المبادرة هي التماس الفرصة لتأسيس مشاريع اقتصادية أو اجتماعية من خلال حل المشكلات أو ابتكار المنتجات التي تجعل الحياة في المجتمع على نحو أفضل. التعليم بشكل عام هو إعداد أجيال للمستقبل، ولا بد من هذا التعليم أن يواكب تطور العصر الذي نعيش فيه، وأن يكون التطوير مناسبا لنا ومحافظا على العقيدة الإسلامية وعلى العادات والتقاليد والثقافة بشكل عام. التعليم سابقا كان يعتمد على الحفظ والتلقين، والآن أصبح يعتمد على التفكير والتجربة والابتكار. وقد لمسنا هذا التطوير من خلال المناهج المطورة في العلوم والرياضيات واللغات وطرائق التدريس والوسائل التعليمية التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة. وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يكفي شباب اليوم أو حتى شباب الغد أن يكونوا بارعين في الرياضيات والعلوم فقط للمنافسة في سوق العمل المحلية والعالمية، فإذا كان الهدف هو إعداد الطلاب ليصبحوا ذوي مهارات عالية في سوق العمل، ولاستعمال تلك المهارات فإنه لا بد من خلق فرص عمل متعددة في مجالات واسعة وهذه الفرص يتم توفيرها من قبل رجال الأعمال الذين يخاطرون لبدء الأعمال التجارية. كما أنه يمكن للعديد من علمائنا في المستقبل والتكنولوجيين والمهندسين وعلماء الرياضيات والأطباء أن يكونوا مبادرين وأصحاب مشاريع ناجحة لو أننا نبدأ في غرس المعرفة في وقت مبكر ونتقبل أهمية تعلم المبادرة في ما يتعلق بازدهار الوطن. فلم لا نهيئ شباب الغد على المبادرة لكي يكونوا مخترعين للوظائف أكثر من أن يكونوا باحثين عنها؟ تتبنى مدرسة صغار المبادرين لأول مرة مشروع (المبادرون الصغار) الذي يعتبر من أهم المشاريع اللامنهجية، حيث تزود الطالبة والطالب بأسس إدارية وتجارية وتعلمهم الانضباط النفسي والاجتماعي والاقتصادي. واعتمدت مدرسة صغار المبادرين خطة استراتيجية على مدى السنوات المقبلة لتمكين الطلاب من تنمية مواهبهم ومهاراتهم الفردية، بينما تحدد تطوير الكفاءات العملية لبناء مستقبلهم الاقتصادي والاجتماعي والمهني، برنامج (المبادرون الصغار) مصمم حسب أعمار الطلاب ويتم تطبيقه بمجموعة متنوعة من أساليب التعليم بما في ذلك التعليم التجريبي والمناقشة ولعب الأدوار ورحلات ميدانية لمشاريع قائمة. وحيث إن برنامج المبادرة يعتمد على التعليم التجريبي، فإن ذلك يمنح الطلاب فرصة لاكتساب مهارات قيادية وإدارية واجتماعية وتجارية، حيث تتوفر لهم الأدوات اللازمة لابتكار مشاريع جديدة بشتى الأنواع. ومن ضمن المهارات المكتسبة خلال البرنامج، يتمكن الطلاب من اتخاذ القرارات الصعبة وحل المشكلات والعمل من ضمن الفريق وتحمل المخاطر المحسوبة. إن أهم شيء يمكننا القيام به هو أن نعيش حياة ذات معنى، ونحن نسعى لجعل العالم مكانا أفضل ونطمح أن يكون أبناؤنا في المستقبل أصحاب مشاريع تجارية واجتماعية، وكلاء للتغيير، وتعليم المبادرة هو واحد من أنجع السبل لتطوير المهارات الحياتية والكفاءات الأساسية في جميع مساعي الحياة. في مدرسة صغار المبادرين تعليم المبادرة أكثر من مجرد نشاط تعليمي، إنها طريقة للحياة. منى بنت يوسف آل رابع المشرف العام على مدرسة صغار المبادرين www.yes.sa.com