اطلقت ايران موقفاً تصعيدياً تمثل في تحديد غد الثلثاء، موعداً لاستئناف انتاج اجهزة الطرد المركزي المستخدمة في عملية تخصيب اليورانيوم، فيما قابلت ذلك بموقف آخر يميل الى التهدئة بإعلان قبولها عرضاً اوروبياً لاجراء محادثات بدءاً من نهاية الاسبوع الجاري بهدف تسوية القضايا العالقة في شأن برنامجها النووي. في المقابل، اعلنت الادارة الاميركية انها باتت اكثر اصراراً على عرض موضوع عدم وفاء ايران بالتزاماتها الدولية امام مجلس الامن، في سبيل فرض العقوبات المناسبة في حقها. اعلن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الايراني حسن روحاني ان بلاده حددت غداً الثلثاء، موعداً لاستئناف انتاج اجهزة الطرد المركزي المستخدمة في عملية تخصيب اليورانيوم، "من دون ان يعني ذلك خروجها عن معاهدة الحد من الأسلحة النووية، بإعتبار ان ايران ستستمر في تعليق تخصيب اليورانيوم". واوضح روحاني في رسالة وجهها الى وزراء خارجية الدول الأوروبية الثلاث بريطانيا والمانيا وفرنسا ان استئناف انتاج اجهزة الطرد المركزي يأتي بعدما لم يبق في الملف الايراني الا نقطتين فقط من دون حل، "ما يعني أن الطريق الذي سلكناه في التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة كان ايجابياً وأن الأمر قابل للحل". وواكب الموقف التصعيدي لايران آخر يميل الى التهدئة بإعلان قبولها بدء محادثات طويلة الأمد مع الأوروبيين بناء على طلبهم، وهو أكد انطلاقها في نهاية الاسبوع الجاري. تصعيد من دون نية سيئة وجاء اعلان طهران عزمها استئناف انتاج اجهزة الطرد المركزي عشية بدء أعمال قمة حلف شمال الاطلسي في اسطنبول، وفي اعقاب المناشدة الأميركية لإيران بعدم اتخاذ هذه الخطوة، وهو ما فسره المراقبون بعدم اكتراث ايراني بالضغوط المحتملة من جانب الولاياتالمتحدة والدول الغربية. لكن الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي نفى وجود نية سيئة من خلال هذه الخطوة. وقال: "سنواصل تعاوننا مع الوكالة الدولية والأوروبيين، ويمكن لمفتشي الوكالة مواصلة نشاطاتهم على الأراضي الايرانية". واوضح آصفي ان بلاده لا ترى انها لم تلتزم باتفاق بروكسيل الذي تعهدت فيه نهاية العام الماضي، بوقف نشاطاتها النووية، "لكن الاوروبيين لم يبادروا الى تنفيذ تعهدهم بإغلاق الملف في اجتماع الوكالة الدولية". ولا يبدو ان طهران ستتراجع عن خطواتها التصعيدية الا في حال توصلت مع الأوروبيين في الاجتماعات التالية الى خطة عمل واضحة تعبد الطريق امام اغلاق الملف النووي الإيراني نهائياً، وسحبه من جدول أعمال الوكالة الدولية. تنديد اميركي وجاء الرد الاميركي على قرار ايران إستئناف انتاج اجهزة الطرد المركزي من خلال سكوت مكليلان الناطق باسم البيت الابيض الذي اعلن ان الادارة الاميركية باتت اكثر اصراراً ازاء التطورات الاخيرة على عرض موضوع عدم وفاء ايران بالتزاماتها الدولية امام مجلس الامن في سبيل اقناعها بضرورة التراجع عن برنامجها النووي. من جهته، طالب المدير العام للوكالة الدولية محمد البرادعي بعودة ايران عن قرارها على هامش جلسة افتتاح مؤتمر حول الطاقة النووية في موسكو. وأمل في ألا يشكل القرار تحولاً كبيراً في تعهد "التعليق الكامل" للنشاطات النووية. على صعيد آخر، اعترفت السلطات الايرانية بهدم مبنى صناعي في حي لويسان الواقع شمال شرقي العاصمة طهران، وبررت ذلك باقامة منتزه، وليس محو آثار نشاطات نووية سرية بحسب ما افادت الولاياتالمتحدة استناداً الى صور التقطتها اقمار اصطناعية اشارت الى امتلاك المجلس الوطني للمقاومة الايرانية المرتبط بحركة "مجاهدين خلق" وصف هذا الموقع بأنه كان مرتبطاً ببرامج اسلحة جرثومية.