اعتبر أثر أزمة فيروس كورونا المُستجد، في فترة شهرين فقط، على القطاع السياحي العالمي، أكبر من العديد من الأزمات العالمية الماضية، سواء ما يتعلق منها بالصحة، ومن أثر الأزمات الاقتصادية، مثل ما حدث في العالم عام 2008، بسبب أزمة بنوك أميركا، ومع تصاعد أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، اتجهت شركات طيران عالمية نحو التحذير من تأثير تباطؤ حركة الطيران العالمية على أعمالها وحذرت من تراجع حاد في الإيرادات في وقت طالبت بعض الشركات موظفيها بالحصول على إجازات حتى تنتهي الأزمة، وفي هذا الشأن، ألغت السلطات الألمانية معرض السياحة الذي يقام في العاصمة الألمانية برلين في شهر مارس من كل عام بسبب مخاطر عدوى فيروس كورونا المتحور (كوفيد 19)، وهو أشهر وأكبر معرض للسياحة في العالم مع معرض لندن، ويعتبر قطاع السياحة العالمي، من أكبر القطاعات الموفرة لفرص العمل، وهذه الأزمة الحالية، سوف تسبب مخاطر اقتصادية واجتماعية إذا ما تواصلت لفترة أطول، ومعها سترتفع نسبة البطالة في عشرات الدول. 80 مليار دولار خسائر تتوقعها منظمة السياحة العالمية بسبب انتشار الفيروس وفي خضم هذا الوضع الراهن تعد السياحة في داخل المملكة خيارا مميزا لكل مواطن ومقيم، خاصة في ظل تطوير هذا القطاع والاهتمام به من كافة قطاعات الدولة. توقف تصدير الصين ل180 مليون سائح سنوياً.. ينذر بأزمة للسياحة الدولية السلامة أولاً "الرياض" استطلعت أراء مواطنين حول توقعهم للسفر والسياحة للخارج، في ظل الظروف العالمية، وانتشار مرض كورونا عالميا، حيث قال، محمد السيف، "بالطبع السفر في هذه الظروف مخاطرة حقيقية، فهناك الكثير قد ألغى سفر للعمل أو لحضور مؤتمر أو مهمة، فلذا من المؤكد فلن يسافر أحد للسياحة والترفيه أو ما شابه ذلك في ظل الظروف الحالية، ويؤكد مؤيد المهدي، أن السفر للسياحة في الصيف متوقع، فهناك وقت طويل، ونتوقع أن تخف وطأة المرض، فالصين التي بدأ منها وانتشر أصبحت تسجل حالات أقل، وهناك مختصون بهذا الشأن يتوقعون أن ينتهي المرض بحدود شهر أبريل المقبل أو مايو، خاصة إذا ما طبقت الدول والناس طرق الوقاية من العدوى والتزموا بتعليمات التوعية الصحية لتجنب هذا المرض، ويتفق معه في ذلك عبدالكريم السميري، ويضيف، نتوقع أن يكون هناك انخفاض في أسعار تذاكر الطيران والفنادق لصيف هذا العام، وعروض تجذب السياح، وخاصة في الدول المشهورة سياحيا، وكان ضرر انتشار المرض فيها محدود جداً. وليد السبيعي عضو لجنة وكالات السفر بغرفة الرياض، يقول بالطبع إن تأثير مرض كورونا شمل السياحة بشكل كبير، وواسع، وقطاع السياحة عموماً، وخاصة مع كون العالم شبيه بقرية إعلامية واحدة، يتأثر بظروف عدة، ومن أبرزها عدم توفر الأمن بسبب الإرهاب أو الصراعات بين الدول ومختلف الاضطرابات والقلاقل السياسية، ثم يأتي في المقام الثاني الأمراض الوبائية التي تنتقل بالعدو، وقد سبق أن حدث مثل هذا التأثير، ولكن بشكل أقل حدة مع مرض سارس في الصين ودول آسيوية، ومع ظهور إنفلونزا الخنازير بعدد من دول أوروبا، ولكن هذه المرة، زاد مستوى التغطية الإعلامية، ومستوى الإجراءات الاحترازية الوقائية من غالبية دول العالم، في ظل سرعة انتشار الأداء الذي بدأ من الصين ووصل لأكثر من 75 دولة في فترة شهرين تقريبا. وعلى المستوى المملكة العربية السعودية، أعلنت المملكة وقف التأشيرة السياحية الوافدة لعدد من الدول التي انتشر فيها المرض، فضلا عن الإيقاف المؤقت لزيارة العمرة، وزيارة المسجد النبوي، وذلك تتضح الرؤية حول واقع هذا المرض، وهذا قرار صائب وحكيم لمنع دخول الوباء، الذي له عواقب وخيمة لا قدر الله إذا ما عملت الدول وفق هذه الأجندة الوقائية السليمة، وبالنسبة للسياحة الخارجية، فهذه الفترة ليست بمثابة موسم للسياحة، فصيف هذا العام سيكون بدايته عقب نهاية شهر رمضان، لذا نتوقع مع وجود نوع من التفاؤل بزيادة حالات الشفاء، وعدم خطورة المرض على حياة غالبية المصابين به، وأيضا مع زيادة الوعي من الأفراد والحكومات للتحوط من أسباب الإصابة بالمرض، وفرض خطط رقابية ومتابعة لعزل الحالات المصابة، كل ذلك سيكون أثر على عودة الحياة لطبيعتها تدريجيا في مختلف دول