قالت وقد أثارها إلحاحي عليها باتخاذ قرار جاد لا يقبل التراجع: وكيف ممكن..؟ هو مو مفتاح نور أقدر أفتحه وأقفله.. ندمت على ثقتي في الحديث، خاصة عندما رأيت نظرتها التي تنبئني بالتزام الواقع والبعد عن التنظير الذي أشبعتها به منذ طرحها للمشكلة، لم تكن تعلم أنني كرهت في حديثي ما كرهت.. ولكنني كنت عاجزة عن حثها على التمرد، فلست في موقعها ولا أعلم مقدار القوة التي تملكها لتقف أمام أي شخص كان وتمنعه، أو لعلي في موقفها دون أن أشعر.. وأنها أكثر جرأة من ادعائي الصمود. نخطئ عندما نعتقد أننا الأقوى، وأننا نستطيع أن نجابه العالم بأسره بما نريد ونرفض ما لا نريد، ثم نقف بقوة العالِم بكل أموره القادر على تحريك مكنواناته ببراعة، هناك مواقف نقف منها موقف المقيد وفي الغالب قيدنا صنعناه بأيدينا ولأننا لسنا أصحاب خبرة جيدة في صنع الأقفال لم نتنبه لكيفية صنع المفاتيح، وليتنا نتبع كتيب الإرشادات، بل أثرنا أن يأتي إلينا بائع المفاتيح لنشتري منه، وليس كل الباعة يتصفون بالنزاهة "وإنت وبختك"، إلا أنك مجبر على الشراء فلن تبقى مقيداً إلى الأبد ستفك ذاك القيد حتى لو فقدت في محاولاتك جزء مهم منك، الجزء أقل ضرراً من الكل. حينما تعجز عن تطبيق قرار اتخذته لأن مشاعرك ترفض ذلك..! ليس عليك سوى أن تقنع به شبيه بحالك ثم حدث نفسك قائلاً: "ألست بها أولى..؟"، حيلة تتحايل بها على كبرياء تلك النفس التي أوقعتك في شر حساباتك فخرجت صفر اليدين، وحتى لا تعتقد من حديثي أني أصيبك بالاحباط.. أطمئنك أن تخرج صفر اليدين أفضل بكثير من الخروج منها مديون، أعتقد سيوافق على قولي هذا الكثير من الناس، لأن الكثير منهم مديون. لك أن تتخيل الكارثة لو أنك كنت مديون بالمشاعر..! عليك أن تسارع بسد دينك قبل أن ترغم على سداده من دعاء الديانة. للتواصل على تويتر وفيس بوك eman yahya bajunaid