رغم هدنة ال90 يوما التي أعقبت لقاء الرئيس الأمريكي مع نظيره الصيني خلال قمة العشرين، يبدو أن الحرب التجارية التي فرضها الرئيس الأمريكي لن تهدأ ، حيث أشارت وكالة “بلومبرج” في تقرير مفصل لها على لسان خبراء إن المشكلات الهيكلية الخطيرة في العلاقات التجارية الأمريكية-الصينية لا يمكن حلها في مثل هذه الفترة القصيرة “التسعين يوما”، وأن الصين لديها بعض السياسات مسبقة التجهيز، ويمكنها تقديمها كإصلاحات في السياق المحلي، وكتنازلات بالنسبة للولايات المتحدة. كما صنّف الخبراء قرار الرئيس الصيني “شي جين بينج” على أنه تغيير للعقيدة الصناعية للصين لكي تتخلص من تبعيتها التكنولوجية للغرب، وتصبح إحدى الدول الكبرى في مجال التكنولوجيا المتقدمة، والذي جاءت على إثره استراتيجية “صنع في الصين 2025” بهدف تطوير القطاع الصناعي الصيني، والتركيز على الصناعات المتقدمة والتكنولوجية العالية يمثل أحد أهم التحديات أمام اتفاق الهدنة مع أمريكا.وتخوّف التقرير من الرغبة الأمريكية في المقاومة الشرسة، حيث تسعى إدارة ترامب إلى فرض قيود على الشركات التي بها نسبة مساهمة صينية تتجاوز 25%، وتسعى للاستثمار أو حتى شراء تكنولوجيات أمريكية متقدمة في مجالات محددة معظمها يتعلق بالأمن القومي، مثل صناعة الشرائح الدقيقة والتشفير، فضلا عن الذكاء الاصطناعي. وكانت الولاياتالمتحدة قد أعلنت عن زيارة وفد حكومي أمريكي إلى بكين مطلع يناير المقبل لإجراء أول محادثات مباشرة منذ أن توافق الرئيسان، غير أن شكوكا عدة أحاطت بإتمام الهدنة لأسباب تتعلق بقِصَر مدة التفاوض، وسياسات الصين الصناعية التي ترفض الانصياع للغرب، بالإضافة إلى تخوفات من قرارات أخرى غير متزنة من الرئيس الأمريكي. من جهة ثانية سجل مؤشر يقيس ثقة المستهلكين الأمريكيين أكبر هبوط له فيما يزيد على 3 سنوات في ديسمبر، وهو ما أثار مخاوف المستثمرين القلقين بالفعل من احتمال امتداد التباطؤ الاقتصادي العالمي إلى الولاياتالمتحدة. وفي دلالة على تزايد قلق المستهلكين بشأن الاقتصاد، قالت مؤسسة كونفرنس بورد، الخميس، إن مؤشرها لثقة المستهلكين تراجع هذا الشهر 8.3% إلى 136.4، مسجلا أكبر هبوط شهري له منذ يوليو 2015. وحسب رويترز، تنامى القلق بشأن الاقتصاد أيضا بفعل علامات على ضعف في سوق الإسكان.