قرأت مقالاً في مجلة "هارفرد بيزنيس ريفيو العربية" وكان موضوع المقال "قيادة الأذكياء الذين تصعب قيادتهم" وبصرف النظر عن المحتوى، إلا أن سؤالا تم طرحه فيه جعلني أتوقف قليلا عن القراءة، ألا وهو( هل رغبت يوماً في تغيير النظام البيروقراطي برمته في مؤسستك.؟) لا أرى أن هناك من لا يملك الرغبة في إحداث هذا التغيير، ليس في مؤسسته فحسب بل في كل الأوساط التي تحيط به، في مدينته بأكملها، هذا إن لم تتعارض عملية التغيير تلك مع مصالحه الشخصية.. في ذلك الحين تصبح الرغبة بعدم التغيير هي الأكثر إلحاحاً. الرغبة هي المحفز رقم واحد لعملية التغيير المطلوبة، إنما لا تكفي وحدها لإحداثه هناك معوقات قد يكون أغلبها غير مقبول تساهم في عرقلة تغيير البيروقراطية في حياتنا، نملك من المقومات ما يجعلنا نحدث نقلة قوية تضعنا في الصفوف الأمامية ولعل أبرزها المورد البشري الذي تم إعداده على الوجه المطلوب، ولن أقوم بتكرار عبارات وشعارات سبقني بها من هم أكثر مني فهماً للواقع الموجود. منذ أكثر من عامين انتقلت للسكن في منطقة تسمى ب(جدة الجديدة) كما يقولون، وكنت سعيدة جداً، الهواء أكثر صحة والهدوء يعم المكان ويجاورني البحر.. ومن منّا لا يحب مجاورة البحر..! كانت تغمرني السعادة دائماً وأنا أقرأ كتابي أو أعمل على حاسوبي أو أمارس هوايتي في اللاشيء أو أشاهد التلفاز مع أسرتي، وقد تسلل إلينا الهواء العليل من نوافذ المنزل، جو عائلي جميل تتخلله بعض النكات والألعاب العائلية، إنما هي سعادة غير مكتملة فعندما يضطر أحدنا للخروج لقضاء أمر ضروري أو حتى لمجرد الخروج، نتذكر ما ينتظرنا في الخارج من طريق مظلم غير معبد ومساحات كبيرة حول المنازل فارغة.. إلا من المخلفات والحشرات والقوارض وبعض الثعابين، وكأننا نعيش في منطقة نائية بعيدة عن المدينة.. ولكي أكون منصفة فبين الحين والآخر ترتفع معنوياتنا بأخبار نسمعها من الجهات المعنية برصف الطريق وإنارته وإنشاء محطات الصرف الصحي، ما تلبث أن تطير مع الرياح التي تزورنا في ليال الشتاء. إذا هل أرغب في تغيير النظام البيروقراطي في مدينتي.؟ نعم أرغب ولكن رغبتي لا تكفي ولا حتى رغبة جاري الذي مضى على وجوده في المكان أكثر من خمسة أعوام. للتواصل على تويتر وفيس بوك eman yahya bajunaid