فجأة وجد العالم نفسه في حالة حجر صحي، الجميع في بيوتهم، الحياة الاجتماعية معطلة، المقاهي والمطاعم والأسواق والمدارس وأماكن التجمعات مغلقة، هكذا هي حال الكثير من الدول التي وصل إليها فايروس كورونا، حالة من الفزع والترقب، الانتشار واسع والعدوى سريعة، في ظل غياب لقاح يعالج المصابين بكوفيد 19، وبداية تجربة بعض الأدوية (لقاح الملاريا الذي تستخدمه فرنسا حاليا) واللقاح الذي يتنافس فيه الأمريكيون والألمان وإلى الآن غير معلوم بشكل دقيق مدى نجاح هذه المحاولات. وسط هذه الظروف الطارئة تزداد مخاوف اليونسكو من حرمان نصف طلاب العالم من استئناف حياتهم الدراسية، واعتبرت أن هذا الوضع يشكل تحديا غير مسبوق لقطاع التعليم. ربما ما تفكر به الدول حاليا هو كيفية الحد من انتشار الفيروس لحماية أكبر عدد من الأرواح، خاصة بعد تجربة الصين التي حصد الفيروس فيها إلى حين كتابة المقال ما يقارب 80967 مصابا في بر الصين الرئيسي وما يفوق 3000 لقوا مصرعهم. هذه الأعداد المهولة دفعت الكثير من الدول على رأسها المملكة العربية السعودية إلى التحرك السريع لمواجهة الفايروس القاتل عبر إجراءات حازمة، على رأسها تعليق الدراسة وإبقاء الأطفال في منازلهم لتجنب تعرضهم بهذا الفيروس، وحماية لأرواحهم. لم ينتظر قطاع التعليم في المملكة العربية السعودية أن تصل الأمور إلى الدرجة الثانية أو الثالثة من الخطورة لتتنبه للوضع الحرج، بل قام مباشرة بإجراء سريع وطارئ مع بداية ظهور أولى الإصابات، بتعليق الدراسة إلى حين النظر في حالة انتشار كوفيد19، كإجراءات وقائية أوصت بها الجهات الصحية، خاصة أن السعودية سجلت هذا العدد من الصعب القول بأنه ثابت، لأن الأعداد في زيادة لذلك ليس معلوم أن تبقى حالة تعليق المدارس مستمرة إذا طالت الأزمةلاسمح الله، من المتوقع أن تبحث وزارة التعليم عن حلول لاستئناف الدراسة دون الذهاب إلى المدارس. الخطاب الأخير للملك سلمان شخَّص خطورة الحالة التي يمر بها العالم والسعودية جزء منه، ولكنه في نفس الوقت طمأن المواطنين والمقيمين بأن هذه الحالة مؤقتة، وبأن المملكة ستوفر كل السبل لمواجهة هذا الفيروس. وفعلا بدأت وزارة التعليم تتخذ مجموعة من التدابير على رأسها جامعة الملك عبد العزيز التي أطلقت الآلية المنظمة للاختبارات النهائية، من خلال استكمال المناهج التعليمية عبر قنوات التعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد، مع وضع خطط بديلة للاختبارات النهائية، على أن تكون تلك الخطط تراعي التيسير على الطلبة لتحقيق أهداف العملية التعليمية على أكمل وجه.