سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
منتدى الباشراحيل يكرم المطاوع رمز الصحافة السعودية في أمسية وفائية رائعة
هشام كعكي: المطاوع هو " الندوة" و " الندوة " هي حامد مطاوع فقد كان رئيسا فوق العادة لتحريرها
د. باشراحيل: المطاوع أعطى عطاء نادرا في وقت كانت الصحافة فيه في بداياتها
شهد منتدى الشيخ محمد صالح باشراحيل الثقافي الأدبي مساء يوم الثلاثاء الماضي أمسية من أمسيات هذا المنتدى الرائد والمتألق دوماً والرائع كروعة رئيسه الدكتور عبدالله محمد صالح باشراحيل حيث قام بتلك الأمسية بتكريم رمز من رموز الأدب والفكر والثقافة والصحافة السعودية وهو الشيخ حامد بن حسن مطاوع رئيس تحرير صحيفة الندوة الأسبق والذي شهدت الصحيفة في عهده طفرة عملاقة تسيدت خلالها شقيقاتها من الصحف الأخرى وتبوأت المكانة اللائقة بها كصحيفة تصدر من أطهر بقاع الأرض قاطبة مكةالمكرمة. كلمة د. الباشراحيل وفي بداية الحفل ألقى رئيس المنتدى الدكتور عبدالله محمد صالح باشراحيل كلمة ترحيبية بالمحتفى به وقال فيها: في هذه الليلة التي نحتفي فيها بأحد رجالات الفكر والأدب والصحافة في وطننا العزيز يحق لنا أن نفتخر وأن نعتز بتكريم الأستاذ حامد مطاوع في هذه الليلة هو تكريم لشخصي أولاً ثم تكريماً لأبناء مكةالمكرمة ثم أيضاً هو تكريم لأهل الفكر والصحافة لما قدمه هذا الرجل لمجتمعه طوال عمره حيث أعطى عطاء غير مسبوق في وقت كانت فيه الصحافة في بداياتها والثقافة السعودية في ابجدياتها عندما بزغ نجم المطاوع لكي يقدم من جهده ومن حبه وفكره لهذا الوطن الشيء الكثير وكنا آنذاك نحاول بقدر ما نستطيع أن نقترب من ذهنية وفكر هذا الرجل العملاق الذي حوى من الثقافة ما استطاع ان يقدمه للآخرين وجمع من الحب ما اكتنز له ذيوع الصيت وعلو القدر والقامة. فالأستاذ حامد مطاوع رجل لايعرف البغض ولا الكره حيث تتلمذت على يديه طوال سنوات عديدة في وقت كنت أحوج فيه إلى اكتساب خبرة وخصوصاً من أهل الفكر والأدب والصحافة كنا نزوره في مكتبه فنجده هاشاً باشاًً في وجوهنا فنعرض عليه ما استصعب علينا وما استبهم فنجد عقلاً كبيراً ناضجاً يسلك بنا إلى الخير والرشاد وقلباً كبيراً يحتوي الجميع بين حنايا الأستاذ حامد مطاوع وبناء علاقة جيدة مع الناس ومع القراء حتى أصبح احد من نفتخر بهم في مكةالمكرمة خاصة أو على مستوى الوطن عامة. فعندما نتذكر بساطة الأستاذ المطاوع برغم انشغالاته كنا نقف أمام انجازات هذا الرجل ليس على مستوى الصحافة والأدب فقط وإنما نقف لكي نستوعب ماذا جنى هذا الرجل من الوطن وابنائه. فما جناه هو رصيد كبير ليس في لغة المال والأرقام وإنما من الحب الذي يكنه له الجميع دون استثناء لما قدمه في مجالات الأدب والفكر والتوعية. فالمطاوع يعد جوهرة من الجواهر الثمينة في الوفاء والانسانية والأخلاق والعلم فهذا الرجل مضيء من كل جوانبه فلا استطيع أن احصيه ولكنني مهما تحدثت فلن ولن أوفي حق هذا الرجل الذي يحمل في داخله قلباً مليئاً بالحب والعطاء. متمنياً من الله العلي القدير أن يجمعنا دائماً بأمثال هؤلاء الفحول الرجال الذين حفروا في الصخر فأوجدوا لنا ثقافة تسمى بالثقافة الحجازية أو المكية أو السعودية. الأستاذ حامد حسن علي مطاوع