حينما انطلقت جدة توسعاً وبعد هدم سورها في عام 1366 الموافق 1947 على اصدق الروايات نحو الاتجاهات الاربعة بدأت خطوط البلدة او ما كان يطلق عليها ( الانيسه ). كنت اسمع من كبار أهل جدة ان موقف بشيبش وتسمى بهذا الاسم نسبة الى قهوة بشيبش الذي كان يملكها شخص اسمه بشيبش الغامدي وقد تقابلت مع ابنه قبل كم سنة في احد مهرجانات ارامكو بجدة وكان عمره آنذاك قد تجاوز الثمانين الذي روى لي انه كان يعمل صبياً في هذه القهوه حتى ريعان شبابه،،، المهم بدأت خطوط البلده تعمل بايدي سعودية ولكل منها سائق ومعاون لتحصيل الفلوس من الركاب. كنت انا واخواني فهد ومجدي ومعانا عيال الجيران مجدي ناغي وحسن غندوره وعبدالحميد الباحث وعبدالرحمن السعدي . ننطلق بالانيسه الى باب مكه ننزل في موقف بشيبش،،، اذكر اننا ندفع أربعة قروش للنفر الواحد ومنها ننطلق الى سوق العلوي ومنها الى شارع قابل لنأكل البليله الذي كان أصحابها يسوقون لها بكلمة بللو ياشباب ومنها الى اكل الكبده والتقاطيع في اجواء بلديه مليئه بأهل البلد الذين كان معظمهم من سكان حارات جده التاريخيه….. طبعا لازم نرجع لموقف بشيبش قبل المغرب عشان نقدر نوصل بيوتنا في طريق مكه. كانت الانيسه منظمه بشكل لا يصدق لانها كانت توقف في مواقف معروفه مثل كيلو اتنين ومنها الى كيلو تلاته وبعدين عند موقف تويوتا ومنها يدخل على شارع الجامعه وهي المحطه التي ننزل فيها الى بيوتنا!!!! كل دا طبعا نعمله في غياب عن أنظار أهالينا لان الخيزرانه كانت جاهزه لو انكشف امرنا وناكل العلقه اللي تحلينا نفكر الف مره لتكرارها ،،،،، ولكن كنّا في نظرنا اننا أصبحنا رجالا وعلى قدر من المسؤليه رحم الله ايّام الاربعه قروش فقد كانت لها شنه ورنه،،، وللمعلوميه فقد كانت بعض مشترياتنا كان صاحب الدكان يرجع لنا باقي من الاربعه قروش نسال الله ان يديم علينا جميعاً نعمه ظاهرة وباطنه والى لقاء قادم نبحث فيه معكم عن ذكرى اجمل من الأربعة قروش.