ألقت أزمة انتشار فيروس كورونا بظلال قاتمة على القطاع السياحي في العالم، بعد إغلاق عدة دول لمنشآتها السياحية، واتخاذ وزارات السياحة في مختلف الدول إجراءات وقائية واحترازية منعا لتفشي الفيروس المميت، حيث أكدت منظمة السياحة العالمية أن التقديرات تشير إلى خسائر في قطاع السياحة العالمي نتيجة انتشار الفيروس إلى حوالي 80 مليار دولار، وأن أكثر الوجهات السياحية المتضررة هي الوجهات السياحية في منطقة آسيا والباسيفيك والتي تقدر خسائرها بحوالي 7 مليار دولار أمريكي حتى الآن ، كما أن الشركات السياحية الصغيرة والمتوسطة الاكثر تأثرا. في هذا السياق أوضح المتحدث باسم وزارة السياحة والآثار الفلسطينية جريس قمصية ، أن فنادق فلسطين وخاصة مدينة بيت لحم الآن خالية من السياح بشكل تام، والتي شهدت قبل انتشار فيروس كورونا إشغال كامل 5 آلاف غرفة كانت مشغول يوميا، والآن أصبحت نسبة الإشغال صفر، مشيرا أن عدد السياح الذين يدخلون مدينة بيت لحم الفلسطينية بشكل يومي 150 إلى 170 باص يوميا لزيارة كنيسة المهد ومراكز التحف الشرقية أي مايعادل 3 ملايين زائر سنويا للمدينة. وأضاف ل"البلاد" أن فنادق مدينة بيت لحم الفلسطينية وعددها 75 فندقا و100 متجر للتحف الشرقية، إضافة إلى جميع المطاعم والمشاغل الحرفية في المدينة مغلقة بشكل تام. لافتاً أن أزمة كورونا دفعت العاملين في الأماكن السياحية للانضمام لطابور البطالة الطويل في فلسطين، مؤكدا أن دخل القطاع السياحي سنويا شكل خلال الأعوام الماضية 15% من إيرادات السلطة الفلسطينية المالية. * تراجع الحجوزات من جانبه أكد الدكتور عاطف عبد اللطيف رئيس جمعية مسافرون للسياحة وعضو جمعية مستثمري السياحة جنوبسيناء أن السياحة في مصر تأثرت، حيث شهدت الحجوزات السياحية تراجعا كبيرا وملحوظا خلال فبراير ومارس مقارنة بالأعوام السابقة، مشيراً أن شلل حركة الطيران حول العالم له تأثير كبير على تراجع معدلات السياحة، لأن الناقل الأساسي لحركة السياحة حول العالم هي رحلات الطيران، حيث كان من المتوقع أن تصل إيرادات المطارات العالمية للربع الأول من عام 2020 إلى حوالي 39.5 مليار دولار. ولكن، يقدر اليوم خسارة في الإيرادات لا تقل عن 4.3 مليار دولار، وفقا لمجلس المطارات الدولي. وأضاف د. عبد اللطيف أن استمرار الأزمة العالمية سيلقي بظلال قاتمة على شركات السياحة والطيران وسيكبدها المزيد من الخسائر، إلا أن الوضع الحالي الناتج عن أزمة كورونا دفع نحو تسليط الضوء على السياحة البيئية والاستشفائية من خلال تسويق قرابة 1400 مكان سياحي يصلح كمنتجع بيئي استشفائي في مختلف ربوع مصر، خاصة وأن وزارة السياحة والآثار قامت بتفعيل الإجراءات الوقائية والاحترازية التي أقرتها منظمة الصحة العالمية للوقاية من الفيروسات بصفة عامة، وكورونا بشكل خاص. خسائر قطاع الخدمات كما قال الخبير في مجال السياحة والرئيس السابق لجمعية النقل السياحي الأردني الدكتور عبدالباسط روبين إن:" خسائر كبيرة يتكبدها القطاع السياحي في الأردن من شركات سياحة وسفر وشركات نقل سياحي متخصص ومطاعم سياحية وفنادق في أغلب المواقع السياحية، حيث أن نسبة الإلغاءات والتراجع في الإقبال بلغت أكثر من 70 % يشمل ذلك إلغاءات في حجوزات الفنادق" ، لافتا إلى أن وزارة السياحة والآثار قامت مؤخراً بطرح برامج لدعم لتحفيز، السياحة الداخلية لتعويض جزء من السياحة الخارجية التي تأثرت بهذه الأزمة، تكون الاستفادة من ذلك للمواطن الأردني وأضاف د. روبين أن السياحة في الأردن هي النفط الحقيقي للدولة، والتراجع سيؤثر سلباً على إيرادات الدولة، والمنشآت السياحة من فنادق ومطاعم وشركات سياحة ونقل، مضيفاً من باب القاعدة التي تقول ( دفع الضرر أولى من جلب المنفعة ) فإن قطاع السياحة في العالم مضطرة لتحمل هذه الفاتورة الباهظة مقابل أن تبقى البلاد والمجتمعات بخير.