ثم قدم الأستاذ المؤرخ والأديب المكي هاني ماجد فيروزي نبذة عن المحتفى به قائلاً: ومن باب ذكر أولي الفضل والوفاء نقدم شكرنا وتقديرنا حضوراً ومتابعين للأخوين الكريمين القائمين على منتدى الشيخ محمد صالح باشراحيل رحمه الله الحريصين على تكريم الرموز المكية والفضلاء من مملكتنا الحبيبة والنخبة من ضيوف بيت الله الحرام وهما الصديقان الوفيان الدكتور الشاعر عبدالله محمد صالح باشراحيل وشقيقه المفضال سعادة المهندس تركي محمد صالح باشراحيل والدعاء لوالديهم ووالدينا بالرحمة والمغفرة. قبل أيام احتفى العالم الإسلامي والمكيون والمحبون بمولد الهادي البشير في هذا الشهر المبارك وفي هذا البلد الأمين. فصلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً. واليوم ومنتدى الشيخ محمد صالح باشراحيل يحتفي بعلم من أعلام أم القرى ولد في ذلك الشعب المبارك شعب بني هاشم أو شعب علي وسوق الليل مشتق منه وبدايته. فتدرج على ذلك الثرى وتنفس عبق المكان واستلهم فيه تاريخ الرجال مما جعله يتفقد مجالس الرجال وهو نضر وشاب يافع. وضيفنا المحتفى به الليلة رائد من رواد أدب المقال السياسي ورائد من رواد الكلمة الشعبية الراقية ورائد من رواد الأدب الاجتماعي ورئيس تحرير صحيفة الندوة التي تميزت في عهده بصدق المقال وجرأة الطرح. أستاذنا الذي نحتفي به هو المكي العلم الأستاذ حامد بن حسن بن علي مطاوع المولود بمكةالمكرمة عام 1347ه وفي شعب علي. نشأ في كنف جده لأمه الشيخ صالح با عيسى أحد حكماء ومحكمين شعب علي بعد وفاة والده الصيرفي حسن بن علي مطاوع. وهو ابن ثلاث سنين وكان ترتيبه الثالث بين إخوته فقد سبقتاه أختان وجاءت الثالثة بعده فكان الابن الوحيد لثلاث شقيقات وأم. تعلم الحكمة من جده صالح با عيسى وجلسائه وورث الصيرفة من مهنة أبيه، فهو الحكيم في الرأي والمشورة، وهو الصيرفي في الإدارة والتحرير وعلاقته بالآخرين. التحق بالمدارس النظامية التي بدأها مؤسس مديرية المصارف الشيخ طاهر الدباغ رحمه الله وحصل على إجازة تحضير البعثات عام 1365ه. ولأنه الابن الوحيد أدرك الفتى اليافع الناضج مسؤوليته نحو عائلته فتخلى عن حلمه لإكمال دراسته الجامعية ليتكفل بإعالة أسرته فالتحق بالوظيفة في وزارة المالية ليشغل وظيفة مساعد رئيس شعبة المواصلات بالمديرية العامة للحج. يوم كانت المالية في مكةالمكرمة هي الجامعة الكبرى والطموح الأكبر لكل أبناء الوطن لأنها كانت تضم رواد الأدب والفكر والثقافة والإدارة والمحاسبة، وكانت مديرية الحج إحدى كلياتها وشعبة المواصلات من أقسامها. كان للأستاذ حامد صديق حميم وأخ كريم ذلك هو الأديب الكاتب الأستاذ عبدالعزيز ساب رحمه الله وكان يعمل في تحرير جريدة البلاد السعودية وكما يقول المثل (الصاحب ساحب) فانتقل عمل الأستاذ حامد مطاوع إلى جريدة البلاد السعودية وليشغل أميناً لصندوق الجريدة عام 1374ه وتدرج في وظائفها ليصبح محاسب الجريدة عام 1376ه ثم مديراً لإدارتها عام 1380ه. في بداية الثمانينات الهجرية صدرت التعليمات بدمج الصحف ولم يكن يوجد في المناطق الأخرى بمثل ما هو موجود في مكةالمكرمة فاندمجت ندوة الشيخ أحمد السباعي وحراء الأستاذ صالح جمال رحمهما الله والبلاد السعودية وعرفات الأستاذ حسن عبدالحي