إن ما يدعو إلى التفاؤل أن دور المرأة في التنمية الاجتماعية قد بدأ في التغير شيئاً فشيئاً وسط ضغوط احتياجات العصر للمزيد من الموارد البشرية المدربة والمؤهلة للتصدي لجميع التحديات التي يحملها العصر بين ثناياه، ويظل مجتمعنا السعودي بوضعه الحالي أكثر حاجة لإشراك نسائه في خطط وعمليات التنمية وإدماجهن في مشاريعها الرامية إلى تحسين نوعية الحياة وتأسيس بيئة أفضل لنمو الجنس البشري بحيث يمتلك التعليم والتدريب والتأهيل الملائم لمجابهة تحديات العصر الثقافية الاجتاماعية الاقتصادية والسياسية وغيرها، ولا يتم ذلك من دون عملية للتخطيط الشامل والدائم للموارد الإنسانية التي هي هدف من أهداف السياسة الانسانية، لذا كان لابد من التأكيد على أهمية الإفادة من جميع الموارد البشرية في جمع القطاعات. أن النهوض بواقع المرأة السعودية وتعزيز قدراتها وتمكينها من التعليم والعمل والمشاركة العامة بات يشكل اليوم اتجاهاً جاداً في المجتمع وبل وهاجساً قوياً ابتداء من المرأة نفسها التي بدأت تعي واقعها والهوة الكبيرة بينها وبين الرجل في التقدم، فأخذت تسعى نحو تغيير أوضاعها والبحث عن ذاتها وإبراز مكانتها وشأنها في المجتمع، وتواصلاً مع اهتمامات الجهات الرسمية التي تتنامى أكثر فأكثر باتجاه النهوض بها والتأييد الرسمي للتحولات المختلفة في حياتها وفي أدوارها وإدماجها في عمليات التنمية المجتمعية للاستفادة والإفادة وكذلك المساندة الجيدة من قطاعات المجتمع. حسب ما تشير إليه المعطيات العلمية فإن المرأة تمتلك القدرة على القيام بأدوار عملية متعددة في الحياة الاجتماعية فقد لعبت المرأة في العالم على مر العصور أدواراً متعددة منها ما احتل الصدارة وقيادة المجتمعات البشرية، وأن الشكل النهائي لأداء المرأة تقرره نظم المجتمع وما يفرضه عليها من أدوار، وفي العصر الحديث تؤدي المرأة دوراً فاعلاً في عملية التنمية المجتمعية وذلك باعتبارها تشكل نصف المجتمع وإذا نظرنا للوضع الحالي للمرأة في المجتمع المعاصر نجد أنها مازالت تواصل العطاء البشري والبناء الاجتماعي وتحمل المسؤوليات رغم المعوقات التي تعترض سبيلها وخاصة الأمية التي ترزخ تحتها نسبة عالية من نساء العالم، وتشير نتائج بعض البحوث الحديثة إلى أن المرأة تستطيع أن تحقق توافقاً بين أدوارها سواء داخل المنزل تجاه الزوج والأبناء ودورها كربة منزل وبين دورها كعاملة مما يساهم في تماسك الأسرة، كما أن العمل الخارجي يخدم المرأة ويجعلها أكثر تفهما لدورها كزوجة تشارك في القرارات الأسرية. ومهما يكن فإن مشاركة المرأة في العمل تؤدي الى زيادة تقديرها لذاتها وامكاناتها وبالتالي يؤدي ذلك إلى نضج شخصية الأطفال أيضاً، كما أن اشتغال المرأة يؤدي إلى اكتسابها خبرات وتجارب قيمة تجعلها أكثر استجابة في عملية تحكيم العقل والتبصر عند دراسة الامور المتعلقة بأسرتها، وقد أثبتت البحوث الاجتماعية أيضاً أن العمل له تأثير إيجابي في اتجاه المرأة نحو تنظيم الأسرة وذلك من أجل النهوض بالمستوى المعيشي وتوفير مستوى أفضل للأطفال. حمدان بن ناصر حمد الغفيص بريدة - مركز التنمية الاجتماعية