سررت كغيري لتأكيد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة الباحة على "أهمية تقديم المبادرات النوعية وغير التقليدية لصالح المنطقة وأهلها بما ينسجم مع الرؤية الوطنية 2030" وذلك أثناء رعاية سموه لتوقيع مذكرات تفاهم بين الهيئة الاستشارية وعدد من الإدارات حول المبادرات المطروحة من الهيئة . وحرص الأمير على "أن تكون المبادرات ذات محتوى جديد تقدم خدمات مميزة للمنطقة وذات إضافة إيجابية ومساندة لما يقدمه العمل الحكومي من مهام ، وأن تكون ممكنة التنفيذ" . ليعطي الجانب الجميل والصورة المشرقة للمسؤول الواعي الحريص على المبادرات وتشجيعها بما يخدم المواطنين بالدرجة الأولى ويرتقي بالمنطقة ويساهم في تطويرها كجزء من هذا الوطن الغالي . ومعلوم لدى الجميع بأن المبادرات تعني (الإسراع إلى فعل الشيء بهدف التغيير) فقد تكون فكرة جديدة أو خطة عمل نوعي تتحقق معه الفائدة وتحدث التغيير إلى الأفضل سواء كان هذا التغيير واسعا أو محدودا صغيرا أم كبيرا .. وفي أي مجال كان . والمبادرة الناضجة هي في الأساس لتحريك الراكد والخروج عن التقليدي والمألوف والانتقال إلى أفق أرحب وعمل أصوب وإنتاجية أعلى في أي مجال تقدم فيه المبادرة ! ولعل ذلك يحمل توجه الأمير الدكتور حسام بن سعود لتأكيد أهمية غرس هذه القيمة العالية في حياة المجتمع باعتبارها من أسس الحياة الفعالة وصناعة النجاح . فهناك المبادرات الفردية والشبابية والجماعية والمجتمعية والدولية …ولكل منها أهدافها التي تنطلق منها ، حتى المبادرات في الدين ، التي يدعو لها القرآن الكريم والتي وصفها الله عز وجل في أكثر من آية … وما خصه الله لأولئك السباقين لفعل الخير . وتظل المجتمعات بحاجة إلى المبادرين في مختلف التخصصات لحل المشكلات وتطويو أساليب العمل ورفع سقف الإنتاج . ولا شك أن المبادرات الاجتماعية تحديدا تعد وسيلة هامة لخدمة الناس وتحقيق احتياجاتهم ، وتتميز في الغالب بكونها بسيطة وغير معقدة ولا تحتاج إلى أموال كبيرة لكي يتم تنفيذها ، بل تعتمد على فكرة التطوع بما يكفل للمبادرة أن تتطور وتتحول إلى مشاريع قائمة وفق الخطط المرسومة.. ترتكز في المقام الأول على الانشطة التي يقوم بها أفراد المجتمع وخاصة فئة الشباب بالاعتماد على إمكاناتهم وقدراتهم واستثمار مهاراتهم وخبراتهم . وهذا لا يعني عدم وجود مبادرات أخرى قد تحتاج إلى التمويل المناسب. وللمبادرات جملة من الأهداف التي يمكن أن تحققها باختلاف كل مبادرة عن الأخرى وأهمها تفعيل دور الشباب في المجتمع وغرس حب العمل التطوعي والإنساني ،وزيادة تنمية قدراتهم في إدارة أفكارهم وأيضا تبني أفكار جديدة للمساهمة في تنمية المجتمع وتشجيعهم على التفكير الإبداعي وتوفير الفرص لهم لتنفيذ أفكارهم . ومن عوامل نجاحها اقتناع شرائح المجتمع بأهميتها وملاءمتها لمكانها وزمانها وانخفاض تكاليف تنفيذها وأن تتسم بالجدية وتكون قابلة للقياس . فإن غابت مثل تلك العوامل فقد لا تحقق النجاح المطلوب وهو ما يجب أن يتنبه له المبادرون حتى تكون مبادراتهم ذات أثر وفاعلية . فاصلة المهندس المتألق يعن الله علي حلّان قدم مبادرة رائعة ووضع استراتيجية عالية المستوى لتنمية وتطوير قرية رغدان تحت مظلة لجنة التنمية الاجتماعية بتعاون بعض المهتمين، أتمنى أن تجد الدعم والمساندة من أمارة المنطقة وتعميمها على قرى المنطقة في حال نجاحها وبالله التوفيق.