" رقم كم ".. سؤال أصبح أيقونة عند جماهير الهلال ." من حقهم ". فلا غرابة في ذلك ففريقهم يملك من المثالية الفنية ما يجعله المرشح الأول لكل البطولات ومحققها في آخر المطاف .. ولاحرج في تقبل هذه السؤال من الوسط الرياضي " المنصف " لأن في الحقيقة اكتساح الهلال للبطولات وزيادة الرصيد لتجاوز المنافسين في عدد البطولات جعل مهمة الرصد من المهام الصعبة. فالهلال حالياً مختلف في تكوينه سواء على المستوي الإداري أو الفني أو العناصر. ويجب علينا الاعتراف بذلك حتى نعي، ونفهم معنى إيجاد منافس حقيقي قادر على مقارعة الهلال، وليس انتزاع بطولة فقط. فالجانب الفني في الهلال يحتاج دراسة " حالة " لمعرفة أسباب التفوق الدائم، ليس على المستوى المحلى فقط، بل حتى على المستوى الآسيوي، فالجميع يتحدث عن جودة اللاعبين، وأعتقد أن هذا الأمر متاح للجميع، مع الدعم الكبير الذي تجده الأندية من الدولة، ولكن بناء الشخصية، والثقة، وثقافة الانتصار والذكاء الكروي والتطور في العمل، هو ما يميز الهلال، ويصنع له الفارق دوماً، فهذه الثقافة التي تزرع بين جنبات الكيان الهلالي، يجب أن تضع في الاعتبار لمن أراد التفوق على الهلال، فجميع من يدخل أروقة " الزعيم " يجد نفسه مجبوراً على تشرب هذه الثقافة، والتشبع منها والتعامل بها. في الجانب الآخر، أرى أن النصر قدم نفسه جيداً كفريق قادر على المنافسة متى ما وجد الأجواء الصحية التي تساعده على الاستمرارية في العمل الجيد بعيداً عن ضغوط " الانكسارات " التي من وجهة نظري هي اللقاح الذي يحتاجه لتعديل الأخطاء واكتساب الخبرات التي ستجعله حتماً منافسا مستمرا على البطولات .. أما جعل " الخسارات " هي نهاية المطاف ونسف بعدها كل العمل والبدء من نقطة الصفر فهذاسيعيدهم لدوامة " المتاهات " والبحث عن طريق " النجاحات " مرة أخرى. فالدعم المعنوي والوقوف بجانب الفريق هو ما يحتاجه النصر حالياً لتجاوز هذا المنعطف الخطير والعودة لطريق الوصول " للمنافسات " وتحقيق " الإنجازات ". وللعلم " فزيادة التنافسية " وتنوع الأبطال ستجعل العمل على قدم وساق داخل كل الأندية وذهاب مفهوم " الأمر الواقع " الذي يجير البطولة للهلال مع بداية المنافسة، وكأنه من " الثوابت الراسخة " في المنافسة المحلية وتقدمه كمرشح وحيد , فالهلال يحتاج أيضاً من ينافسه حتى لايصل لمرحلة " الملل " .. فكل ما تقدم لا يجعلنا نتناسى الظهور الرائع والجميل جداً لنهائي " أغلى البطولات " سواء على مستوى الحضور أو التنظيم أو الفكر الإبداعي في تفاعل الجماهير حضورياً مع الحدث .. كل شيء في النهائي كان رائعا، وأوفى بكامل العهود والوعود التي قطعها قبل النهائي .. فمبروووك للهلال البطولة " رقم كم " وحظ أوفر للنصر . بقعة ضوء نوفمبر شهر أزرق اللون ..