قزاز رحمه الله لتكون جريدة البلاد. | وفي عهد المؤسسات ومع التشكيل الجديد أصبح الأستاذ حامد مطاوع مديراً لإدارة جريدة الندوة في 3/11/1383ه يوم كان يرأس تحريرها الأستاذ المؤرخ محمد حسين زيدان الذي أتعبه مشوار طريق جدةمكة القديم فكلف الأستاذ حامد بمسؤولية التحرير إلى جانب الإدارة ما بين عامي 1383ه 1384ه ثم فرغ لرئاسة التحرير ما بين عامي 1384ه 1406ه. بعد أن أسس لمدرسة صحفية عرفت بمدرسة المطاوع أو جامعة الندوة التي خرجت الكثيرين من أعلام صحافتنا الذين قرأنا اعترافاتهم وتجاربهم في العدد رقم 15000 لجريدة الندوة والذي صدر بتكليف من سعادة رئيس التحرير الأستاذ هشام كعكي وأعده وأشرف عليه الأخ الزميل علاء عبدالرحيم وصدر بتاريخ 25/2/1429ه وبمناسبة مرور اثنتين وخمسين سنة على صدور الندوة عام 1377ه. | أما مشوار أستاذنا الاجتماعي فيتمثل في: 1 عضو مؤسس في جمعية البر بمكةالمكرمة منذ عام 1371ه وحتى الآن. 2 عضو مؤسسة مكة للطباعة والإعلام منذ عام 1383ه وبعد أن عدل مسماها إلى شركة مكة للطباعة والنشر وحتى الآن. 3 عضو مجلس شركة كهرباء مكةالمكرمة والطائف منذ عام 1402ه 4 عضو المجلس البلدي سابقاً 1412ه. 5 عضو مجلس المنطقة بمكةالمكرمة ما بين عامي 1412ه 1416ه. 6 عضو مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي من 25/7/1427ه وحتى الآن. ولعل من التطفل اللطيف من محبي الأستاذ حامد الراغبين معرفة حياته الأسرية الموفقة بحمد الله تعالى نقول باختصار: تزوج الأستاذ حامد عام 1377ه من بيت مكي كريم وارتبط بكريمة الشيخ حسن عزي العطار وكان من ثمرة هذا الزواج من الأبناء: الدكتور أنمار والدكتور المحامي قيصر والمهندس وهاج. ومن الكريمات: هوازن، هتون، وهديل وعذوب. ويعيش الأستاذ في غمرة محبة أحفاده من البنين والبنات متعه الله بالصحة وأدام عليه السعادة، وكما يقولون الشيء بالشيء يذكر.. وطالما ذكرنا أولاده فمن الوفاء ان نذكر أبناءه الذين تعلموا منه وشاركوه المشوار ومنهم: الشيخ نعمان طاشكندي والأستاذ عيسى خليل رحمهما الله والأستاذ محمد حافظ والدكاترة صالح بدوي وفايز حسين وعبدالله حريري والأساتذة محمد الحساني وعدنان باديب وعواض حلواني، سراج حياة ورفقي الطيب ،محمد المفرجي وصالح السهيلي وفوزي خياط ومحدثكم وقد بدأت علاقة تلمذتي عام 1384ه ولعلي لا أبالغ إذا ما قلت إنني أسبق التحاقاً بالندوة من بعض ممن ذكرتهم. | أما انتاجه الصحفي والأدبي فهو كثير وغزير ومن الصعب ذكر عناوين ما كتب ولكني استسمح أستاذنا وأستاذكم أن نختصر ذلك على ما طبع من أعماله وهي: 1 فيصل وأمانة التاريخ. 2 شيء من الحصاد. 3 المقال والمرحلة. ونطمع في الأستاذ حامد مطاوع أن يخرج لنا من نفائس كنوزه ولتكون مقالات ابن حسن إحدى تلك النفائس التي تصور لنا جانباً مشرقاً من الحياة الاجتماعية في مكةالمكرمة. أيها الأحبة: اعتذر لكم ولضيفنا الكريم عن الإطالة التي استوجبتها حياة أستاذنا المليئة بالعطاء. وآمل كما تأملون أن يحدثنا المكي العلم الشيخ الأديب والصحافي المدرسة الأستاذ حامد مطاوع عن مشواره مع الصحافة. كلمة المطاوع ثم جاء دور المحتفى به الأستاذ حامد بن حسن مطاوع حيث قال قبل أن أتحدث عن تجربتي في الصحافة أريد أن أحيي