تواصل إيران استفزازاتها وتحديها للمجتمع الدولي عبر المزيد من الانتهاكات للاتفاق النووي لعام 2015، وآخرها إعلان السلطات الإيرانية استئناف أنشطتها لتخصيب اليورانيوم في محطة «فوردو» بضخ الغاز في أجهزة الطرد المركزي بدءاً من أمس الأول، وتشغيل 60 جهاز طرد مركزياً متطوراً من طراز «آي آر 6» ضمن سلسلة انتهاكاتها الجديدة والمتواصلة للاتفاق النووي مع القوى العالمية، وهي محاولات جنونية من النظام الإيراني للضغط على الدول الأوروبية لتخفيف العقوبات الأمريكية، وهو ما ستترتب عليه تداعيات سياسية وأمنية خطيرة في ظل عدم التزام طهران بضوابط الاتفاق والتنصل منه بما يعرض الأمن والسلم العالميين للخطر. ولا شك أن الدول الأوروبية التي رعت متابعة الاتفاق النووي مع إيران بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق، واقعة في ورطة غوغائية نظام الملالي، ونكثه لبنود الاتفاق في مغامرة غير محسوبة لنظام مضطرب وفاقد للأهلية السياسية والشرعية، نتيجة لتاريخ طويل من الانتهاكات القانونية للعهود والمواثيق، وتضرب هذه الانتهاكات الإيرانية المتكررة الاتفاق النووي في مقتل، وتؤكد أن نظام الملالي استمرأ السير في هذا الطريق، إلا أن هذه الخطوة الأخيرة الممثلة في مواصلة تخصيب اليورانيوم تتطلب موقفاً عالمياً موحداً ورادعاً في مواجهة هذا النظام الإرهابي الذي يعد العدة لإنتاج قنبلة نووية، ومن المؤكد أن العالم لن يقف مكتوف الأيدي، ولكن يجب الإسراع في وضع نهاية لهذه الانتهاكات قبل أن تتفاقم.