في الأسبوع الماضي أحببت أن أشارك ابني في لهوه ولعبه. وفِي أثناء ذلك، طلبت منه أن يسمعني شيئاً يحبه فعرض لي أغنية أحسست معها بالغثيان والدوار. وحين سألته عن معنى الكلام نظر إليّ بتعجب وقال لي وما أهمية ذلك. أنا لا أعرف المعنى ولكن اللحن (وهو يقصد الإيقاع) يعجبني. فذهبت بعيداً إلى الوراء حين كان الكلام مهماً كأهمية اللحن والصوت يكمل اللحن والكلام ولا يمكن أن تجاز أغنية وتذاع ومحورها كلمة بربس. فما هو معنى بربس بالله عليكم؟ حين يفسد الذوق يصبح الهمبورجر بالقشطة لذيذاً. حين تجد البعض يفرح كثيراً حين يتحدث أبناؤهم مع الضيوف باللغة الأجنبية بل ويفتخرون أن أبنائهم لا يتحدثون بالعربية فكن على ثقة أنهم يحبون الهمبورجر بالقشطة. حين تجد فتيات شابات غاية في الجمال ويعرضن أنفسهن في مقاطع أقل مايمكن أن يقال عنها أنها إثارة جنسية لا مضمون ولا هدف لها سوى تجميع المتابعين بعيداً عن الشرف فهذا هو الهمبورجر بالقشطة. من يذهب إلى الأسواق وينظر إلى ملابس بعض الشباب وقصَات الشعر وتصرفاتهم يدرك تماماً أنهم وصلوا إلى مرحلة الهمبورجر بالقشطة. حين تنهي عملاً ما وتخرج لتجد سيارتك محجوزة بسيارة أخرى وتنتظر ليأتي صاحبها مبتسماً ويعتذر لك بأنه كان على عجلة من أمره ولَم يجد موقفاً فأعلم رعاك الله أنك قد تناولت مرغماً أفخر أنواع الهمبورجر بالقشطة. حينما تصبح النكتة أهم من المعلومة، حينما تجد المتابعين لكل تافه بالألوف، حينما يشتد النقاش حول قضية فرعية لا تقدم أو تؤخر، حينما يضيع الوقت بحثاً في الشبكة العنكبوتية عن أي شئ فاسد، حينما تجد شخصاً يحيا سعيداً بلا هدف، حينما يسوق العرب لللغة الإنجليزية ويحرصون عليها ويدافعون عنها أكثر من الإنجليز أنفسهم فأعلم بأنك تواجه خطر الهمبورجر بالقشطة. حين تختلط الثقافات في العقول لتنتج ثقافة مختلطة لا تنتمي لأي مكان أو زمان ولا تنتمي لدين أو مذهب إما هي خليط من كل ذلك ويظل الباب مفتوحاً لإضافة أي نكهات خاصة فنحن أمام ثقافة الهمبورجر بالقشطة. أحسن الله عزائكم في الثقافة.