عشقت القراءة في سن مبكرة من عمري، وكانت وما زالت الهواية المفضلة لي، على سائر الهوايات، وفي سبيلها كونت مكتبة خاصة في منزلي، أخلد إليها في وقت الفراغ، للتزود بالعلوم والمعرفة، كغيري ممن كانت هذه هوايته، وكنت أنفق جزءاً من مرتبي في شراء الكتب، تعزيزاً لمحتواها من الكتب النافعة والمتنوعة لإيماني بأن المكتبة بمثابة الجامعة التي تخرّج فيها العديد من جهابذة القول وأساطين الفكر والمعرفة. ومن توفيقات الله عليّ، أنني عندما بدأت الكتابة الصحفية والأدبية، في عهد صحافة الأفراد، وُفقت بالتلمذة على أيدي مجموعة من رواد الأدب والصحافة بالمملكة العربية السعودية المشهود لهم بالإخلاص في خدمة الأمة والوطن، ومنهم حصلت على تأهيل في مجال الكتابة والصحافة، وكانوا موجهين قبل أن يكونوا مشجعين، وعلى أيديهم، ظهر العديد من الشباب كل في مجال تخصصه، وباتوا بناة في مجتمعهم ونهضة بلادهم وتقدمها على كافة الأصعدة أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر / علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر/ والشيخ عبدالله بن خميس/ والشيخ عبدالقدوس الأنصاري/ والشيخ أحمد السباعي/ والشيخ علي حافظ/ والأستاذ حسن عبدالحي قزاز/ والأستاذ عبدالله عمر خياط. وقد رحل هؤلاء إلى بارئهم الأعلى بعد أن قدموا لأمتهم ووطنهم وقيادتهم أعمالاً ومنجزات إذا ذكرت شكرت.. رحمهم الله رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته.. وكان لي شرف المشاركة معهم في صحفهم في عهد صحافة الأفراد ، وما يزال تعاوني مع بعض من خلفهم في عهد صحافة المؤسسات سارياً. خاتمة: ما زلت أذكر نصيحة أهداها إليّ الأستاذ/ علي حافظ رئيس تحرير جريدة المدينة، رحمه الله، وكنت حينها مراسلاً لجريدة المدينةالمنورة في الرياض وكاتب عمود أسبوعي بعنوان (مع المجتمع)، مفادها ((تجنب أسلوب الخشونة في الطروحات فإنها تؤدي للتطرف وعليك بالليونة، واختيار الألفاظ المهذبة، تكن محبوباً ومقبول الكتابة، والإيجاز في القول/ فخير الكلام ما قل ودل)) وكان لهذه النصيحة صداها العميق في نفسي وعلى مسيرتي الكتابية سابقاً ولاحقاً.. رحم الله أساتذتي الرواد، الوارد ذكرهم أعلاه، وجزاهم عني وعن الشباب الذين تتلمذوا على أيديهم في مجال الكتابة والصحافة، وأحاطوهم بالتوجيه والتشجيع حتى استطاعوا بلوغ أهدافهم، وآمالهم وطموحاتهم وجعل ذلك في موازين حسناتهم… وبالله التوفيق.