في حياتنا..! هناك مساحة تأتي من اللاشيء.. حتى من التفكير، مساحة من الهدوء، لنقرر بعدها أن نقدم على لا شيء، حالة لا نعرف لها اسم ولا سبب، تجعلنا على استعداد كامل بعدم القيام سوى بالبلادة، تماماً كفصل تيار كهربائي عن جهاز لم يتوقف العمل به منذ سنين، وهو أمر ضروري كما يبدو لي. بفرضية أنكم اتفقتم معي على وجود حقيقة كهذه.. إذاً أرجو منكم السماح لي لعلي مصابة بتلك المساحة، ولا أخفيكم لا أريد أن أكون فيها وحدي، فوجودكم مهم.. على اعتباركم جزء منها أو منيّ بما أني ضيفة عليها" أقصد الحالة". أحياناً نحتاج أن نتقمص الضعف أوربما أن نعيشه.. حتى ندرك ما يحمله من حولنا من تقدير لمشاعرنا، فليس مفروضاً علينا أن نكون دائما الشموع التي تحترق لتضيء للآخرين، بل نحتاج بدورنا لمصابيح تقف أمامنا ونسير خلفها، حتى لو لم نتعرف على الوجهة، فنحن ندرك أن حامل النور لا يأتي إلا من مصدر النور، مادام لا يتبع ضوءه رائحة حريق تملئ أنوفنا قبل صدورنا وتقتلنا حسرة، تخيّل.. حتى الحسرة تقتل..! دائما ما نطالب انفسنا ومن حولنا التحلي بالصبر من باب الاحتساب، فنبالغ ونكابر ونتحمل ونخفي ما يختلج في صدورنا حتى لا يتألم من يكّن لنا مشاعر الحب والمودة، وهو أمر في غاية النبل، إلا أننا نسينا أن النبلاء أيضا يشعرون، فهم مثلنا لديهم نفس التكوين الذي خلقنا منه، بفارق أنهم تفوقوا في رسم الابتسامة على شفاه ترتجف وتصرخ تعب.. لا يراها إلا من ناله من ذلك النبل نصيب، ليست لغة للجسد ولا فراسة عرب، إنما هي شفافية أوجدتها مكارم الأخلاق وتغذت على مبدأ الإيثار، فكان لها مبادر حينما وقف البقية في صفوف المتفرجين، ما نعانيه من وجع يحتاج إلى مبادرين سبقت بصيرتهم بعض المبصرين. للتواصل على تويتر وفيس بوك eman yahya bajunaid