هذه الدار التي جمعتنا والتي لها فضل على أهل الثقافة والعلم والفضل فأقول واستشهد بهذه الأبيات: ألا يادار لايدخلك حزن ولايغدر بصاحبك الزمان فنعم الدار أنت لكل ضيف إذا ما ضاق بالضيف المكان وأقول لكم بكل صراحة أنني اختصرت كثيراً في المحاضرة حتى أحافظ على جوهر ما جاء فيها ولأبعد عنكم الملل فأقول الصحافة مرآة المجتمع وهي كذلك تاريخ راصد للمراحل الزمنية المتعاقبة، فإذا أردت أن تحكم على صحافة فيجب أن تعرف شؤون وشجون وأحوال المجتمع الذي تصدر منه وإليه في الدرجة الأولى، كما أنها آلية رصد لتاريخ مرحلة معينة فإذا كان التاريخ لم يكتب لمرحلة ما فراجع الصحافة التي صدرت في تلك المرحلة فستدرك الاهتمامات ومستوى التفكير ومستوى الحياة في ذلك الوقت. هذا مختصر عن ماهية الصحافة من حيث المضمون والمحتوى وبعد ذلك يأتي الشكل من حيث الإخراج والتبويب والطباعة والتوزيع وكل الخطوات التي توصل الصحيفة للقارئ وهو الهدف الرئيسي والأساسي. وتجربتي قد أشارت إليها جريدة الندوة في عددها رقم 15000 الصادر في يوم الاثنين 25/3/1429ه والذي شمل على تفاصيل التجربة منذ بدايتها وحتى الآن وربما قد لاتختلف كثيراً في المستقبل. لقد دخلتها من الباب الإداري وهو عنصر مهم للتمويل والاستمرار. كنت في النهار أقوم بالعمل الإداري في أمانة الصندوق والمحاسبة ذلك عمل وظيفي وفي الليل كنت أعمل سلم الصحافة وهو تصحيح المواد بعد جمعها، وكان ذلك العمل تعاونياً بدون مقابل ولكن كنت أتقاضى المقابل وهو ارضاء الشوق للمشاركة في التحرير وقد حققت تلك الرغبة بأسلوب بسيط فكنت أكتب عموداً بعنوان (طلبات المحلات). ومن خلال هذا العمود عرفت الناس وعرفني المجتمع فكنت أتناول ما يهم الناس في حياتهم الدارجة واليومية ثم توسع اقتحامي للتحرير بكتابة اليوميات مع استمراري في العمل الإداري إلى أن حصل تحول غير مقصود ولا مرتب في تخطيطي فقد كان في وقت معين أن الأستاذ فؤاد شاكر رحمه الله الذي كان رئيساً لتحرير جريدة البلاد السعودية حيث جاءته رحلة مفاجئة للقاهرة فأسند إلي القيام بأعباء التحرير فترة غيابه فأصبحت مسؤولاً عن الإدارة علناً وعن التحرير من وراء الستار. لقد كانت مهمة شاقة حيث أن الكاتب المتعاون عادة ما يكون في حمى رئيس التحرير إذ في يده إجازة ما كتب أو رفضه أو التفاهم مع الكاتب على التعديل والإضافة أو الحذف وعندئد يصبح رئيس التحرير هو المسؤول. وهكذا ما ينبغي اتباعه وإن كانت هناك ظروف تدخل في دائرة مسؤولية الكاتب وإن كنت ممن لايناصر هذا الرأي والذين عملوا معي طوال فترة رئاستي لتحرير جريدة الندوة يعرفون هذا النهج. وعندما انتهت فترة امتيازات الصحف للأفراد وبدأ صدور الصحف في عهد المؤسسات منذ بداية شهر ذي القعدة عام 1383ه فأصبحت مديراً لإدارة جريدة الندوة وكان الأستاذ محمد حسين زيدان رحمه الله رئيساً للتحرير ولم تنقطع مشاركتي في التعاون مع التحرير ولم يستمر الأستاذ محمد حسين زيدان في رئاسته للتحرير لظروفه الخاصة وكان آنذاك الأستاذ عبدالله عريف رحمه الله مديراً عاماً للمؤسسة فأسند إلي عمل التحرير حتى يتم تنصيب رئيس آخر للتحرير وما كان في ذهني أن أكون ممن سيسند إليه مسؤولية التحرير وما لم يكن في الذهن اصبح واقعاً فقد تمت