تعلمنا في مادة العلوم منذ البدايات، أن الإنسان يحتاج حتى يبقى على قيد الحياة.. إلى الماء والهواء والغذاء، فكبرنا ونحن على يقين أن بدون تلك الثلاثة سنموت، أكثرنا من أكل الطعام والشراب، وأصبحنا نبحث عن مصادر للهواء النقي، وكأن شبح الموت كان يترصد بآخر ملعقة من الطعام، فإن لم نتناولها متنا جوعاً، أو موجة الأكسجين تلك التي تسربت من أمام أنوفنا وفاتتنا، فأصبحنا نلهث في البحث عن أخرى. لم يكن مهم في ذاك الزمان كثيراً التصنيف للطعام الذي يجب أن نتناوله من ذلك الذي علينا تجنبه، إلى أن أصابت السمنة الكثيرين من سكان هذا الكوكب، ولم نكن نركز أيضا في نوعية الماء الذي نشربه وما يحويه من نسبة عالية للأملاح ونوع التكرير فيه، إلا بعد أن تكاثر مرضى ضغط الدم والتهابات الكلى، وما غفلنا عنه حقيقة أن الأكسجين أنواع نوع يحيا به البدن وأنواع أخرى تحييّ القلوب.. فنتستغني بعدها عن كثرة الطعام والشراب. اعطني لمسة حب لأرى الوجود جميلاً، و بعض من احتواء لأشعر بأمل في الحياة، ووافر من الصدق لطأنينة قلبي، ومساحة للتقدير للأؤمن بالعدالة. باختصار أريد وقت خاص بي أستقي فيه جرعة من صداقة.. أتنفس بها معاني نقية تروي ضمأ مشاعري، وتخرج من داخلي سموم يومي التي أثقلت كاهلي بمرور السنين. هل تكفي..؟ نعم. انقطاع عن عالم العمل والبيت والمسؤوليات، وقضاء سويعات في الضحك الحقيقي، بين أشخاص يحتضنوك بأعينهم قبل قلوبهم.. وبقلوبهم قبل أيديهم، دون أوشحة أو أقنعة تحجب ما بداخلك، وكأنك تقف أمام مرآتك الشديدة الوضوح، تستقبل حقيقتك كما هي ولا يخالجك الشعور بآلم التصريح، فأنت تعلم أن من يتحدث معك هو أنت إنما في جسد آخر، ثم قبل أن تغادرهم تأخذ نفساً عميق بنفحة أكسجين الصداقة وهو نوع لا يباع في متاجر الدواء ولا يعرفه الأطباء، بل يقوم بوصفه حفنة من الأصدقاء، لحظات تجعلك تشعر بالهواء يدخل إلى رئتيك شديد النقاء بشكل جديد لم يسبق لك أن جربته إلا في صحبتهم. للتواصل على تويتر وفيسبوك eman yahya bajunaid