جاء إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني عن تقليص إيران من التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، وذلك بضخ الغاز في أجهزة طرد مركزي بمحطة "فوردو" بدءا من أمس الأربعاء، استمرارًا لانتهاكات إيران المستمرة خلال الآونة الأخيرة للاتفاق النووي، وتحد واضح للولايات المتحدةالأمريكية. ورهن النظام الإيراني التراجع عن الانتهاكات بعودة اوروبا عن قراراتها تجاه طهران، وفي هذا، قال هشام البقلي، الباحث في الشأن الإيراني إن الخطوة التى تتخذها إيران الآن تندرج تحت مسمى من أمن العقاب أساء الأدب. وأضاف في تصريحات ل"البلاد" أن إيران لا تهتم بالتحذيرات الدولية التى ترسل إليها من عدد من القوى الدولية والإقليمية خاصة وأنها على مدار الفترة السابقة لم تجد رد فعل حازما تجاه تصرفاتها سواء فيما يخص الاتفاق النووي أو حتى ما يخص العمليات الإرهابية التى قامت بها ضد منشآت سواء نفطية على رأسها حادث ارمكو. وأكد البقلي أنه على الرغم من وجود عقوبات اقتصادية إلا أن العقوبات لا تطبق بالشكل الصحيح في ظل حالة الانقسام الدولى في التعامل مع إيران، وبالتالى هناك دولا تساعد إيران في الالتفاف حول العقوبات الأمريكية بجانب خبرة إيران في هذا الجانب، ويجب تفعيل العقوبات بصرامة لدفع إيران إلى الالتزام بالاتفاق. تغطية الفشل كما قال سامح الجارحي، المتخصص في الشأن الإيراني والدولي، إن تلك الخطوة تعتبر من الخطوات التصعيدية التي ينتهجها النظام الإيراني ضد الغرب والولايات المتحدة، من أجل إعادة أمريكا للاتفاق النووي، أو التوصل إلى الية من الاليات التي اقترحتها الأنظمة الأوروبية من أجل حماية الاتفاق النووي، خاصة فيما يتعلق بالنواحي الاقتصادية والتجارية. وأضاف الجارحي ل"البلاد" أن هذه الخطوة تمثل تحديًا لدول العالم وخاصة أوروبا، وجاءت لرد اعتبار إيران أمام العالم بعد فرض عقوبات أمريكية عليها مرة أخرى خلال فترة قصيرة. وأوضح أن النظام الإيراني فرط في كثير من ثروات الشعب الإيراني وأصبح ينفقها على الخطوات التصعيدية والعدائية، حيث يعج الداخل الإيراني بالأزمات ومنها الاقتصاد، حيث يعاني أكثر من 70% من السكان البطالة والفقر والعديد من الأزمات، وتلك الخطوة يحاول بها النظام التغطية على فشله الذريع داخل البلاد. التخصيب بنسبة 90 % كما أشار مسعود حسن، الباحث في الشأن الإيراني، أن تلك الخطوة تمثل استمرارًا للتصعيد الإيراني واستعراض قدراتها، لكن يبقى السؤال هل هذا التصعيد يعني أن ايران قاربت على الوصول الى نسبة التخصيب ل 90% والتي تمكنها من انتاج سلاح نووي. وأضاف حسن في تصريحات ل"البلاد" : لازلت مصرا أن مشكلة إيران عدم وجود الإمكانيات الفنية اللازمة، فأجهزة الطرد المركزي التي تملكها إيران الآن وهي RV1 لن تساعد الايرانيين في تحقيق ذلك . ولا تملك ايران من أجهزة الجيل السادس RV6 سوى 60 جهازا وهو ما يؤكد عدم قدرة الايرانيين في الوصول لنسبة التخصيب 90%. وتساءل حسن عن سبب انتهاك ايران المتكرر للاتفاق النووي؟ ، وأجاب: أعتقد أن ايران تسعى من وراء ذلك إلى إنقاذ الوضع الاقتصادي، الذي قارب على الانهيار وذلك من خلال الضغط على الدول الغربية المشاركة في الاتفاق للوفاء بالتزاماتها، لقد فشلت المفاوضات الايرانية الفرنسية في تقديم خط ائتماني بقيمة 15 مليار دولار، كانت إيران تعتبره المنقذ للوضع الاقتصادي الحالي، خاصة بعد تزايد العقوبات الامريكية ووقف تصدير النفط الايراني. الخطوة الرابعة وقال أحمد قبال، المتخصص في الشأن الإيراني، إن الخطوة الإيرانية الرابعة من خفض التزامات إيران النووية تتسق مع سياسة النظام الإيراني حيث الانسحاب التدريجي من الاتفاق النووي بالتزامن مع تشديد العقوبات الأمريكية وهي خطوة تحمل في طياتها رسائل للداخل والخارج. وأضاف قبال ل"البلاد" أن النظام الإيراني داخليا يحاول إحراز تقدم على صعيد قدرات إيران النووية، لتخفيف حدة الاحتقان واتهامات المعارضة الايرانية للنظام بالتفريط في حقوق إيران النووية، وبالمسئولية عن التدهور الاقتصادي، ومن ثم الحفاظ على ماء الوجه والظهور في موقف قوي وثابت. وعلى الصعيد الخارجي يحاول النظام الإيراني تحفيز قوى دولية، على رأسها أطراف اتفاق 5+1 واليابان على اتخاذ ما يلزم من إجراءات لتمكين إيران من الالتفاف على العقوبات الأمريكية، إذا أخذنا في الاعتبار أن اتفاق 5+1 بالنسبة لتلك الأطراف يمثل السبيل الوحيد لتحجيم قدرات إيران النووية. وأوضح انه ورغم الضغوط التي يتعرض لها النظام الإيراني والتي انعكست على حياة المواطن البسيط وباتت تشكل عبئا على كاهل المؤسسة الاقتصادية نظرا لعدم اهتمام ملالي إيران بالاوضاع المعيشية ورعايتهم للارهاب في اطار خطط تخريبية ملموسة. ردود أفعال القوى الكبرى لاقى إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني عن تقليص بلاده من التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، وضخ الغاز في أجهزة طرد مركزي بمحطة "فوردو" اعتراضات وادانات كبيرة، حتى من حلفاء إيران ومنهم روسيا، حيث أدان ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للصحفيين "إننا نراقب بقلق تطور الوضع. فيما قالت الناطقة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني: "نعبر عن قلقنا الشديد إزاء إعلان الرئيس حسن روحاني الذي حاد عن التعهدات التي قطعتها طهران. نحض إيران على عدم اتخاذ إجراءات جديدة يمكن أن تقوض بشكل إضافي الاتفاق النووي الذي بات الدفاع عنه يزداد صعوبة". من جانبها، قالت الخارجية الفرنسية، إن الإعلان الإيراني عن تقليص جديد للالتزامات النووية مخالف للاتفاق، مؤكدة أنها ستنتظر الآن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن أنشطة إيران، ودعت إيران للعدول عن قراراتها. وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد أعلنت عن عقوبات جديدة ضد طهران، قبل إعلانها ضخ الغاز في أجهزة طرد مركزي بمحطة "فوردو"، وأكد البيت الأبيض أن العقوبات على طهران مستمرة "إلى أن يغير النظام الإيراني سلوكه".