الكتابة لوزارة الإعلام بهذا الخصوص فوافقت الوزارة فأصبحت رئيساً للتحرير ومسؤولاً ومتفرغاً طوال ما ينوف على عقدين من الزمن إلى أن اجتمع ثلثا أعضاء المؤسسة وقرروا تنحيتي عن رئاسة التحرير لأسباب لا علاقة لها بالتعليمات. وبموجب نظام المؤسسات يصبح الإجراء نافذاً وكما بلغني ولكن بطريق الرواية أن وزارة الإعلام أفهمت من راجع بهذا الإجراء أنه ليس من مصلحة الجريدة ولكن إصرار المطالبين وبموجب ما تنص عليه المادة النظامية تمت اجراءات التنحية. وعندما تبلغت ذلك وضعت عباءتي على كتفي وتركت رئاسة التحرير، ولكني لم أضع قلمي في جيبي بل واصلت الكتابة كما بدأت متعاوناً ولازلت. وبالنسبة لوظيفة رئاسة التحرير فقد مارستها وأنا حامد مطاوع وتنحيت عنها وأنا حامد مطاوع وبين الممارسة والتنحية فقد جرت حياة كثيرة من تحت الجسر وعمل معي في الجريدة أناس وخرج آخرون والحياة تسير وهي هكذا لاتتوقف واستمرارها لايتأثر بوجود شخص أو انصرافه صحيح أن بصمات التسيير ذات دلالات في الأداء والمستوى ولكنها لاتعرقل المسار، ولقد اردت بهذا المختصر أن اعطي فرصة واسعة للحوار لأني أفضله على السرد فهو أحسن مقابلة مع افراد المجتمع. فالسرد لايزيد عن واحد يتكلم وآخر يستمع وأما الحوار فهو تبادل آراء وتلاقح أفكار وفي هذا غذاء للمفهوم وترضية للقناعات. مداخلة رئيس التحرير بعد ذلك فتح باب المداخلات والتي بدأها الأستاذ هشام كعكي رئيس التحرير الذي رحب في بدايتها بالمحتفى به وثمن دور منتدى الباشراحيل في تكريم رموز المجتمع المكي وأشار إلى أن الأستاذ حامد مطاوع علامة كبيرة ومضيئة في عالم الصحافة وقال عندما يذكر الأستاذ المطاوع فلا بد وأن نذكر الندوة فالمطاوع هو الندوة والندوة هي حامد مطاوع وعلى مدار عقدين من الزمان كان هذا الرجل رئيساً فوق العادة لتحرير الندوة. فالمطاوع لم يكن رجلاً عادياً ولم يكن كاتباً عادياً فهو مفكر وأكبر من أن يكون رئيساً للتحرير. فقد ذكر الأستاذ المطاوع انه اجتمع ثلثا أعضاء المؤسسة وأقروا تنحيته واقالته فبودنا أن نعرف الأسباب الحقيقية والأسباب التي أدت إلى تراجع صحيفة الندوة ولماذا اصبحت الندوة تصارع من أجل البقاء ولماذا حصل كل ذلك وما هو التشخيص المجدي للنهوض بها إلى مصاب بقية الصحف؟. المطاوع اشكر ما تفضل به رئيس تحرير الندوة الأخ هشام كعكي لم يكن بيني وبين الأعضاء ما يرتضي أن تصل الأمور إلى درحة المطالبة بالتنحي فقد كنت حريصاً على استقلالية الصحيفة. مداخلة الكتبي كما تحدث الدكتور زهير محمد جميل كتبي مطالباً من وزارة الإعلام والقائمين عليها بالمبادرة بتكريم الأستاذ حامد مطاوع والذي يشكل منهجاً صحافياً لم يوجد إلى الآن في تاريخ المملكة العربية السعودية موضحاً أنه لم يأخذ حقه من التكريم الذي يستحق كما أن ما يكتنزه حامد مطاوع لم يتم الاستفادة منه لا فكرياً وأيضاً في الدراسات الإعلامية من قبل المؤسسات والجامعات. كما طالب الدكتور زهير كتبي في مداخلته كافة رجالات مكة الاهتمام بصحيفة الندوة وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهذه الصحيفة والتي تضم نخبة من الشباب الطموح والمثقف الذي ينقصه فقط الدعم المادي وقد سرني زيارة أعضاء مؤسسة مكة للطباعة والإعلام لسمو أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل والذي هو بإذن الله قادر على أن ينتشل هذه الصحيفة من موقعها الحالي والنهوض بها إلى مصاف الصحف المتقدمة. مداخلة السباعي ثم تحدث الأستاذ أسامة بن احمد السباعي رئيس تحرير صحيفة المدينة السابق وعضو مؤسسة مكة للطباعة والإعلام واصفاً هذه الليلة بعرس الصحافة التي تحتفل فيها برمز من رموز مكة.. وأشار أن تكريم الأستاذ حامد مطاوع هو تكريم للصحافة والصحافيين فهو صاحب مدرسة تخرج منها الكثير من الصحافيين الذين يعملون اليوم في مختلف الصحف والمؤسسات الإعلامية موضحاً مكانة الندوة في عهد المطاوع والتي يطلق عليها العهد الزاهر حيث يتلهف القراء إليها كثيراً. فالأستاذ حامد مطاوع خير من يكتب التحليل أو المقال السياسي وأيضاً خير من يكتب الصحافة الشعبية فما أكثر ما تناوله الأستاذ المطاوع وما تناولته صحيفة الندوة في عهده الزاهر من التحقيقات الصحافية والمقالات والأخبار التي كانت تمس حياة أم القرى وسكانها. فالمطاوع تميز بالحكمة والرزانة إلى جانب أنه صحافي بارع فهو مدير قدير ومحاسب دقيق. عرفت الأستاذ حامد مطاوع من خلال عضويتي لمؤسسة مكة من قبل أن يتوفى والدي رحمه الله فوجدته أباً قديراً وزميلاً أنيقاً وأتذكر أنني قد سئلت في احدى اللقاءات الصحافية عن رأيي في شخصية المطاوع الصحافية فقلت أنه (جنتل مان) الصحافة السعودية ولعلي قد سررت كثيراً هذه الليلة بتكريم هذا الرجل الفذ وإن كان هذا التكريم قد جاء متأخراً ولكنه قد جاء في الوقت المناسب وبهذه المناسبة انتهزها فرصة لأتقدم بالشكر للدكتور عبدالله باشراحيل على هذه اللفتة غير المستغربة منه بتكريم أحد رواد الصحافة ومفكري أم القرى، فأنا فخور جداً بالأستاذ المطاوع وأحبه كثيراً أيضاً. مداخلة د. مصطفى عبدالواحد كما تحدث الدكتور مصطفى عبدالواحد عن علاقته بالأستاذ المطاوع والتي تعود إلى عام 1398ه عندما التقيت به في مكتبه مقدماً له بعض مقالاتي الصحافية وأذكر أنه قال لي بالحرف: (انت فين طالما اشتهيناك) وكان ذلك اللقاء في مكتبه الصغير المتواضع. واتذكر أن الندوة في عهده كانت تحتاج لقراءتها ما يقارب الساعة أو أكثر لما فيها من المواد والصفحات التي كان لها شأن وما كانت تحتويه الندوة من كبار الكتاب والشعراء والمثقفين من الرواد فكانت الندوة حقاً تضم مادة إعلامية دسمة شكلاً ومضموناً. مداخلة د. هندية الدكتور محمد علي هندية استاذ الإعلام الدولي بجامعة أم القرى أريد أن اعقب على نظرية الأستاذ المطاوع الإعلامي الرصين دفاعاً عن القراء واحترام عقولهم قبل عقدين من الزمن ولكن نحبذ أن هذه ما جاءت به النظريات العلمية وبحكم تخصصي في الإعلام وهناك نظرية الاستخدامات والاشباع والتي كانت في السابق كيف تؤثر وسائل الإعلام على القراء وللأسف أن هذه النظرية انعكست اليوم فأصبحت ماذا يريد القراء من وسائل الإعلام وهذا ان دل على شيء إنما يدل على سعة أفقه في السابق. ولي رجاء من الدكتور أنمار مطاوع أن يكتب سيرة أبيه الأستاذ حامد المطاوع كما يجب. وفي نهاية الأمسية قدم الدكتور عبدالله باشراحيل رئيس المنتدى الثقافي للشيخ محمد صالح باشراحيل رحمه الله هدية تذكارية للمحتفى به ومقدم الأمسية الأستاذ هاني فيروزي.