاً لم ينجح بينزي بالشكل المطلوب، وفي نفس الوقت لم يأخذ وقته الكافي، ولا الأدوات التي يمكن أن تساعده بالشكل المطلوب، وإذا لم ينظر في ذلك فكل مدرب يأتي سيكون مصيره مصير بيتزي ومن سبقه. *ماذا عن الحكام المحليين وعودتهم للمشهد من جديد؟ * الأكثرية في وسطنا الرياضي قبلت وصفقت لقرار أبعاد الحكم المحلي عن دوري كأس الأمير محمد بن سلمان عند صدوره، فماذا تغير حتى يلغى القرار؟ وكيف تكون العودة والحكام هم أنفسهم من كانوا وراء إصدار القرار، أرى أن توقيت العودة خاطئة، والصحيح أن تكون العودة متدرجة وتأتي على جيل غير الذي أبعد، وليس هناك أي دلائل على أنه سيقدم جديداً، وأخطاؤه (حتى مع الفار) كما هي في السابق انتقائية وتعوي وأراهم يمسكون بريموت الفيديو كما كان أكثرهم يمسك الصافرة بأيدٍ مرتعشة. *لماذا فقد وسطنا الرياضي ثقته في اتحاد القدم، وأصبح ينتقد عمله ليل نهار؟ * السبب الأول هو الاتحاد نفسه، وبعض لجانه، وبسبب القرارات المتناقضة والمتباينة التي تصدرها لجانه المهمة. *ما رسالتك لرئيس هيئة الرياضة؟ -رئيس شاب ورياضي ممارس ومسؤول مطلع، وهو خير خلف لخير سلف، المنتظر منه أن تبقى (المنظومة) الرياضية الرسمية، أجهزة الرياضة والاتحادات الرياضية (خصوصاً) اتحاد كرة القدم (أقوى) من الأندية ولها السلطة والسيطرة والنفوذ، وتتعامل مع الكل بقوة وعدل وحيادية، وتكون على مسافة واحدة من الجميع.. أسال الله له التوفيق والسداد.