العالم. ونوه السبيعي في أن الأثر على موسم سياحة الصيف، قد يكون في تأخير التخطيط المبكر للرحلات بالنسبة للسعوديين، خاصة في ظل وجود انتشار للمرض في دول سياحية مشهورة، في أوروبا وآسيا، وحتى في دول آسيوية عربية. الوضع عالميا عادل عبدالشكور، المختص في تنظيم المعارض الدولية والمحلية، والمهتم بشأن السفر والسياحة، يقول بالطبع إن هذا المرض شمل أثره مختلف دول العالم وفي مختلف القطاعات، والسياحة والطيران، وتنظيم الفعاليات الكبرى، هي أبرز الخاسرين، فمنظمة السياحة العالمية، قد توقعت في منتصف الأسبوع الحالي، أن يخسر قطاع السياحة خلال الفترة المقبلة ما يُقارب 80 مليار دولار بسبب فيروس كورونا المُستجد، وكشفت المنظمة عن خسائر تكبدها القطاع منذ بداية تفشي كورونا بلغت 12 مليار دولار بسبب إغلاق عدد كبير من المقاصد السياحية عالمياً، وإلغاء العديد من الرحلات السياحية حول العالم، وكان القطاع السياحي في آسيا ودول الباسفيك المطلة على المحيط الهادي، بحسب موقع اقتصادي عالمي، الأكثر ضرراً جراء تفشي الفيروس حيث قُدرت خسائره ب7 مليارات دولار حتى الآن. وبين أن السوق الصيني قد شهد النصيب الأكبر من الخسائر جراء انطلاق فيروس كورونا هناك، الأمر الذي تسبب في إغلاق المقاصد السياحية، حيث يُصدر هذا السوق للعالم 180 مليون سائح، ينفقون 277 مليار دولار سنوياً، وهو السوق الأكبر عالميا في تصدير السياح، كما ضرب انتشار الفيروس، سياحة الرحلات البحرية، إذ يرى فهي كانت بمثابة بؤرا لانتقال العدوى، وقد استقطبت محنة ركاب سفينة "دايموند برينسس" اليابانية المودعين في الحجر الصحي في اليابان وسط تمدد الإصابات بسرعة على متنها، انتباه العالم أجمع، وكانت هذه السفينة معبرة عن مخاطر انتشار الأوبئة في الأماكن المحصورة، فمن أصل 3700 راكب وأفراد طاقم، أصيب أكثر من 630 شخصا بفيروس كورونا، فهذه السفن تكون دائما مكتظة، مع هذا العدد من الركاب، قد يحصل إخلال في شروط النظافة". وأوضح عبدالشكور أن المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) قد تسجل ثمانية أوبئة التهاب معوي العام الماضي على متن سفن سياحية، وكذلك أحصي في السنوات الأخيرة تفشي أوبئة مختلفة بما يشمل حالات حصبة وجدري أو السلمونيلا، مما ينسف متعة السفر عبر هذه الرحلات التي تكلف تذكرتها آلاف الدولارات، ولمواجهة هذا الوضع، ألغت عدد من الشركات الكبرى بينها "رويال كاريبيين" و"كوستا كروزس" (التابعة لمجموعة "كارنيفال" الرائدة عالميا في القطاع) و"أم أس سي كروزس"، كل رحلاتها التي كان مقررا انطلاقها من المرافئ الصينية. وتسدد هذه الأزمة ضربة قوية للقطاع إذ أن آسيا هي ثالث كبرى الأسواق العالمية خلف الولاياتالمتحدة وأوروبا، مع 4,24 ملايين راكب في 2018 بحسب اتحاد "كليا" المهني، ويمثل الصينيون أكثر من نصف زبائن الرحلات السياحية في آسيا. وبين أن دول سياحية مثل إيطاليا وفرنسا وتايلند، وكوريا الجنوبية، تأثرت أيضا ً من المرض، وبالطبع يعود ذلك للخوف المرتبط بانتشار فيروس كورونا المُستجد، فعلى سبيل المثال مدينة روما تعدّ من الوجهات السياحية الرئيسة عالميا، وذلك على الرغم من ابتعادها عن البؤرة الرئيسة لتفشي الوباء في شمال البلاد، فقد ضربت السياحة فيها بشكل مباشر، في وقت يشكّل القطاع السياحي نحو 13 % من مجمل الناتج المحلّي الإيطالي، وبالطبع كل أوروبا وعدد من دول أسيا، وحتى دول عربية، شهدت إلغاء الحجوزات في المناطق الخالية أو شبه الخالية من الوباء، وهذا ما ينطبق فعلاً على روماً، حيث تمّ إلغاء أكثر من 50% من الحجوزات المُسجّلة في شهر مارس الحالي. ونوه أن من يتابع مواقع وتطبيقات حجز الغرف، سوف يلاحظ انخفاض الأسعار في شهر فبراير ومارس، مقارنة بشهر يناير الماضي، نظراً لانخفاض الطلب على السفر، ومع إلغاء شركات الطيران لرحلات لبعض الوجهات السياحية في مختلف دول العالم المتأثرة، وهذا بلا شك أثر على شركات الطيران، وبعضها طلب من موظفيها إجازات بدون راتب، حتى يتضح الوضع مع محاولة العالم التغلب على عدوى هذا المرض. سياحة الكروز أكبر المتأثرين من كورونا الصين والدول المجاورة لها أكثر المتضررين اقتصادياً وسياحياً وليد السبيعي عادل عبدالشكور